من اخطر تداعيات كارثة وباء «الكورونا».. علاوة على موت واصابة الملايين من الجنس البشري.. ونشر الخوف في كافة ارجاء المعمورة، وسيطرة ارهاب الجائحة على الجميع بلا استثناء، فلا فرق بين غني او فقير.. ولا بين كبير أو صغير.. ولا بين رجل أو امرأة..الخ.. فان أخطر أخطر هذه التداعيات هي البطالبة.. وفقدان الملايين للقمة العيش.. والمأوى.. بعد ان فقدوا وظائفهم.. وعجز السلطات عن توفير البديل في ظل استمرار الوباء.. وتطوره الـى انواع متحورة سريعة الانتشار كما هو الحال في بريطانيا والبرازيل وجنوب افريقيا..الخ.
فاذا كانت الدول الغنية امثال اميركا واليابان وبريطانيا وفرنسا والمانيا..الخ قادرة على التعويض على العمال.. وضخ الاف المليارات في المصانع لتبقى العجلة تدور.. وتدور.. فان الدول الفقيرة ونعني الدول النامية وعلى الاخص الدول العربية غير النفطية والدول الافريقية ودول اميركا الجنوبية..تواجه كارثة اقتصادية حقيقية في ظل توقف الملايين عن العمل ونعني بالذات «عمال المياومة « الذين يعتمدون على العمل اليومي.. على تقديم الخدمات البسيطة..ونعني اصحاب البسطات والعربات.. عمال المقاهي والمطاعم، وعمال الورش الصغيرة.. عمال البناء والتمديدات الكهربائية والصحية.. العمال الزراعيين. واصحاب المشاريع الصغيرة..
فهذه الفئة هي الاكثر تضررا.. كونهم غير منضوين تحت مظلة الضمان الاجتماعي.. وهذا خطأ حكومي جسيم..ومن هنا اطلقنا عليهم «ايتام الكورونا».. وقد اصبحوا عراة ..مكشوفين.. فلا الحكومات قادرة على صرف رواتب شهرية لهم الى حين رحيل الجائحة.. ولا بقادرة على توفير عمل بديل لهم.. كا ان قوانين الضمان لا تسمح بصرف مساعدات لاناس من خارج هيكل مؤسسة الضمان.
نتألم لاوجاع هذه الفئة.. ونشعر بجوعهم.. ومعاناتهم بعد ان عجزوا عن دفع اجور المنازل التي يستأجرونها.. وعجزوا عن توفير الاكل البسيط «حمص وفلافل وفول» لاسرهم.. وشراء الملابس البالية من «الباله».. من الاسواق الشعبية.. لستر عورات اطفالهم.
هؤلاء الغلابى يمسون على الطوى.. ويصبحون على الطوى.. يفترشون الشقاء، ويجترون الحزن بطعم العلقم، بعد ان فقدوا كل امل.. فصيحاتهم بلا صدى..!
لا املك لا انا ولا غيري وصفات جاهزة لانقاذهم من وهدة الجوع والمرض والالم والياس والاحباط.. ونعتقد ان الحكومة هي المسؤولة عن انقاذهم.. ما دامت صاحبة الولاية.. تراجع الاقتصاد ليس مبررا لتركهم للمصير الاسود الذي ينتظرهم..
ولا باس من التذكير بان فتح ملف الفساد والفاسدين والحيتان والاحتكار وتفعيل قانون «من اين لك هذا» ؟؟ هو فرصة لا مثيل لها في ظل عصر»الكورونا».. عصر الكساد الكبير.. لارجاع الاموال المنهوبة.. لخزينة الدولة.. والمباشرة باقامة مشاريع جديدة تسهم في الحد من الفقر والبطالة.. وفق نهج اقتصدي جريء يقوم على الخروج من مظلة صندوق النقد الدولي.. ورمي بتوصياته في اقرب حاوية.. فهو اساس الداء والبلاء..
باختصار...
جائحة «الكورونا» كشفت عن الوجه الحقيقي للدول والشعوب..واكدت ان الامبريالية الاميركية المتوحشة والاحتلال الصهيوني اخطر من «الكورونا»..!!
حماكم الله من الوباء والبلاء..