أخر الأخبار
متحدون للإعاقة يروون قصصاً استثنائية أمام جلالة الملك
متحدون للإعاقة يروون قصصاً استثنائية أمام جلالة الملك
عمان-الكاشف نيوز:ابتكر مجموعة من الأشخاص ذوي الإعاقة سُبلاً للتغلّب على إعاقتهم، متحدّين الصورة النمطيّة التي قد تحول دون الإنجاز، ليغادروا ثقافة الانعزال والاستسلام، إلى ثقافة العمل والعطاء.
ولأن الإعاقة، وإن كانت تُلقي بظلال ثقيلة على أجسادهم، إلا أنها كانت المُحرّك الرئيس والحافز الأول في البحث عن ذاتهم، وتحقيق أسمى ما يُمكن إنجازه في العلم والعمل، لتجسّد هذه النجاحات "منارة" يهتدي بنورها الباحثون عن شرف التحدي والإصرار. ويوم أمس، حظي هؤلاء المبدعون بإشادة جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله خلال اللقاء الذي جمعهم في قصر الحسينية، داعياً جلالته إلى أهمية عرض تجاربهم أمام المجتمع، لاستلهام الروح المعنوية العالية التي يتمتّعون بها.
وثمّن الأشخاص ذوي الإعاقة الدعم الملكي والاهتمام المتواصل بشؤونهم للمضي قدماً في تحقيق المزيد من النجاحات، لافتين إلى أهمية تذليل مختلف الصعوبات لدمج ذوي الإعاقة، وإبراز قدرات أصحابها وطاقاتهم الكامنة، وتوفير المزيد من التسهيلات البيئية في مجالات التعليم المدرسي والجامعي والبُنى التحتية الملائمة لهم. 
والأشخاص ذوي الإعاقة الذين حضروا اللقاء، وأعربوا عن بالغ فخرهم واعتزازهم بهذه اللفتة الملكية التي تعكس حرص جلالتا الملك والملكة واهتمامهما بهذه الفئة، وتقديم مختلف أشكال المساعدة لتمكينهم وتعزيز قدراتهم المتعددة.
وسرد الشاب المعتصم بالله أبو محفوظ، قصته التي بدأت منذ ولادته بإعاقة مركّبة أقعدته عن الحركة والنطق السليم، إلا أنه استطاع أن يحوّل إعاقته إلى مصدر إلهام وإنجاز، بعد أن عرض تجربته في كتابين ألّفهما بمليون ومئة وسبعين ألف نقرة بأنفه على الجهاز اللوحي، حيث بدأ بالكتابة بعد أن أتقن الطباعة عبر الأنف من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، والتي نشط خلالها في الدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
وتحدث أبو محفوظ في كتابه الأول "نظرات ثاقبة" الصادر في العام 2016، عن مراحل طفولته وتعليمه المدرسي، إلى جانب التوعية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، فيما تحدث بكتابه الثاني "عاشقة صاحب الكرسي" عن حياته الجامعية، وتجربته كشاب يعاني من شلل دماغي منعته نظرة المجتمع من الزواج.
وبين أنه يشعر بمسؤولية كبيرة تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة نظراً للصعوبات التي واجهها، الأمر الذي دفعه لإطلاق مبادرة "نحن طاقة لا إعاقة"، يستهدف بها أهالي الأطفال ذوي الإعاقة، وذلك من خلال تحفيزهم على دعم أطفالهم وإبراز مواهبهم وصقلها.
واختتم أبو محفوظ حديثه بأن اللقاء الملكي هو "التتويج الحقيقي" لإنجازه، لما تشكّله هذه اللقاءات من حافز مهم وتشجيع كبير لذوي الإعاقة، نحو مزيد من العمل والإنتاج والعطاء المستمر.
من جهتها، تحدثت الشابة هديل أبو صوفة، عن تجربتها التي بدأت وهي بعمر 11 عاماً، حين تعرضت لحادث سير برفقة ذويها أدى إلى إصابتها بالشلل النصفي، إلا أن هذه الإعاقة لم تمنعها من مساندة أهلها وعون أصدقائها، الذين لم يشعروها يوماً بالتحوّل أو التغيّر في حياتها.
وأشارت إلى صعوبة رحلتها التعليمية، إذ خاضت العديد من التحديات جرّاء عدم وجود مرافق خاصة لذوي الإعاقة، وكان الوصول إلى المحاضرات في الجامعة من أصعب ما يمكن مواجهته بالنسبة إليها، فكانت تصل لمحاضراتها عبر حمل خمسة شبان كرسيّها المتحرك، لعدم وجود مصاعد خاصة أو أرصفة ومنحدرات مجهّزة حينها.
وأطلقت أبو صوفة التي تعمل مستشارة ومدربة للأشخاص ذوي الإعاقة، مبادرات مثل "صار وقتها" و "كومستير"، والتي تستهدف بمجملها تشجيع ذوي الإعاقة على التطوع بمختلف الأعمال الاجتماعية، إلى جانب مبادرة "السياحة الميسّرة" التي تعمل على تأهيل 10 مناطق سياحية في مختلف مناطق المملكة، لتسهيل زيارة الأشخاص ذوي الإعاقة إليها.
أما الشاب إسلام الزغول، كان من أوائل الخريجين من الأشخاص الصُّم في تخصص تكنولوجيا المعلومات من الجامعة الأردنية، حيث اختار أن يعمل في مجالات صيانة أجهزة الحاسوب للطلاب المكفوفين في الجامعة، كما يُعد أول مُطوّر لقاموس إشاري يضُم مصطلحات قانونية وحقوقية.
وأطلق الزغول عدة مبادرات حقوقية للأشخاص ذوي الإعاقة، لاسيما المتعلقة بالأشخاص الصُم، كما عرض قضايا وحقوق الأشخاص الصُم أمام لجان الأمم المتحدة في جنيف، كما حصل على الجائزة الأولى في إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، عن مشروع خاص بالأشخاص الصُم.
وعبّر الزغول عن فخره وسعادته بهذا اللقاء الملكي، الذي وفّر له فرصة مهمة لتقديم العديد من الأفكار والملاحظات حول قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة وخاصة الصُم منهم، مشيراً بالوقت ذاته إلى أهمية هذه اللقاءات في نفوس الأشخاص ذوي الإعاقة، وأثر ذلك في تشجيعهم وتحفيزهم.