لن يطول الوقت؛ وسنودع كوفيد??، وسائر السلالات، إذ تتوالى دراسات وأبحاث وأخبار، تبشر البشرية (جمعاء) بهذا الفتح، ولا أقول بأنه فتح بجهد بشري، كما كنا نقول عن إحتمالات وجود وصناعة كورونا، بل هو فتح رباني، أو إن شئتم قانون بيولوجي طبيعي، تقوم به الطبيعة وربما البيئة، فتسيطر على كل (نبت شيطاني)، أو طفرة بيولوجية، وتصوبها، ولو كانت الطفرات تدوم، لرأينا أجناسا كثيرة من الكائنات الدقيقة المفيدة، لكنها واحدة من سمات الطبيعة، ذلك النظام المتوازن، الذي لا يؤثر فيه سوى الكوارث التي يتسبب بها الإنسان..(أصلا شو هو الإنسان؟!).
لا أريد الولوج في الحديث الذي بات مسجوعا، يتردد على آذان الصابرين منذ عام، مع أنني لست من هؤلاء الصابرين، حيث يمكنني أن أحصي ما سمعت وما قرأت أو شاهدت حول كورونا خلال عام كامل، أنا لست من المهتمين أو الخائفين من كورونا، حيث التزمت بالمطلوب منذ اليوم الأول، ومع ذلك ما زلت أفكر بكورونا، وكيف أصبح في جسدي مضادات جينية ضدها، وربما هذا ما دفعني إلى عدم الخوف منها، حيث ربما جاءتتي وغادرتني وأنا نائم، ولا أستطيع أن أقسم بأنني لحظتها في جسدي ولو لحظا.
مات بشر كثير، وأكثر منهم عانوا أعراضا وأمراضا من الفيروس الغازي، وثمة من أصابهم تداعيات غير صحية، قد تعدل بتأثيرها حجم موتهم لو أنصفنا، وجمعنا وطرحنا وقسّمنا فعلهم ووجودهم وتأثيرهم، وأتحدث هنا عن الآثار التي ترتبت على مواجهة كورونا، وكلنا يعرفها ويلمسها بأكثر من طريقة، لكن (الآدمي) يستمر في العطاء ومحاولة البناء ولا يعتريه يأس أو قنوط، فقد كان بالأمس القريب بدائيا، و(ما معه خلوي)، واليوم ومهما تقهقر وتأثر، فهو سرعان ما سيقف من جديد..
الدول التي تتعرض لخسائر ما، هي الوحيدة التي تترنح مطولا حتى تستعيد عافيتها، وحين تكون مصيبتها في اقتصادها وسياستها، فالمصائب تتناسل بدورها، وتزيد معاناة تلك الدول، ونحن نعيش في واحدة من هذه الدول، التي تأثرت بشدة بكورونا وتداعياتها، ولا يمكننا ان نقول غير هذا، لكن بلا شك يمكننا أن نبذل كل الجهود للعودة..
السياسة؛ واحدة من ضحايا كورونا، وكم من سياسة يألفها الفتى لكن حنينه يبقى أبدا لأول سياسة، وهذا ما لم يقله أي شاعر، لكننا نحتاج أن نعود لكثير من جذورنا السياسية، لعلنا نحرق واحدة من مراحل (طحن الريح)، ونبلغ نتائج أخرى، لا تقع على هوامش أو خطط وقراءات الاستراتيجيين حديثي العهد بالتخطيط والتفكير، أو الذين طفوا على سطح المرحلة.
قريبا يودع العالم كورونا، باللقاح أو بصحوة الطبيعة نفسها، وسيتضرر الفيروس، الذي لن يتكرر إلا إذا تطور من جديد في أحد المختبرات الشيطانية (إياها)، وسيتضرر من اعتاش على الفيروس أو ركب موجاته، ثم تحوّر أو تطوّر ووثب فوق الجميع وتجبّر وتكبّر، حيث أزف أفول نجمه..
فهل تطيق وداعا أيها الرجل!.