×

عمان - الكاشف نيوز : انتهت يوم أمس حسب الدستور مدة الدورة العادية الاولى لمجلس النواب السابع عشر التي صدرت الإرادة الملكية بفضها مبكرا الاسبوع الماضي، اعتبارا من يوم امس الثالث من شهر أيار الجاري بموجب الدستور الذي حدد عمر الدورة العادية بستة اشهر.

وشهدت الدورة العادية الأولى العديد من القضايا والملفات الطريفة المؤلمة فضلا عن النجاحات التي حققها المجلس الى جانب الاخفاقات والخسائر التي رافقته لستة أشهر هي عمر دورته العادية الاولى.

ولعل في مقدمة ما شهده المجلس من احداث اخفاقه التام في حجب الثقة عن حكومة د. عبد الله النسور ما شكل انتكاسة حقيقية لمكانة وقيمة المجلس السياسية والشعبية التي كانت أصلا في أدنى مستوياتها.

وخسر المجلس مطالبه السياسية التي وضعها دفعة واحدة امام الحكومة والشعب حين طالب بالتصويت على طرد السفير الإسرائيلي من الأردن، وسحب السفير الأردني من تل أبيب.

وشكل هذان الاخفاقان الكبيران لمجلس النواب علامة فارقة في مسيرة المجلس في دورته العادية الأولى، ما دفع المجلس لأن يكون مكشوفا تماما أمام النقد وأمام الاستياء الشعبي فضلا عن الاستياء البرلماني نفسه، وقد فرض هذان الاخفاقان نفسيهما على المجلس الذي أنهى دورته العادية وهو يحتسي مرارة الاخفاق المركب تجاه الحكومة التي سجلت نصرين سهلين على المجلس من دون وقوع ضحايا او حتى 'شهداء' من الجانبين.

ويأتي الإخفاق الثالث لمجلس النواب بفشله في متابعة قضية استشهاد القاضي رائد زعيتر، وبعد كل تلك الحرب الكلامية التي أطلقها المجلس تجاه قضية اغتياله واستشهاده فلا يزال المجلس غائبا تماما عن مشهد التحقيقات التي وعدت الحكومة بالمشاركة فيها الى جانب الإسرائيليين وموافاة المجلس بنتائجها، وحتى هذه اللحظة لم يعد المجلس يسأل عن ملف تلك القضية، ولم تبادر الحكومة بإعلام المجلس بنتائج لجنة التحقيقات التي أكدت مصادر عديدة انها انتهت منذ زمن مضى.

ومن بين أبرز الإخفاقات الأخرى التي وقع المجلس فيها خلال دورته العادية الأولى فشله في مناقشة مدونة السلوك النيابية التي دعا لوضعها جلالة الملك في خطاب العرش الذي افتتح به الدورة واحتاج المجلس نحو ستة أشهر لوضعها، لكن النواب رفضوا مناقشتها بالرغم من عرضها على جدول الأعمال.

وأخفق المجلس في تمرير تعديل اللجنة القانونية على النظام الداخلي للمجلس بفرض غرامة مالية على كل نائب يغيب من دون عذر عن كل جلسة رسمية، ما كشف المجلس أمام الناخبين وكأنه يتحاشى تماما الخوض في أية قضايا تمس مركزهم المالي من قريب أو بعيد.

ومن بين الإخفاقات الأخرى فشل المجلس في وضع أية آلية صارمة لمعالجة مشكلة تكرار الغياب غير المبرر لعشرات النواب، ما اثر سلبا في انتظام انعقاد الجلسات.

وسجل المجلس في دورته العادية الأولى أعلى نسبة فقدان نصاب لجلسات المجلس قياسا بالدورة غير العادية الأولى الماضية وذلك بسبب عدم معالجة مشكلة الغياب المتكررة.

ومن طرائف ما شهده المجلس في دورته العادية الأولى قيام النائب عوض كريشان بمسح نتائج انتخابات لجنة العلاقات الخارجية في بدايات الدورة من دون أن يتخذ المجلس بحقه أي إجراءات.

ومن الطرائف أيضا أن هذه الدورة شهدت ثلاثة احتكاكات فقط بين النواب وهي الإحتكاك بين النائب عبد الكريم الدغمي ورئيس مجلس النواب في بدايات الدورة، والاحتكاك الذي تسبب به النائب الدغمي مع النائب مصطفى حمارنه بعد أن هاجم الأول نواب المبادرة وكال اتهامات للنائب حمارنه وصلت الى حد الإتهام والتخوين.

والإحتكاك الثالث جرى بين النائبين انصاف الخوالدة والنائب عوض كريشان بسبب أحداث معان الأخيرة، ولم يتم تفعيل النظام الداخلي المتعلق بمعاقبة النواب.

ومن الطرائف أيضا أن رئيس مجلس النواب أحال النائب مصطفى حمارنه الى لجنة السلوك النيابية، ولم تقم اللجنة حتى بمساءلته بسبب المشكلة التي جرت بينه وبين النائب الدغمي الذي لم يقم رئيس الملجس بإحالته هو الآخر الى اللجنة ذاتها.

ومن أبرز ما شهده الملجس في دورته العادية الأولى تطوع النائبان سعد سرور وعبد الكريم الدغمي بإحالة نفسيهما الى لجنة السلوك في كتابين منفصلين وجههما السرور والدغمي الى رئيس المجلس.

ومما شهده المجلس من طرائف في هذه الدورة إعلان اكثر من 30 نائبا عن تحويل اسئلتهم الى استجوابات للحكومة لكن لم يطرح على المجلس إلا ستجوابين فقط للنائبين زكريا الشيخ ورولا الحروب ويعود تاريخ تقديمهما الى الدورة غير العادية الأولى سنة 2013 .

ومن اطرف ما شهدته الدورة العادية الأولى تصويت المجلس على إعادة النائب قصي الدميسي الى مقعده في المجلس بعد أن كان المجلس قد صوت في شهر ايلول الماضي بتجميد عضويته لمدة سنة إثر حادثة إطلاق الرصاص الشهيرة.

وشهد المجلس حادثة طريفة تمثلت بلجوء رئيس الوزراء د. عبد الله النسور باستقبال وزير الخارجية الإيراني في مكتبه الخاص بمبنى المجلس وهي من المرات نادرة الحدوث التي يشهد المجلس فيها مثل هذه الحادثة.

وسجل مجلسا النواب والأعيان حداثة طريفة بعد أن أضطر رئيس مجلس الأعيان عبد الرؤوف الروابده عقد جلستين مشتركتين استكمل في إحداهما الجلسة الأولى بعد رفعها لمنح مساحة من الوقت امام اللجنتين القانونيتين في المجلس للتوافق على ترتيب الجهات التي تشملها احكام قانون الكسب غير المشروع، وبذلك سجل مجلس النواب في دورته العادية الأولى عقد 4 جلسات مشتركة مع مجلس الأعيان مسجلا بذلك رقما قياسيا قليل الحدوث.

إن إحصاء العشرات من المواقف والمحطات التي رافقت مسيرة مجلس النواب في دورته العادية الأولى تكشف عن الكثير من الإخفاقات والإيجابيات في تلك المسيرة التي امتدت لستة أشهر متواصلة تعرض فيها مجلس النواب للكثير من النقد، وللكثير من الثناء، إلا أنه بقي في إطار بؤرة الهدف التي يتوجب عليها دائما تلقي الطعن والتصويب الذي قد يصيب عين الهدف مرة، ويخطئه مرة أخرى.