يبدو ان الادارة الامريكية الجديدة بقيادة الرئيس الامريكي جو بايدن مهتمة بالحريات وموضوع الديمقراطية اكثر من سابقتها وتضعها على طاولتها وضمن اولوياتها، لا تقل اهمية عن ملفاتها الاخرى كفيروس كورونا والموضوع الاقتصادي.
فبعد ان غضت الادارة السابقة النظر عن هذه القضية واهتمت بقضايا اخرى كالموضوع الايراني والملف النووي وخلق عدوات وتقديم خدمات مجانية الى الاحتلال الإسرائيلي على حساب الشعب الفلسطيني مطلقة العنان لكثير من الانظمة للتصرف بهذا الملف على هواها، مقابل جمع المال.
لتاتي ادارة بايدن وتفتح جميع الملفات وتضعها على طاولة النقاش والاهتمام لاعادة الصورة والدور الامريكي الى الواجهة.
ان الفاهم والمتابع للعقل الامريكي وطريقة ادارته وكيف يفكر يستنتج ذلك ايضا، من خلال الشخصيات التي ضمتها ادارة بايدن التي استعانت بها في جميع المواقع والمناصب السياسية والامنية والعسكرية، ليجدها من الشخصيات المعتدلة البعبدة عن التطرف والصقورية دون اجندات ومواقف شخصية مسبقة، كما كان الحال في الادارة السابقة، كما يجد انسحاما فيما بينها واجماعا واضحا على الية العمل حيال معظم الملفات دون تشنحات، وبعيدا عن اية خلافات او مواقف مسبقة ازاء الملفات الداخلية والخارجية.
مواضيع وقضايا عديدة اعيد نبشها من الادارة الجديدة ودخلت في تفاصيلها بعد ان اشتبكت معها دون ان نسمع عن خلافات داخلية او مواقف متناقضة او معارضة لاي قرارات.
لذا فان موضوع الحريات والديمقراطية سيكون مطلبا امريكيا وسيحدد مستوى ونوع العلاقة بين الادارة الجديدة وبعض دول العالم مما يستوحب فهم هذه الادارة، التي باعتقادنا ان السياسية الاردنية قرأت هذا التوجه سريعا نتيجة خبرتها الواسعة وفهمها العميق للعقل الامريكي والاوروبي، هذا الفهم المدعوم بفن التعامل معه جنبنا الكثير من التحديات والصعوبات التي خلقتها وسببتها الادارة الامريكية السابقة .
ومن هنا ونتيجة لهذا الفهم والدراسة العميقة والنظرة الاستشرافية التي امتازت بها السياسية الاردنية المدعومة بالعلاقات الجيدة مع الحزب الديظقراطي الامريكي و ببعض صناع القرار لدى الادارة الامريكية سيعزز موقفنا وسيدفعنا الى المزيد من الاصلاحات و تعزيز الديمقراطية، التي بدات الدعوة لها مبكرا وسريعا بمراحعة التشريعات الناظمة للحياة السياسية والمتمثلة بقوانين الانتخاب والاحزاب والادارة المحلية.
كما ستشهد الساحة الاردنية بعض الانفتاحات والانفراجات في بعض الملفات خاصة اعادة النظر بالعلاقة مع الاسلاميين التي لم تنقطع اصلا بل اصابها بعض الفتور نتيجة للتطورات التي مرت بها المنطقة ابان الادارة الامريكية السابقة.
وبعد العزلة التي مرت بها دولتنا والضغوط التي مورست عليها لتمرير بعض الملفات وتقديم تنازلات في الشان الفلسطيني او اتخاذ مواقف لصالح البعض، بقي ممسكا للعصا من المنتصف محافظا على توازناته مبتعدا عن اية تدخلات في شؤون الاخرين وعدم الانحياز لموقف على حساب الاخر.
لهذا فاننا نعتقد بان الدور الاردني سيعود اكثر قوة وتأثيرا متحررا من الكثير من الضغوظ، نتيجة الحكمة والصبر التي امتازت بها السياسة الاردنية ابان العاصفة التي مرت، ولقدراته على قراءة الواقع والمستقبل وفهم الخريطة الدولية جيدا وطريقة تفكيرها والية التعامل معها وتنويع خياراته وتعزيز علاقاته المميزة مع الغرب بشكل خاص وعدم احراقه لجميع سفنه، بل بقي واقفا صامدا متزنا هادئا مما جنبنا الكثير بعد ان خسر المتشائمون رهانهم.