أخر الأخبار
«داعش».. من فواحش العصر
«داعش».. من فواحش العصر

مقتل نائب تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا باسم «داعش» نائب الخليفة ووالي العراق أبو ياسر العيساوي يؤكد حقيقة واحدة أن لا مستقبل لهذا الفكر التكفيري ولا لحامليه، وأن عناصره سواء القيادات أو الأفراد سوف يلقون نهاياتهم التي يستحقونها.
رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي غرد على حسابه في تويتر معلنا تصفية والي العراق العيساوي، ومتوعدا بملاحقة جميع عناصره وتطهير أرض العراق من هذه الثلة التكفيرية، فهي تقف وراء تدمير العراق وسوريا ووراء تشويه صورة الإسلام والمسلمين ووراء الخراب والدمار الذي طال جميع الأقطار العربية والإسلامية.
بداية..قصة التصاق «داعش» بالإسلام، والإسلام منهم براء فيها إساءة لكل مسلم، وفيها تشويه لعقيدة المسلمين، فلا يوجد في التاريخ الإسلامي منذ فجره قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام وحتى اليوم جماعات تبنت أفكار كهذه متوحشة وفاحشة، تقتل باسم الإسلام وتدعي أنها تحمل راية الإسلام الجهادي والنصر، فهذا هو الجهل الفاحش، والجهل الذي نؤشر عليه عند هؤلاء مصدره تلويث فيروسات عقول وقلوب المنتسبين زورا وبهتانا للاسلام أمثال هذه الثلة التكفيرية، ففي سلوك وتصرفات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عندما كان يؤسر احد الكفار أثناء المعركة، فلا يوجد في تاريخنا أنه جرى إعدام أسير واحد، فكل ما كان يطلبه الرسول صلى الله عليه وسلم من الأسرى هو تعليم المسلمين مقابل إطلاق سراحهم، وقصة الجهاد والنصر لا تأتي من فرق حرّفت تعاليم ديننا الاسلامي الحنيف، ولا من عصابات تذبح الأسرى أمام الكاميرات وتنطق باسم آلله، والله ورسوله براءٌ من هذه الأشكال المنحرفة، فهذه مماثلة لفيروسات كورنا المتحورة.
مقتل زعيم «داعش « العراق بث الرعب في قيادات الصف الأول والثاني، ودفع ببعض الذئاب المنفردة إلى الاختفاء، فمعنويات هذه العصابات الإرهابية في الحضيض، فلا يجوز التعامل أو التعاطف معها، ولا يمكن قبول توبة أصحابها بالنظر إلى الجرائم المرتكبة والفساد في الأرض، واهلاك البشر، وهؤلاء ثلة من الخوارج يجب محاربتهم واستئصالهم وتطهير المجتمعات من شرورهم، فتكفير الناس هو الكفر بعينه، وقتل الأسرى هو قمة الفجور ومخالفة الشرع وتعاليمه السمحة.
«داعش»..فاحشة من فواحش العصر الحديث، وقتاله واستئصاله من صحيح الدين، وعلى علماء الأمة وفقهاء الشرع أن يتصدوا لهذا الفكر التكفيري، وأن الواجب الشرعي يتطلب أن تتكاتف الشعوب العربية بكل مكوناتها السياسية والحزبية والثقافية لنبذه وإخراجه وكشف زيف أعماله وفكره المنحرف، وأن محاربته واجبة شرعا، وأن الأصل في الجهاد والنصر مرتبط بالعلماء الأصحاء المشهود لهم، وليس من شلة زعران قضوا جل حياتهم في السجون على جرائم اقترفوها،ولا يفقهون من الدين شيئا، وما أعمالهم الإرهابية وذبح الأسرى إلا دليل على فواحش أعمالهم الإرهابية.
«دواعش» العصر وأخواتهما وراء تدمير سوريا والعراق ووراء ما يجري في المنطقة من تدخلات أمريكية وغربية، ووراء جميع الأعمال الإرهابية، ووراء تشويه صورة وسماحة ديننا الاسلامي الحنيف، ووراء معاناة الشعوب العربية والإسلامية، و...الخ، والتصدي لهذه الفواحش يتطلب من علماء الأمة استصدار فتاوى تبيح استئصالهم وتوجب قتالهم وتطهير المجتمعات من شرورهم وأفكارهم، فلا مكان لهم بيننا، ولا استقرار لكل بلاد العرب طالما بقيت هذه العصابات والمجاميع الإرهابية تعيث فسادا وافسادا في الأرض، فمكانها الطبيعي هو القبور.