أخر الأخبار
الانتخابات مدخل لتوحيد البيت الفتحاوي بإستراتيجية وطنية
الانتخابات مدخل لتوحيد البيت الفتحاوي بإستراتيجية وطنية

لم يعد يفصلنا عن عقد الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في 22 / 5 / 2021  سوى أشهر قليلة جدا  تتطلب  من قيادة حركة فتح إعداد الخطة الوطنية والاستراتيجية التي يجب أن تحكم حركة فتح لخوض المعركة الانتخابية في ظل تنافس بين القوى الفلسطينية، حركة فتح تمثل ثقل سياسي في المجتمع الفلسطيني وهي تحمل العبء والهم الفلسطيني، وهي صاحبة المشروع الوطني الفلسطيني ويقع عليها عبئ تحمل المسؤوليات في أدق وأحلك الظروف التي تمر فيها القضية الفلسطينية  في ظل ما تشهده المنطقة من تغيرات وتحالفات في ظل إدارة بايدن والشروع بتجديد الشرعية الفلسطينية لتتناسب مع تلك التغيرات والتحالفات.
أبجديات فتح أنها وعاء جماهيري وتقع عليها واجبات ومسؤوليات تتعدى النظرة الضيقة للبعض، فتح كما عهدناها وتشربنا مبادئها وقيمها مشروع وطني تحرري عليها واجبات ومسؤوليات تحمل عبئ البرنامج التحرري للتحرر من الاحتلال وتحقيق الاستقلال والسيادة الوطنية وهذا ما يجب ان تكون عليه الانتخابات منطلق خطة وطنية استراتيجيه للتحرر من الاحتلال الاسرائيلي.
يجب أن  تحدث  فتح نقلة نوعية في الاستراتيجية التي يجب الاحتكام إليها لاختيار مرشحيها للتشريعي ليتسنى للمنتخبين لمواجهة المخططات الاسرائيلية، وعلى المخططين لكيفية خوض الانتخابات وانتقاء مرشحي الحركة أن يأخذوا في حسبانهم في تبني استراتيجية وطنية  في حسن الاختيار والابتعاد ما أمكن عن الفئات ذات المصالح النفعية وأصحاب الأجندات الخاصة والمتسلقين بالحركة لتحقيق المكاسب والمغانم وهم ابعد ما يكونوا عن فتح وما يحكمها من أنظمة ولوائح وميثاق داخلي واخذ العبر من انتخابات التشريعي 2006.
يجب الأخذ بعين الاعتبار لاختيار المرشحين  ضمن التغيرات الدولية والاقليمية، بحيث التغيرات في التحالفات الاقليميه والدولية ضمن استراتيجية وطنية فتحاوية تعيد القضية الفلسطينية على أجندة الأولويات الملحة الدولية وفق التغيرات، وان تتضمن الاستراتيجية كيفية تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام كأولوية وطنية تقتضيها وتتطلبها دقة ومفصلية المرحلة التاريخية التي تمر فيها القضية الفلسطينية والانتخابات التشريعية والرئاسية باتت المدخل لتحقيق ذلك. يجب أن يكون الحوار الداخلي لحركة فتح وهو مقدم على كل خلاف أو تحالف فئوي فعنوان المرحلة، التصدي للتحديات وتصويب أولوية التوجهات والانفتاح على الجميع بما يحقق الأهداف الوطنية وعنوانها التحرير والتحرر من الاحتلال والحفاظ على الثوابت الوطنية محكومة ببرنامج وطني مقاوم وفق البرنامج الانتخابي الذي ستخوضه حركة فتح دون مزاودة من احد.
مستقبل حركة فتح مرتبط بمستقبل القضية الوطنية الفلسطينية، من منطلق ومفهوم أن حركة فتح ليست ملكا للفتحاويين فحسب بل هي حركة جماهيرية مرتبطة ارتباطا وثيقا بمختلف شرائح الشعب الفلسطيني وهي بأشد الحاجة لروافع وطنية متماسكة موحده لإنجاح المشروع الوطني التحرري وهذا ما يجب ان يكون عليه الاختيار للمرشحين للانتخابات التشريعية.
نجاح فتح بالتركيز على الوضع الداخلي الفلسطيني وبوضع آليات تقود لتوحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام بين فتح وحماس والأخذ بعين الاعتبار للتغيرات الدولية والاقليمية والتي تتطلب إعادة تصويب التحرك السياسي وفق ما يخدم أهداف وتطلعات الشعب الفلسطيني من خلال استعادة التوازن بين السلطات الثلاث وخطة وطنية للاصلاح في المنظومة السياسية والقضائية ومحاربة كافة انواع الفساد.
نؤكد على أهمية الشراكة الوطنية كمدخل للتغلب على معيقات اجراء الانتخابات وانهاء الانقسام وقوة أي تنظيم أو فصيل فلسطيني تكمن في التكامل والتناغم مع الآخر على الساحة الفلسطينية، فالتناقض والتنافر يضعف الجميع ويخدم الاحتلال ويضر بالقضية الفلسطينية، ويشجع الدول والقوى المناهضة للاستقلال والتحرر الفلسطيني على التمادي في الانحياز لإسرائيل ودعم مخططها ومشروعها الاستيطاني والتهويدي.
فالمرحلة تتطلب الترفع لمستوى المسؤولية، والأحداث التي تعصف بالمنطقة تتطلب تجديد الشرعية الفلسطينية والاحتكام  لمرجعية وطنية  بدلا من المناكفات والمنافسات التي نتيجتها معروفة الضعف والوهن والتفكك وهنا لا بد من وحدة الموقف والقرار ووصول الرجل المناسب في مكانه المناسب وفق مقتضيات ومتطلبات المرحلة وهي من اخطر المراحل.