أخر الأخبار
بايدن.. والسياسة الأردنية وإنهاء الغطرسة الإسرائيلية
بايدن.. والسياسة الأردنية وإنهاء الغطرسة الإسرائيلية

مع اقتراب المرشح الديمقراطي جو بايدن من الفوز بالانتخابات الأمريكية وتسلمه سدة الرئاسة في البيت الابييض خلفا للرئيس الحالي رونالد ترامب، فان ذلك سيخفف من الضغوط والتحديات الخارجية على السياسة الاردنية خاصة بموضوع القضية الفلسطينية، بعد ان اثبت الرئيس الحالي انحيازه الكامل لاسرائيل وتقويضه مبدا حل الدولتين بنقله للسفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس المحتلة واعترافه بها عاصمة لاسرائيل ، وما تبعها من اجراءات منحازة ايضا بعد اعلانه عن صفقة القرن المنحازة ايضا .
لذلك فان السير في الاجراءات المنبثقة عن صفقة القرن كضم غور الاردن والتوسع في المستوطنات اضافة الى الضغوط التي تمارس على البعض في موضوع التطبيع التي كانت تعتبر هدايا يقدمها ترامب لاسرائيل.
نعتقد ان هذا كله لن يكون على اجندة الديمقراطيين بعد ان قوض ترامب اتفاقية اوسلو عام 1993 التي تبنوها ابان عهد كلنتون .
كما ان جائحة كورونا والوضع الاقتصادي اللذين سيحوزان على السياسة الامريكية الجديدة مما يمنح السياسة الاردنية والفلسطينية فرصة لطرح القضية على الاجندة العالمية والعودة الى مسار حل الدولتين الذي يقتنع به الديمقراطيون .
وعلى الرغم من تعهد بايدن امام مجموعة من المتبرعين لحملته الانتخابية في نهاية نيسان الماضي بالابقاء على السفارة الامريكية لدى اسرائيل في القدس المحتلة اذا تم انتخابه رئيسا رغم رفض الديمقراطيين لقيام ترامب بهذه الخطوة .
الا انه بالوقت نفسه دافع عن حل الدولتين التي قضت عليها صفقة القرن التي شكلت صدمة كبيرة للفلسطينيين على الرغم من اللاءات الاردنية الثلاث .
قضايا عديدة في هذا الشان ستاخذ مسارا جديدا او مختلفا على الاقل خلال المدى المنظور مما يمنح السياسية الاردنية فرصة مريحة لاعادة التفكير في كثير من الملفات بعيدا عن الضغوط وعامل الوقت ، مستفيدة من العلاقات المتميزة التي تربطها مع الديمقراطيين الذين ينظرون للاردن كدولة محورية وركنا مهما في مكافحة ومحاربة الارهاب بالمنطقة وسعيه الدائم للسلام.
فبعد فوز بايدن الذي اصبح قريبا جدا سيكون الاردن على ابواب مرحلة سياسية جديدة يحافظ من خلاله على دوره في المنطقة وتنهي الغطرسة الاسرائيلية وتصرفاتها الاحادية كما تعيد له زخمه المدعوم ايضا بالعلاقات الاوروبية المتميزة ايضا خاصة الالمانية.