أخر الأخبار
احذروا «الثقافة الجنسية» على «السوشيال ميديا»
احذروا «الثقافة الجنسية» على «السوشيال ميديا»

عمان - الكاشف نيوز

انتشرت خلال الفترة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعى، العديد من المجموعات التي تدعى أنها تقدم ثقافة جنسية للرجال، وتتطرق للعديد من تفاصيل الحياة الخاصة، وكيفية ممارسة العلاقات الحميمية، والغريب أنها تحظى بإقبال كبير خاصة من فئة الشباب، ويدعى القائمون على تلك الجروبات أنهم يقدمون متخصصين في تقديم معلومات حول «الثقافة الجنسية» للشباب، بالرغم من أن القائمين عليها غير متخصصين ويقدمون معلومات كثيرة مغلوطة وغير دقيقة خاصة للمقبلين على الزواج بشكل رئيسى، بل يردون على تساؤلاتهم بإجابات خاطئة مما قد تسبب لهم العديد من المشاكل الزوجية.

الدكتور أسامة شعير، أستاذ طب وجراحة الذكورة بكلية طب قصر العينى والحاصل على جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الطبية، فند في تصريحات لـ«صحتك بالدنيا» مدى صحة المعلومات المقدمة على تلك الجروبات الشبابية التي تناقش على الملأ تفاصيل تتعلق بالحياة الزوجية الخاصة، وتتداول معلومات صادرة عن أشخاص غير منتمين للمجال الطبى وغير متخصصين في هذا الموضوع.

وقال شعير: «الغريب أن تلك المعلومات يتم تداولها بشكل هزلى، والآراء المطروحة هي آراء شخصية مبنية عل معلومات عامة متناثرة هنا وهناك، أو تجارب شخصية تتراوح بين الصحة والادعاء في كثير من الأحيان، وتشوبها رغبة من الشخص إما في المبالغة في التباهى أو درءا للحسد، وكلما زاد عرض المسائل بصورة مبتذلة زاد معها الإقبال على المشاهدة وزيادة أعداد المتابعين، وبالتالى ينعكس ذلك على قيمة الصفحات وعدد المتابعين لها، إذن القضية في مجملها هي مسألة تجارية بحتة لأن تلك الصفحات تُباع بمبالغ مالية كبيرة بعد زيادة نسب المشاهدات أو ارتفاع أعداد المتابعين لها».

وشدد شعير على الضرر الكبير الذي يقع على الشباب من تلك الصفحات، خاصة فيما يتعلق بالتأثير النفسى الشديد للمعلومات المغلوطة مما ينعكس على الصحة الجنسية، لأنه في حالة وجود مرض أو عرض معين ويلجأ صاحبه للبحث عن علاج من خلال متابعته تك الصفحات التي يشرف عليها غير متخصصين ويصفون علاجات خاطئة لا تنطبق مع تلك الحالة تؤدى في النهاية إلى آثار جانبية شديدة.

أيضًا التأثير النفسى السلبى للمعلومات المغلوطة المتوافرة فيما يتعلق بـ«سرعة القذف» التي يعانى منها قطاع كبير من الرجال، وكذا تداول معلومات غير دقيقة عن مدة العلاقة الزوجية بين التهويل والتقليل، فالبعض يقول إنها تستمر لفترات أطول من الطبيعى وبالتالى من يتعرض لتلك المعلومات الخاطئة، يجد في نفسه تقصيرا وبالتالى يتأثر نفسيًّا بها مما ينعكس على رغبته في الإقبال ويتطور الأمر لضعف الانتصاب وفقدان الرغبة في التوصل مع الزوجة.

وتابع: «مثال آخر على الضرر النفسى الواقع من المعلومات الواردة في تلك الجروبات، وهو معدلات العلاقة الزوجية فالبعض يقول إنها ساعات معينة يوميا دون الإشارة إلى أن الممارسة مرتبطة بعدة اعتبارات مثل الحالة الجسدية والنفسية وضغط العمل والأعباء الحياتية، وبالتالى التعميم غير صحيح في تلك الحالة، لأن المتلقى عندما يجد في نفسه تقصيرا عن المعدلات المتداولة على الصفحات يعزف عن العلاقة الزوجية، كذلك أيضا من المعلومات المتداولة على تلك الجروبات ما يتعلق بحجم العضو الذكرى فالجميع «يفتى» دون علم أو دراسة، في حين أن حجم العضو مرتبط بعدة اعتبارات منها عمق القناة التناسلية لدى الزوجة ومدى اتساعها». وحول تصحيح تلك المفاهيم الجنسية المتداولة على جروبات وصفحات التواصل الاجتماعى، يشرح الدكتور أسامة شعير حقيقتها وفقًا للمفاهيم العلمية والطبية، منها ما يتعلق بمعدلات ممارسة العلاقة الجنسية، فإنها ترتبط بالسن وضغوط الحياة والعمل، ويقول: «على سبيل المثال في بداية الزواج في سن العشرين فإن المعدل الطبيعى لها يوم بعد يوم، وتقل تدريجيًّا مع التقدم في العمر لتكون 2 -3 مرات أسبوعيًّا في سن الثلاثين، ومن 1 إلى 2 أسبوعيًّا في سن الأربعين، ومرة أسبوعيًّا في الخمسين، وشهريا في الستين، مع الأخذ في الاعتبار العوامل التي أشرنا إليها مسبقا». أما معدلات القذف، فيقول: «نجد أنها تتراوح في المتوسط لدى أغلب الرجال من 3 إلى 5 دقائق من وقت الإيلاج إلى الدخول، مع الأخذ في الاعتبار احتياجات الزوجة لأنها قد يكون لديها أسباب معينة تجعلها تتأخر في الوصول لحالة الإشباع الكامل، وفى هذه الحالة يفضل الرجوع لطبيب النساء والمتابعة معه».

النقطة الثالثة تتعلق بحجم القضيب الذكرى، فيضيف شعير: «طول القضيب يقاس في حالة الانتصاب وليس الارتخاء، والانتصاب يقاس من عظام الوسط عند قاعدة القضيب إلى عظمة الطرف، ووفقا للمتوسط فإن الطول الطبيعى لدى غالبية الرجال في حده الأدنى يصل إلى 9 سنتيمترات، وذلك لأن القناة التناسلية عند المرأة تتراوح من 8 إلى 10 سنتيمترا، إذا لم تكن ممتلئة، وبالتالى فإن ما نسمعه على جروبات التواصل من أرقام مبالغ فيها هي معلومات خاطئة ومضللة وتنعكس سلبًا على الشباب، ويجب توعيتهم بشكل علمى».