جميع التحليلات السياسية تذهب إلى أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو سوف يخسر الإنتخابات المقبلة المقررة في 21/الجاري، وأن وجود إدارة جديدة بالبيت الأبيض سوف تدفع إلى ازاحته من المشهد السياسي، لكن أحدث استطلاعات الرأى ترجح عودته إلى تشكيل حكومة جديدة وأن فرص حلفائه أقوى بكثير من خصومه واليكم الأسباب:-
--موقع «كان 11» العبري أجرى استطلاعا حديثا حول الإنتخابات القادمة، وجاء فيه أن معسكر نتنياهو المكون من الليكود ،وشاس ،ويهودت توراة ،والصهيونية الدينية، وعينا ،سوف يحصدون ما نسبته (58)مقعدا في الكنيست القادمة، وهذا الرقم يتيح له استرضاء طرف واحد من اليمين الوسط أو حتى اليسار للبقاء في الحكم إلى سنوات أخرى يريدها لمشاغلة إدارة بايدن وتحطيم أحلامها في إنجاز تسوية سياسية لقضية فلسطين، وفي ملفات إقليمية أهمها النووي الإيراني.
(13)قائمة تشارك في انتخابات الكنيست القادمة، منها المشتركة والتي لن تحصل على أكثر من تسعة مقاعد، فيما القائمة الموحدة (الإسلامية الجنوبية) لن تتمكن من الوصول إلى نسبة الحسم وبالتالي سوف تحصد القوائم الأخرى باقي المقاعد، وهذا يفتح الباب أمام نتنياهو لتبديل خياراته واختيار القائمة التي تشاركه برنامجه السياسي، وبالتالي تشكيله حكومة جديدة.
الاستعصاء الراهن في المشهد السياسي الإسرائيلي مرده عدم وجود شخصية قوية ندية لنتنياهو وعدم بروز تكتل قوي يطيح بتحالفه، كما أن جميع المنشقين عنه خطفوا الأضواء في البداية لكن سرعان ما خفت صوتهم وصورتهم عند الناخب الإسرائيلي، وهناك من يؤشر صراحة على أن المظاهرات المطالبة برحيله اتت بنتائج عكسية قبيل الإنتخابات المقررة بعد ثلاثة أسابيع، ويعود ذلك لمواقفه وتصريحاته السياسية،ونجاحه بجر إدارة بايدن لقصف مواقع إيرانية في سوريا، فالتسريبات تشي بأن العملية الأخيرة جرى تنسيقها أمنيا قبل تنفيذها.
الناخب الإسرائيلي..لماذا يفضل نتنياهو على غيره؟!، الجواب كما رأته «كان 11» يتمثل في ثلاثة نقاط هامة، أولاها أن الغالبية ترى فيه شخصية قيادية لجمت طموحات إدارة أوباما في الملف الفلسطيني وقادرة على فعل ذات الأمر مع إدارة بايدن،وثانيهما انه نجح في تطويع ادارة ترمب بإلغاء الإتفاق النووي الإيراني، وثالثهما التطبيع،وهذا ما اكسب ائتلافه زخما سياسيا في الشارع الإسرائيلي ودفع بالاطراف المحايدة إلى التفكير بالانحياز له، وفرصته بالعودة إلى تشكيل الحكومة الجديدة هي الأقوى بين باقي القوائم والشخصيات المتنافسة معه.
نجاح ائتلاف نتنياهو في الإنتخابات القادمة يعني أن إستئناف مفاوضات السلام أمر عبثي، ويعني أن الأولويات تتمثل في ابقاء العقوبات الاقتصادية على إيران وجر أمريكا لتدمير منشآتها النووية ضمن تحالف دولي،وربما نشهد تحولات في الملف السوري بالضغط على روسيا لتخفيف دعمها لدمشق، وبكل الأحوال فإن خروج نتنياهو من المشهد بات من أحلام الماضي.