عندما يكون جلالة الملك عبدالله الثاني هو قائد منظومة الأردن الأمنية، حتما هنا نتحدث عن نجاح كبير، وتميّز واستثنائية عمل وأداء وانجاز، فهو القائد الذي يخاطب أفراد الأجهزة الأمنية والعسكرية كافة برفاق السلاح، لنرى في ذلك شكلا مثاليا ورائدا في شكل هذه العلاقة وفي طبيعة رؤية جلالة الملك لهذه الكوادر الناحجة وبتفوّق.
وتتجسد دوما في اللغة التي يخاطب بها هذه الأجهزة الكثير من المعاني والرسائل، لتشكّل لهم زادا ثمينا للكثير من الإبداع والتميّز، وليكونوا دوما من الأجهزة العريقة عربيا ودوليا، وفي الطليعة بين نظرائهم بمختلف دول العالم، وكثيرة هي المواقف بل والتحديات التي أثبتت بها هذه الأجهزة أنها على قدر المسؤولية وأن مخزونها مليء بالإخلاص والعمل لحدود لا متناهية.
أمس الأول، بعث جلالة الملك عبدالله الثاني، رسالة إلى مدير المخابرات العامة اللواء أحمد حسني، شملت الكثير من المضامين المهمة، والتوجيهات الثريّة، اضافة لرسائل الشكر التي وجهها جلالة الملك لجهاز المخابرات العامة والعاملات والعاملين به، مقدّما جلالته تفاصيل للكثير من المحطات التي أبدع بها هذا الجهاز، وحقق كفاءة استخبارية عالمية في التعامل مع كافة التحديات وتحديدا في مجال مكافحة الإرهاب، باقتدار منقطع النظير جعل من المملكة بقيادة جلالة الملك أيقونة أمن في منطقة تفتتها الإضطرابات وتطعن خاصرتها خناجر الإرهاب.
جلالة الملك في رسالته لمدير المخابرات العامة، وجّه «فيها دائرة المخابرات العامة للاستمرار بالعمل وبوتيرة أسرع وخطى ثابتة، في إنجاز عملية التطوير والتحديث، ليبقى هذا الجهاز العريق، في طليعة الأجهزة الاستخبارية، قدرة وكفاءة وتميزا»، كما وجه جلالته دائرة المخابرات العامة «لتركيز كل طاقاتها في مجالات اختصاصها المهمة والحيوية للأمن الوطني والعمل الاستخباري المحترف بمفهومه العصري الشامل، وتكريس الإمكانيات اللازمة، لتظل عنوانا شامخاً للكفاءة الاستخبارية في مجال مكافحة الإرهاب والتصدي للمخاطر الأمنية»، واضعا جلالته بذلك رؤى مستقبلية لعمل الدائرة المميزة بعملها وانجازها، لمزيد من العمل وتركيز كل الطاقات والعمل الاستخباري الذي وصفه جلالته «بالمحترف» ليبقى هذا الجهاز شامخا ومتقدّما.
وكما خاطبهم جلالة الملك في الرسالة، بعد «رفاق السلاح» فإن منتسبي دائرة المخابرات العامة هم فرسان الحق وفارساته عاملين ومتقاعدين، هم من قدّموا حياتهم فداء للوطن، بإيثار لا يرون بأبجديته سوى الوطن، فنذروا حياتهم لهذه الغاية فقط، لينالوا كما قال جلالته «إلى جانب إخوانهم وأخواتهم من ضباط ومرتبات ومتقاعدي جيشنا العربي الباسل - القوات المسلحة الأردنية، ونشامى الأمن العام» اعتزاز جلالته «لا يدانيه اعتزاز، وأن ثقتي، والأردنيين جميعاً بهم، هي ثقة راسخة وقد استحقوها عن جدارة، نظير ما قدموا وما زالوا يقدمون من عمل دؤوب، في الذود عن أمن أردننا الغالي وشعبنا الوفي»، هو التكريم الملكي لمنتسبي أجهزة لم تر في حياتها سوى الوطن وحمايته وتقديم الغالي له متناسين تفاصيل حياة كاملة نعيشها جميعا لأجل الوطن.
يليق بكم منتسبي دائرة المخابرات العام ثقة جلالة الملك، يليق بكم شهادات جلالة الملك السامية بكم بأنكم كنتم الحامي للوطن، والداعم للإستثمار، وسلاسته، وتعزيز النزاهة والشفافية، ومحاربة الإرهاب، واليوم وقد دخل الأردن الآن مئويته الثانية، وبعدما انجز الأردن «الكثير من أسباب التمكين لمؤسساتنا صاحبة الاختصاص التشريعي الأصيل» و»لتتحرر دائرة المخابرات العامة من العبء الكبير الذي نهضت به، مضطرة ومشكورة ومدفوعة بالحرص العميق على بلدنا الغالي، في هذه المجالات الخارجة عن اختصاصاتها، لسد الثغرات، ولكي تتفرغ للعمل الاستخباري المحترف بمفهومه العصري الشامل»، صورة ملكية عميقة وثريّة لعمل هذا الجهاز الذي يبدأ اليوم بنهج مختلف يركّز على العمل الإستخباري بمفهوم عصري شامل.
رسالة ملكية حملت حثّ القائد لرفاق السلاح بمزيد من العمل والتطوير، مخاطبا مدير المخابرات بثقته العالية في الجهاز ومنتسبيه، وثقته بأنه قادر على تحقيق مزيد من التقدم والتطور، لتظل «مؤسسة يشار لها بالبنان»، تلقى دعما مباشرا من جلالته، رعاية وتوجيها ملكيا يحكي مضامين مهمة تؤشّر لأهمية الجهاز وقدرته، وحثّه لمزيد من العمل والإنجاز.