لنعترف أننا لن نقوى على مُنازلة آثار كورونا السلبية التي أوصلتنا إلى تسجيل أعداد إصابات تقارب العشرة آلاف يوميا، وجعلتنا نفقد أشخاصا نحبهم، وغيّرت من شكل حياتنا للأسف نحو الأسوأ، لن نقوى على هذه المُنازلة ما لم نتمسك بشروط السلامة العامة وإجراءات الصحة وفي مقدمتها الإبتعاد عن التجمهرات والتجمعات وارتداء الكمامة وبطبيعة الحال الحصول على اللقاح.
هي منظومة واضحة لنسلك درب السلامة الآمن، دون ذلك ستكون معركتنا خاسرة، وخسائرنا ضخمة، وأخطرها بطبيعة الحال ما بتنا نخسره من أرواح أشخاص نحبّهم، وزيادة ملحوظة بأعداد الوفيات وأعداد من هم بحاجة لتلقي العلاج في المستشفيات ولذلك أيضا تكلفة ربما لن نقوى على مواجهتها في حال بقيت الإصابات في تزايد.
الصورة في مجملها تبدو بلون واحد للأسف، لا ألوان بها ولا خيارات أمامنا، أو حتى ترف وقت لمطالب أو رغبات أو إجراءات من شأنها زيادة رقعة انتشار الفيروس وليس الحدّ منه، أو محاربته في معركة سنخسرها وستوقع قطاعات مختلفة كما كبرى دول العالم، إذا ما حكّمنا لغة العقل واتحدت كلمتنا وتوحّد صفنا في هذه المعركة غير السهلة.
كثيرة هي الأزمات التي مرّت على وطننا، وتعددت التحدّيات، وكعادة الأردن والأردنيين، ينتزعون انتصاراتهم، متغلبين بوحدتهم وإصرارهم على تجاوز أي تحدّ، وصولا لأردن قويّ منيع على أي ظرف أو أزمة، بوصفات أردنية تشبه وطننا فقط، لتغدو المملكة واحة تميّز واختلاف ثابتة في وجه عواصف الزمن.
ولا نجافي الحقيقة إذا ما قلنا أننا اليوم بحاجة لهذه الوصفة أكثر من أي وقت مضى، وأكثر من أي تحد أو مشكلة مرّت علينا، ففي وحدتنا بالكلمة والهدف والعطاء نصل لبرّ السلامة بإذن الله وتجاوز ما نمر به من أزمة، لن ننجو من تبعاتها إذا ما بقي البعض يصرّ على التغريد خارج سرب الصواب من خلال إجراءات خاطئة تعمل على زيادة الإصابات، وتثقل منظومتنا الصحية التي تقف على حافة أزمة إن بقي الوضع على ما هو عليه.
من حق الجميع نيل مطالبهم، والحصول على ما يشاؤون من وطن كريم لم يبخل علينا بشيء، لكن على أن يتم ذلك في الوقت المناسب، واليوم الوقت فقط لمواجهة جائحة كورونا قبل أن تنال منّا ومن قطاعاتنا، ومن منظومتنا الصحية، ربما تحدينا اليوم مع أنفسنا ومع ظروفنا، ومع حتى مطالبنا، ليبقى الوطن فقط هو الأولوية، والخروج من هذه الجائحة بأقل الخسائر ما نرنو إليه، وذلك ليس صعبا فبالالتزام وحماية أنفسنا ومن نحب ومجتمعنا سننجح.