أخر الأخبار
الحسين.. ملكٌ انتصر على مؤامرات المنطقة
الحسين.. ملكٌ انتصر على مؤامرات المنطقة

صادف يوم السبت الماضي ذكرى مولد الملك الباني الحسين بن طلال الذي توفي عام 1999م إثر معاناة مع المرض استمرت لأكثر من ست سنوات، وبعد 47 عام في الحكم لبلد كان في خضم الصراعات الإقليمية  والحرب العربية الباردة أثناء الخمسينيات، فحين استلم مع ابن عمه الملك فيصل ملك العراق أسسا الإتحاد العربي عام 1958م، وذلك بعد أسبوعين من تأسيس الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسوريا بقيادة جمال عبدالناصر ليكون الملك حسين هو زعيم الممالك العربية الثلاث الأشهر: مملكة العراق والمملكة الأردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية، وقد نجح جمال عبدالناصر بإحداث ثورة في العراق بقيادة الجنرال عبدالكريم قاسم.

وبقي الحسين صامدا وسط مؤامرات وعمليات اغتيال لرؤساء وزارات أردنيين هما هزاع المجالي ووصفي التل الذي اغتيل أثناء مؤتمر لوزراء الدفاع العرب، عُقد في القاهرة على أثر الحرب الأهلية بين الجيش الأردني ومنظمة التحرير الفلسطينية في أيلول عام 1970م، وفي تلك الأثناء من الكراهية بين العرب، قامت المعركة الثانية بين العرب والكيان الصهيوني والتي خسر بها العرب الضفة الغربية وخسروا القدس، وتحمل الأردن الموجة الثانية من اللاجئين الفلسطينيين. 

بدأ الملك الحسين بإعادة تسليح الجيش الأردني وتطوير الاقتصاد وتأسيس الجامعة الحكومية الثانية «جامعة اليرموك»، وقام بتشكيل مجلسا بديلاً لمجلس النواب -إذ كانت البلاد تقع تحت أحكام عرفية- وهو المجلس الوطني الاستشاري  الذي أعاد العلاقات مع منظمة التحرير الفلسطينية بعد خروجها من لبنان إلى تونس، كما قام الملك الحسين بإعلانه الشهير فك الارتباط مع الطرف الفلسطيني وهو الضفة الغربية لتصبح من مسؤولية منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني، وقد كان للحسين عام 1972م خطة للسلام سميت بخطة الحسين تبناها الرئيس الأمريكي رونالد ريغان في بداية الثمانينات فيما عرف بخطة ريغان. 

   وقد كان للملك حسين موقف مشرف بالوقوف إلى جانب العراق في حربه مع إيران وزار العراق أكثر من 90 مرة خلال الحرب، وفي حرب الرئيس صدام حسين الثانية مع الولايات المتحدة كان الموقف الأردني هو الوقوف مع العراق، وسرعان ما عاد إلى عملية السلام بعد اتفاقية أوسلو بين الكيان الصهيوني والفلسطينيين فعقد اتفاقية وادي عربة مع الكيان الصهيوني بدعم من الولايات المتحدة إبان حكم الحزب الديموقراطي برئاسة بيل كلينتون والذي كان صديقا مقربا من الملك الحسين. وبعد ذلك قام الملك الحسين بترميم علاقاته مع الغرب والعرب وبدأ يحارب مع مرض السرطان بعد اتفاقية وادي عربة، الذي لم ينتصر عليه ويتوفاه الله في عام 1999م. 

  وفي الأيام الأخيرة من عمر الملك أسدى ولاية العهد للأمير عبد الله آنذاك، فأصبح الملك الذي سار على خطى الملك حسين وكان نفحة من روحه الطيبة، وكأنه كان يستقرئ المستقبل إذ سار الملك عبد الله على نهج الحسين وبدأ في تطبيق رؤى الحسين التي انطلقت من « الإنسان أغلى ما نملك» و «الأردن أولاً» و «لنبنِ هذا البلد ولنخدم هذه الأمة».