بدون مقدمات، ندعو الى فتح ملف جائحة «الكورونا».. بعد ان مضى عام بالتمام والكمال على تفشي الوباء..الذي اودى بحياة حوالي 40 الف مواطن واكثر، واصابة ما يقارل من «400» الف حتى الان.. وتدمير الاقتصاد الوطني.. وقبل ذلك وبعده.. نشر الخوف والرعب، في كل ربوع الوطن وقد استباح الجغرافيا الاردنية بالكامل.... وأصبح الموت يترصد الجميع.. ويهدد الجميع.. لا فرق بين غني او فقير.. ولا مسؤول كبير او عاطل عن العمل.. ولا فرق بين رجل او أمراة. الخ..
لقد نجح هذا الوحش القاتل في اختطاف اعزاء على كل منا في ميدان الصحافة، واطباء ومهندسين وممرضين..ورجال اعمال ومواطنين غلابى واطفال..الخ.. تركوا لنا جميعا حزنا مقيما.. لا يزول ما تعاقب الليل والنهار.
وها هو الاردن يحتل المركز الاول في عدد المصابين ، قياسا بعدد السكان.. وقد تفوق على اميركا والبرازيل والهند وبريطانيا..!!
والسؤال المؤلم.. الذي يحير الالباب .. ما هو سبب هذا التغيير المفاجىء وغير المتوقع في انتشار الوباء.. وبشكل غير معقول.. فاجأ الجميع، صحيح ان النسخة البريطانية هي السبب.. ولكنها انتشرت في اكثر من «100» دولة في العالم.. وتميز الاردن بان الاعلى في عدد الاصابات.. بعد ان كان في طليعة الدول التي استطاعت السيطرة على الجائحة في الموجة الاولى.. والحد من انتشار الفيروس.. وباتت عبارة «لا اصابات....او صفر اصابات» التي كررها اكثر من مرة وزير الصحة السابق.د. سعد جابر تطرب المواطنين وترفع معنوياتهم الى السماء..!!
هذا الواقع تغير بسرعة –مع الاسف الشديد- فضربتنا الموجة الثانية.. وما ان تمكنا من السيطرة عليها.. حتى فاجئتنا موجة الفيروس البريطاني.. التي وصلت الى عمان الغربية «350» حالة في اوائل شهر شباط، لتنتشر في كافة المحافظات . كانتشار النار في الهشيم ..فارتفع اعداد المصابين والوفيات بشكل مقلق ومخيف.. وقد تزامن كل ذلك مع بداية حملة التطعيم..
والسؤال الذي يبحث عن اجابة..
لقد ضربت النسخة البريطانية اكثر من «100 « دولة في العالم.. فلماذا كانت سرعة انتشار الفيروس في الاردن هي الاسرع والاشد فتكا ؟؟
ولماذا تفوقنا على كل دول الجوار.. ففي الوقت الذي تعلن دول الخليج مثلا عن اصابة 300 او 400 مواطن.. نعلن نحن على ان الاصابات تجاوزت خمسة الاف والستة الاف والثمانية الاف.. والارقام في تصاعد والوفيات تجاوزت في يوم واحد «40» وفاة..
هذه الارقام تؤكد حقيقة واحدة وهي : فشل الاجراءات في السيطرة على الوباء، وفي الحد من انتشاره..!!
وفي اقناع المواطنين في قدرتها السيطرة على الجائحة.. وهو ما تبوح به مواقع التواصل الاجتماعي.. وقد اصبحت مصدر شؤم..ونذير سوء.. لا تحمل الا اخبار الموت..
باختصار..
ندعو الحكومة الى فتح ملف «الكورونا» بكل شجاعة... ومن يتحمل مسؤولية الكارثة التي تضرب الوطن والمواطنين؟؟
قبل ان يصبح شعارنا جميعا.. هو ترديد مقولة ذاك البدوي المفجوع..
«انج سعد فقد هلك سعيد».!
! ولا حول ولا قوة الا بالله..
حماكم الله جميعا..!