أخر الأخبار
الانتخابات الإسرائيلية.. من سيقضِمُ مقاعد أكثر !!
الانتخابات الإسرائيلية.. من سيقضِمُ مقاعد أكثر !!

مع طي الأيام الأخيرة لمرحلة جديدة تضع إسرائيل لمساتها الأخيرة للانتخابات البرلمانية المبكرة نهاية الشهر الحالي عقب سلسلة من الأزمات الداخلية الصلبة : سياسية، واقتصادية، وحزبية وفشل أحزاب الائتلاف الحاكم في التوصل إلى تسويات ثنائية كي لا تضع العصا في الدولاب منذ اللحظة الأولى لتشكيله في أيار لعام 2020.

هذه الأزمات المتصاعدة في اسرائيل حدت بها إلى إجراء أربع جولات انتخابية مبكرة خلال عامين وهو الأمر الذي لم تشهده في تاريخها لينبئ عن حالة من عدم الاستقرار والتشظي الداخلي ومخاوف من وقوع مزيدٍ من الانقسامات عامودياً وأفقياً.

وصل الائتلاف الحكومي الإسرائيلي الذي تمّ الإعلان عنه في أيار عام 2020 إلى طريق مسدود ليعلن نهايته مساء 22 كانون الأول من نفس العام

وذلك حين فشل الكنيست في المصادقة على مشروع قانون لتأجيل الموعد النهائي لإقرار الميزانية العامة الأمر الذي قلص فرص التسوية بين قطبي الائتلاف وهما حزب الليكود وحزب أزرق – أبيض و عزز فرص الذهاب إلى انتخابات مبكرة جديدة هي الرابعة خلال عامين فقط بعد أن عارض القانون 49 عضو كنيست وأيده 47 آخرون.

لم يتوقف الأمر عند ذلك بل امتدت مشاكل الائتلاف الحكومي لتشمل المزيد من نقاط الخلاف بدءاً بأزمة كورونا والاعتراضات التي أبداها شركاء نتنياهو حول أسلوب إدارته للأزمة وتسييسه لها من خلال تساهله مع شركائه الحريديم في الائتلاف من خلال السماح لهم بفتح مؤسساتهم الدينية على الرغم من تحذيرات وزارة الصحة.

ثم حضرت اتهامات أزرق – أبيض لليكود لتزيد من عمق الشرخ للائتلاف من خلال محاولة الأخير تغييب حزب أزرق -أبيض عن مساعي التطبيع مع الدول العربية وظهور بيني جانتس وجابي أشكنازي آخر من يعلم بتحركات نتنياهو مما عبَّر عن أطماعه الشخصية والحزبية ورغبته بأن تكون جهوده الإقليمية خدمة لأغراضه الانتخابية المقبلة كنوعٍ من الدعاية لنفسه.

الحلبة الحزبية الإسرائيلية شهدت في حالات متلاحقة تجزئة وانشطاراً ليس بين اليمين واليسار فحسب ولكن داخل كل معسكر بعينه وهذا ما قد يشير الى قراءة ضبابية لما قد تسفر عنه الانتخابات القادمة في ظل خوض العشرات من القوائم الانتخابية والحزبية للجولة القادمة وتشتت أصوات الناخبين الإسرائيليين.

فالاضطرابات التي شهدتها إسرائيل منذ عقود بين معسكرات اليمين والوسط والمتدينين أو بين اليمين واليسار وبين الأيديولوجيات المختلفة والمتعارضة والمتضاربة نراها اليوم وقد انتقلت إلى داخل المعسكر الواحد.

فالانشقاق الأخطر يتمثل بما قام به جدعون ساعر أبرز خصوم نتنياهو بانفصاله عن الليكود وخوضه الانتخابات القادمة بشكل مستقل عبر حزبه أمل جديد مما سيشكل زلزالاً سياسياً كبيراً عقب ما حققه من نتائج لافتة في استطلاعات الرأي على حساب الليكود الأمر الذي حدا بقادته لمهاجمته واتهامه بخدمة مصالحه الشخصية.

الصورة الوحيدة المتفق عليها ربما من المحافل الإسرائيلية بأننا أمام جولة انتخابية جديدة مختلفة عن سابقاتها سواء من حيث القوى المشاركة فيها كماً ونوعاً أو من حيث طبيعة الائتلاف الذي ستسفر عنه ومدى تماسكه أو هشاشته والأهم هو مدى تأثير هذه الانتخابات الجديدة على إحداث مزيد من الضعف في المجتمع الإسرائيلي ونشوب المزيد من الأزمات في البنية المجتمعية التي لم يعرفها الإسرائيليون من قبل.

من المؤشرات الجديدة أيضاً على الانتخابات الإسرائيلية القادمة ما يصفه الإسرائيليون بـموت الأيديولوجيا وانتشار الفوضى الذي يشمل جميع الأحزاب: كحزب الليكود وأزرق – أبيض وأمل جديد وحزب يش عتيد (يوجد مستقبل) وحزب العمل وحزب إسرائيل بيتنا وشاس وميرتس.

فجميع هذه الأحزاب تتشابه بأنها غير مبالية فباتت السياسة الإسرائيلية بلا منصة حقيقية بل أصبحت مملة وتحولت مرتعاً خصباً للاضطرابات وكشفت عن نقاط ضعف وفشل لـإسرائيل.

كل ما سلف ذكره يعني أن المعركة السياسية اليوم في إسرائيل ستكون ذات أبعاد شخصية والنقاش الوحيد المتبقي هو من سيكون ربّان السفينة دون الحديث عن السفينة والأمتعة فالوضع الذي تعيشه إسرائيل اليوم يشبه الأمواج المتلاطمة فنرى التطورات المتلاحقة على ساستها مثل العاصفة التي ستجد طريقها في صناديق الاقتراع التي ستفتح نهاية الشهر الحالي 2021.