أخر الأخبار
التنسيق مكافأة العدو
التنسيق مكافأة العدو

لم يثر شيء استياء وسخط الشعب الفلسطيني، بأكثر من اعلان حسين الشيخ وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية عن عودة التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني.
ولم يؤد شيء إلى تعاظم الإحباط، وفقدان الثقة بالسلطة الفلسطينية، التي حاولت ترميم هذه الثقة كإعلان هذه «العودة» المشبوهة!!
ونسأل الشيخ عراب التنسيق مع العدو عن المكاسب التي حققها، ويحققها من خلال هذا التنسيق للشعب الفلسطيني، وللقضية الفلسطينية!!
ومن الملاحظ أن عودة هذا التنسيق «وهو على ما يبدو لم ينقطع ابدا» قد تزامن مع ما تسرب من أخبار من القاهرة عن نجاح المحادثات مع حماس...وأن الطرفين «فتح وحماس» يتجهان إلى الإعلان عن اتفاق تاريخي ينهي الانقسام في الساحة الفلسطينية،ويؤسس لعلاقة تشاركية مع كافة الفصائل والتنظيمات على الساحة الفلسطينية، والانتقال إلى مرحلة جديدة من النضال الفلسطيني قوامها تشكيل قيادة موحدة على قرار قيادة انتفاضة الحجارة المجيدة، لإطلاق انتفاضة ثالثة، تعيد القضية الفلسطينية إلى صدارة الأحداث، وتلجم الاستيطان، وتحرر الأرض، وتقيم الدولة الفلسطينية المستقلة، وتحقق حق العودة المستقلة.
ردود فعل كافة الفصائل والتنظيمات على قرار عودة التنسيق يؤكد عمق وخطورة الجرح الذي أصاب الجسد الفلسطيني النازف والمصير الأسود الذي ينتظر القضية الفلسطينية، وقد نسف هذا الاعلان المقيت، كل المساعي والجهود الحثيثة لاقامة وحدة وطنية حقيقية، قادرة على مواجهة العدوان الصهيوني-الأمريكي، وقادرة على اقتلاع صفقة القرن من الجذور، وقادرة على وقف قطار التطبيع العربي الرسمي، وقادرة أخيرا على إنقاذ سفينة الوطن من الغرق، وتحقيق أهداف المشروع الوطني الفلسطيني.
خطورة هذا الحدث الحسيم، إنه يتم في الوقت الذي أعلن فيه العدو عن إقامة أكبر مشروع استيطاني في قرية «صفاقة» قرب القدس المحتلة، وفي الوقت الذي يزور فيه وزير خارجية القرصان «ترامب» المدعو «بومبيو» مستعمرة «يسغوت» قرب رام الله، مباركا الاستيطان، وداعما لمخطط الارهابي «نتنياهو» في الضم والتوسع.
ونسأل ونحن لا نملك إلا السؤال والتساؤل؟
ما هي المبررات للعودة إلى هذه الجريمة المسماة «التنسيق الامني» ما دام العدو مصمما على الاستمرار في الاستيطان والتهويد؟
وما دام يرفض الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير..واقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس وفقا لقرارات الشرعية الدولية؟
نذكر عراب التنسيق حسين الشيخ وهو قطعا لا ينسى، ألم يعلن الارهابي نتنياهو رفضه لاوسلو لحظة اعلانها؟
ألم يقم المجرم شارون بإعادة احتلال كافة مدن الضفة وتدمير المقاطعة واغتيال مفجر انتفاضة الأقصى الشهيد ياسر عرفات بالسم بواسطة عملائه؟
ألم يعلن «رابين» مبكرا رفضه الالتزام باي تواريخ لإقامة دولة فلسطينية مستقلة؟ وفقا لاوسلو التي نصت على إقامة دولة فلسطينية مستقلة بعد خمس سنوات؟
وأخيرا ألم يطلب الارهابي «باراك» في كامب ديفيد 2 من الرئيس الشهيد ابو عمار بأن يكون القسم السفلي للاقصى ملكا لاسرائيل؟
فهل تراجعت اسرائيل عن كل ذلك يا سيد «الشيخ» حتى تعود الى التنسيق معها....ويا دار ما دخلك شر كما يقول المثل الفلسطيني..
باختصار...
ستبقى كافة الجهود لتحقيق الوحدة الوطنية، والخروج من حالة الضياع الفلسطيني محكومة بالفشل ؛ ما دامت القيادة الفلسطينية متمسكة باوسلو ومتمسكة بالاعتراف بالكيان الغاصب...ومتمسكة بالتنسيق الأمني..
ف»اوسلو» هي اساس الداء والبلاء...وعنوان الضياع..
ولا حول ولاقوة إلا بالله