في أول خطاب له من وزارة الخارجية تجاهل الرئيس الأمريكي جو بايدن ذكر حليف بلاده نتنياهو كما أنه رفض مهاتفته وفق ما نقلت الأنباء، كما أنه تجاهل ذكر قضية الشرق الأوسط،وتجاهل الحديث عن الإتفاق النووي مع إيران، وكلاهما أولويات هامة لإسرائيل في هذا التوقيت السياسي بالذات.
نتنياهو واركان جنرالاته يدركون أنهم لا يجراؤون على ضرب منشآت إيران النووية دون أمريكا، وباتوا على قناعة تامة بأن ما يسمى صفقة القرن قد إنتهت، وأن الرئيس بايدن يقدم مصالح أمريكا على مصالح حلفائه حتى وأن كانت إسرائيل،وهذا ما تناقلته وسائل إعلام عبرية عن حالة جفاء غير مسبوقة، وربما يطيح هذا بنتنياهو في الانتخابات المقررة نهاية الشهر القادم في إسرائيل.
تجاهل الرئيس بايدن لنتنياهو له ثلاثة تفسيرات واضحة ،أولها أنه لا يريد إظهار دعم له في الإنتخابات القادمة، ورسالته بضرورة استبداله،وثانيهما أنه لا يتبنى مشروع اليمين الإسرائيلي المتطرف في أي تسوية سياسية لقضية فلسطين، وثالثهما أن مصالح أمريكا في قضايا الشرق الأوسط كله بما فيها الملف النووي الإيراني تتقدم على مصالح إسرائيل وسياساتها الراهنة، وهذا ما يفسر الغائه عدة قرارات اتخذها سلفه دونالد ترمب قبل مغادرته البيت الأبيض،واتخاذه خطوات لوقف حرب اليمن.
إسرائيل نتنياهو أو غيره، باتت في المقعد الخلفي وليس في مقعد القيادة للإقليم،وإدارة بايدن تريد هندسة أمريكية جديدة لعلاقاتها مع حلفائها وخصومها، وبما يعيد مكانتها القيادية في العالم، وما قول الرئيس بايدن أن أمريكا عادت إلا تأكيد على بناء التحالفات الدولية مجددا لمواجهة الصين وروسيا، واحتواء إيران،وهذا ما يخالف رغبات إسرائيل في أن يكون لها تحالف إقليمي لمواجهة إيران أولا ومن ثم وتركيا.
إسرائيل لن تستسلم بسهولة أمام سياسات الرئيس بايدن، وسوف تعمل على فرملتها ورفض التعاطي معها،ولديها لوبي قوي في اروقة الكونغرس والشيوخ،ولا أحد ينكر قدرتها على التأثير في قرارات واشنطن، وهذا يدفعنا إلى القول أن ملف قضية فلسطين سيبقى يراوح مكانه باستثناء تصريحات ومواقف تجميلية لأربع سنوات قادمة،فيما الملف النووي الايراني سوف يأخذ طريقه إلى الحلحلة كونه يتقدم على كل الملفات الإقليمية والدولية .