أخر الأخبار
مخاطر جديدة مع تحور فيروس كورونا
مخاطر جديدة مع تحور فيروس كورونا

التقطنا الانفاس عقب الإعلان عن اكتشاف اللقاح المنتظر الذي أثبت فعاليته ضد هذا الفيروس اللعين وشعرنا بالارتياح عند البدء بالتلقيح ، ولكن الاخبار الجديدة حول رصد سلالات متحورة للفيروس كانت محبطة وأرجعتنا قليلاً الى الوراء، ففي غضون الأسابيع القليلة الماضية بدأ العالم بمواجهة 3 سلالات متحورة جديدة من فيروس كورونا المستجد مما تسبب بحالة عارمة من الذعر اجتاحت البلاد وتصاعدت المخاوف من جديد فيما يخص الخسائر البشرية والاقتصادية المتوقعة في ظل هذا الوضع الراهن الى جانب الخسائر الفادحة التي تكبدتها الدول في مختلف انحاء العالم جراء هذه الأزمة والتي لم يتضح حتى هذه اللحظة إلى متى ستستمر ؟!
المعضلة الآن ظهور ثلاث سلالات متحورة للفيروس في بريطانيا ، جنوب افريقيا والبرازيل وهذه الدول تعاني من ازدياد حاد في اعداد الإصابات ، ومن المعروف ايضاً ان هذه السلالات قد انتقلت الى دول متعددة وخاصة السلالة البريطانية حيث يُتوقع ان يصل عدد المصابين بها الآن في الأردن 150-200 حالة وهي سلالة (B.1.1.7) والتي أرعبت بريطانيا وايرلندا أما سلالة جنوب افريقيا (B.1.351) فقد رفعت اعداد الإصابات الى 1.5 مليون مصاب وحوالي 44 الف حالة وفاة، وهذه السلالة الافريقية أجبرت شركتي موديرنا وفايزر على اجراء تعديلات على لقاحاتها للتصدي لهذه التحورات في الفيروس. ان السلالات الجديدة تصيب ايضاً اعداد كبيرة من صغار السن .
ولكن اكثر السلالات ازعاجاً الان هي سلالة البرازيل التي تحمل اسم P.1 والتي انتشرت في مدينة ماناوس في الادغال الاستوائية والبالغ عدد سكانها 2 مليون نسمة والمحير في الموضوع ان هذه السلالة قد استطاعت الانتشار بسرعة كبيرة خلال فترة وجيزة لا تتجاوز الأربعة أسابيع وفي منطقة أصيب 75% من سكانها سابقاً بفيروس الكورونا ، ومن هنا يُعتقد بأن التغيرات التي حدثت في بنية الفيروس وتحديداً على النتوءات البروتينية الموجودة على جدار خلية الفيروس مكنها مقاومة الاجسام المضادة التي تم بنائها في الجسم من الإصابة الأولى او نتيجةً لتلقي اللقاح وبذلك استطاعت الالتفاف على النظام المناعي وهذا ما زال قيد الدراسة والأبحاث العلمية حالياً . التحول السلالي في الفيروسات أمر طبيعي الحدوث واكثر الأحيان قد يؤدي الى اضعاف الفيروس او جعله أكثر عدوانية احياناً ولكن الخطورة تكمُن في وجود عدة تحولات في آن ٍ واحد وهذا يدق ناقوس الخطر برفع نسبة الانتشار بما في ذلك زيادة نسبة الوفيات نتيجةً لتدهور النظام الصحي كما حدث في البرتغال قبل بضعة ايام .
السؤال الذي يراود الكثيرين هل يمكن لهذه اللقاحات هزيمة الفيروس بشكل كلّي بما في ذلك السلالات المتحورة منه؟
المعلومات الواردة من الشركات المصنعة للقاحات تؤكد فعالية هذه اللقاحات في مقاومة السلالات الجديدة والوقاية من العدوى بها ولكن لا توجد دراسات علمية تثبت ذلك .
وفي ظل هذا الوضع الغير مسبوق وضمن إطار الإجراءات الاحترازية الاستباقية للوقاية من المخاطر المتوقعة من تداعيات الفيروس وسلالاته فقد قامت الكثير من الدول باتخاذ تدابير احترازية صارمة والعودة الى الاغلاقات وتقييد الحركة وحظر التجول ورفع مستوى القيود المفروضة على الاختلاط بين الناس بل تم منع السفر او استقبال المسافرين من والى الدول المعنية كما أدى الى اغلاق مطارات بعض الدول .
ان ظهور سلالات جديدة يتطلب بذل مجهود مضاعف لرصد كافة المعلومات بشأن الحالات المرضية الحالية والحالات الجديدة والاعراض المصاحبة لها وذلك ليتسنى للدول وضع خطط وبروتوكولات تضمن سرعة التصدي والاستجابة لأي طفرة أو تحور فيروسي لهذا الفيروس .