قارب الاردن على الإحتفال بمئوية الدولة الاردنية ،ففي 11 نيسان 2021 القادم يصادف مرور مائة عام على دخول الملك المؤسس عبدالله الاول الى عمان وتشكيل حكومة مركزية برئاسة رشيد طليع والبدء بعدها بتوحيد المناطق الاردنية التي شكلت حكومات خاصة في الدولة الجديدة والشروع بعدها بإعاد ترتيب الشؤون الاردنية وما تلاها من وضع القوانين الجديدة بدلا من القوانين العثمانية.
وفي هذا المجال يتحضر الاردن للإحتفال بهذه الذكرى حيث شكلت لجنة عليا برئاسة رئيس الوزراء لوضع خطة لشكل وماهية الإحتفالات التي ستقام حيث سمعنا عن نشاطات ستجري في المحافظات ستكُرس لهذه الغاية. ومن خلال تجربتي الثقافية والإعلامية فإنني اضع امام اللجنة الموقرة الاقتراحات التالية:
اولا: التحضير لعقد مؤتمر وطني ثقافي علمي في شهر نيسان القادم وتكليف خيرة الخيرة من المؤرخين والباحثين الاردنيين لتقديم اوراق عمل حول ما تحقق من انجازات بدءا من اعلان الإمارة مرورا بتشكيل المملكة وكل الاحداث التي عاصرها الأردن خلال المائة عام من ، وان يشمل كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية والسياحية وغيرها. وعلى ان تقوم وزارة الثقافة لاحقا بنشر هذه الأبحاث في كتب يجري توزيعها على الجامعات والمعاهد والمدارس الاردني وادماجها في التعليم الثانوي الاردني حتى يطّلع الجيل الجديد على ما تحقق خلال المائة عام من عمر دولتهم.
ثانيا: تكليف نخبة من الخبراء في كافة المجالات الاستراتيجية التي تهم الاردن لوضع سيناريوهات مستقبلية لشكل الدولة التي نريد في المائة عام الثانية من عمر الدولة الاردنية وصياغة هذه السيناريوهات بشكل محكم وتقديم لصاحب القرار على ان تصبح خطة عمل اردنية عابرة للحكومات .
ثالثا: قيام وزارة الثقافة الاردنية بإعاد اصدار عشرات من الكتب التي كتبها رواد الثورة العربية والمشاركون في تأسيس الامارة من كتاب عرب او سياسيين لجأوا اليه وعاشوا به او من قبل المؤرخين الاردنيين ورسائل الدكتوراة والماجستير التي تناولت هذا الحقبة الممتدة على مساحة مائة عام من الزمن.
رابعا: تخصيص مبلغ 5 ملايين دينار اردني من الحكومة لدعم انتاج اعمال درامية تتناول الثورة العربية الكبرى وتأسيس الامارة ولاحقا اعلان الاستقلال والمملكة وحتى يومنا هذا على غرار ما فعله الاتراك بتعليمات مركزية من رئاستهم حيث انتجوا مسلسلات تتحدث عن تأسيس العثمانيين للدولة وحتى يومنا هذا في مسعى لاعادة الشعور الوطني والقومي . وهذا مما يمكننا عمله من خلال اعمال درامية كثيرة بعضها مكتوب مثل مسلسل (السنابل والرماح) للكاتب محمود الزيودي القابع في ادراج مؤسسة الاذاعة والتلفزيون وغيرها من اعمال درامية تؤرخ للدولة الاردنية.
خامسا: اطلاق مشروع وطني من خلال وزارة الثقافة والتلفزيون الاردني لإعادة إحياء الأٌغنية التراثية والوطنية الاردنية والتي تم انتاجها في مراحل سابقة من تأسيس الدولة الاردنية ليتعرف الاردنيون على تراثهم الغناء الوطني.
هذه جملة من الاقتراحات نتمنى على رئيس الوزراء واللجنة المعنية بمئوية الدول الاخذ بها وهنالك افكار كثيرة لدى غيري من المفكرين والمثقفين الاردنيين ارجو ان تستمع لهم اللجنة وتشاورهم لما في خير بلدنا.