الشوفينية الترامبية تنتشر في الولايات المتحدة، كما تنتشر جائحة كورونا بسلالاتها الجديدة في العالم، والرئيس دونالد ترامب حورها إلى شوفينية تحمل جيناته واسمه وهي قادمة لا محالة، وأن فشلت في اقتحام مبنى الكابتول (الكونغرس)هذه المرة، فانها سوف تكرر أفعالها وربما تقود أمريكا الى ثورة داخلية، مماثلة للحرب الأهلية وبصورة أسوأ..وإليكم الأسباب؟!.
فلاديمير لينين يقول:- «نجاح الثورة يكمن بالسرعة في الاستيلاء على السلطة وسحق المعارضة « ..وهذا سبب فشل انقلاب الرئيس ترمب، ومشروعه السياسي،الذي ترجم الشوفينية (التعصب الأعمى) منذ اليوم الأول لدخوله إلى البيت الأبيض في سياساته وسلولكه ضد خصومه الديمقراطيين، لكنه تأخر في المواجهة وهزيمة خصومه وهذا أدى إلى فشله، لكن شوفينيته قادمة وقد زرعها في قلوب الأمريكيين البيض.
التغيرات الديمغرافية طالت جميع الولايات المتحدة، فالبيض باتوا يستشعرون خطر خروجهم من السلطة الفدرالية، وباتوا أقلية قومية ممثلة في الحزب الجمهوري، فيما الملونيين والمهاجرين إلى الولايات بدأوا يشقون طريقهم نحو التنظيم السياسي والانخراط في الحزب الديمقراطي كونه خليطا غير متجانس من أقليات عرقية وليبراليين بيض وأنصار من الإشتراكية، وهؤلاء اليوم يسيطرون على مجلسي النواب والشيوخ ومعهما البيت الأبيض، بفوز الرئيس جو بايدن، وكلنا يتذكر تصريحات السيناتور الجمهوري ميندينيز الداعمة لترامب حينما قال « إذا خسرنا معركة الرئاسة (ويقصد ترمب) فإننا سوف نخسر كل شيء «.
الحزب الديمقراطي وفي سلم اولوياته منح الشرعية ل(11) مليون مهاجر غير شرعي تمهيدا لتجنيسهم، كما يسعى إلى قبول جزيرة بورتوريكو (وتعني ميناء الأغنياء) ضمن إتحاد الولايات الأمريكية لتصبح الولاية (51) وبها نحو اربعة ملايين معظم سكانها من الإسبان والملونيين ومساحتها (13,6) ألف كم مربع،وهذا سوف يؤدي لا محالة الى انخفاض نسبة البيض بين سكان الولايات المتحدة، والرئيس ترمب وغالبية الحزب الجمهوري يؤيدون شوفينيته برفض الملونين،والمسلمين، والأقليات العرقية، والسود، وكلنا يتذكر مراسيمه المانعة لدخول مواطني ثمانية دول عربية وإسلامية لبلاده بداية دخوله البيت الأبيض، بل وهناك بعض أنصاره يدعو إلى حرب أهلية ثانية تفرض هيمنتها على السلطة الفدرالية وحصرها بالبيض قوننة ودستورا، وكلنا تابع آخر تغريدات الرئيس ترمب والتي قال فيها «اليوم انهينا اعظم اربع سنوات في تاريخ الولايات المتحدة، والمعركة بدأت في إعادة جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى «.
الحزب الجمهوري التقليدي هش وضعيف،ويمكننا القول أن الرئيس ترمب وشوفينيته (تعصبه الأعمى للبيض) سوف تجر غالبيته إلى حزب جديد شوفيني الأفكار والمبادئ، وسينحصر دوره في إستعادة عظمة أمريكا بسيطرة الأقلية البيضاء على السلطة الفيدرالية ،وأن فشل أنصار الرئيس ترمب في اقتحام الكونغرس لا يعني نهاية المطاف، فقد استكشف الجيش لإنجاز ثورته، ثم لجأ إلى نائبه مايك بنس الذي خانه، وتاخره في هزيمة خصومه الديمقراطيين، وراء فشل ثورته ليس في قلب نتائج الإنتخابات الرئاسية بل في أحداث انقلاب سياسي وامني .
ما حدث في مبنى الكابتول (الكونغرس) ليس حدثا عاديا وعابرا، وليس كما تصوره وسائل الإعلام بأن الرئيس ترمب مخبول،بل هو صراع وجودي (حياة أو موت) بين الشوفينية الترامبية ممثلة في الحزب الجمهوري، وبين الديمقراطيين ممثلين بالملونين والأقليات، ولا غرابة أن نرى كاميلا هاريس نائبة الرئيس(من السود) تحصد أصواتا مقاربة للرئيس جو بايدن،ولهذا نقول إن هزيمة الشوفينية الترامبية اليوم لا تعني النهاية ولن يستسلم البيض ، فقد بدأت الآن، ومعولها أنصار الرئيس ترمب نفسه من الحزب الجمهوري،كما يؤمن بها آخرون، ولهذا الشوفينية الترامبية قادمة على أمريكا، ونجاحها أو فشلها مرهون بعوامل داخلية متغيرة ،لكن في أسوأ أحوالها سوف تنهي هيمنة اللوبيات الصهونية عليها.