أخر الأخبار
حسام خضر: الحكومة الفلسطينية القادمة “تكنوقراط” وليس لها أي بعد وطني أو سياسي
حسام خضر: الحكومة الفلسطينية القادمة “تكنوقراط” وليس لها أي بعد وطني أو سياسي

القدس - الكاشف نيوز : قال حسام خضر القيادي في حركة فتح، والعضو السابق في المجلس التشريعي الفلسطيني، بأن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى حكومة كفاءات وطنية، معتبرا أن حكومة الكفاءات الفلسطينية المنوي تشكيلها، لها دلالات خطيرة، رغم أهميتها للشعب الفلسطيني.

خضر وصف الحكومة المقبلة، بأنها حكومة كونفدرالية، رغم أهميتها لأنها تهدف إلى تشكيل الوحدة السياسية للشعب الفلسطيني، ولأنها ستدير انقساما في إقليمين جغرافيين منفصلين، ومستقلين بالأهداف والبرامج والغايات.

وتوقع خضر ان ‘يتم تشكيل وانجاز الحكومة قريباً’، وأضاف بأن عيبها الوحيد أنها حكومة تكنوقراط، وليس لها أي بعد وطني أو سياسي، وكأن الانتماء السياسي أصبح تهمة يعاقب عليها القانون، ونتيجة لذلك سيدخل الشعب الفلسطيني في منعطف سياسي خطير، فحكومة من شخصيات أكاديمية، ستكون حكومة فاشلة بامتياز، ولن يكون لها أية برامج أو قدرة إدارية، على ترك بصمة جديدة على واقعنا الفلسطيني.

ويعتقد خضر أن الشعب الفلسطيني، بحاجة إلى حكومة كفاءات وطنية، تضع مصلحة الوطن أمام أعينها، وتعمل وفق رؤية وطنية تكاملية، وتقوم على فرض القانون، للتأسيس لمرحلة عمل مؤسساتية، تحتكم إلى القانون، وليس الارتجال أو النزاعات و’الشطحات’ الفردية.

ونفى خضر خلال حديثه لموقع ‘أصداء’ المحلي،"، أن قرار تشكيل حكومة الكفاءات نتيجة للمطالب الدولية والأمريكية، مشيراً إلى أن أي حكومة فلسطينية، هي نتاج لاتفاق أوسلو القائم على مبدأ الأرض مقابل السلام، وذلك يعني أنه يخدم التعايش المشترك، ومبني على أساس المفاوضات. واعتبر خضر مشاركة حركة حماس في الحكومة المقبلة، في اعتراف ضمني بإسرائيل، لان المرجعية السياسية هي منظمة التحرير، وإنشاء هذه الحكومة يكون ضمن أوسلو، حتى لو لم تعترف الأطراف بذلك، فهناك حكومة ‘حكم إداري فلسطيني’ كمرحلة انتقالية لحين انجاز الدولة الفلسطينية المستقلة، كما أن أي حكومة قادمة يجب أن تخضع للشروط الدولية سواء الرباعية أو المرجعية السياسية للعملية التفاوضية.

ودعا خضر حركة حماس إلى اختصار المسافات، بالتوجه إلى المفاوضات مباشرة من خلال منظمة التحرير، وأن تعترف بالواقع السياسي بكل اشتراطاته، وأن يكونوا جزءاً من منظمة التحرير الفلسطينية. خضر قال أن حركة حماس أضاعت فرصة تاريخية على الشعب الفلسطيني، وأسست لهذا الانقسام عندما رفضت عام 1996 الدخول في الانتخابات، فلو حماس شاركت في العملية السياسية، والرقابة البرلمانية، لعززت من دورها ودور الشخصيات المستقلة الوطنية، المؤمنة بالديمقراطية لمحاربة الفساد، وساهمت في عمل المجلس التشريعي،كمراقب وقوة حقيقية في العملية السياسية.

‘للأسف حماس تركتنا نغوص في أخطائنا’ يضيف خضر، حتى تكون في نهاية المطاف شاهدا عليها، بدلا من أن تلعب دورا براغماتيا، وتأخذ بعين الاعتبار الواقع وشروطه ومقتضياته، وتذهب بالاعتراف في المفاوضات.

ويعتبر خضر أن البقاء على الوضع الحالي سيؤدي إلى إنشاء دولة فلسطينية مستقلة بدعم عربي ودولي في قطاع غزة، تمثل الهوية الفلسطينية، وتبقى الضفة تحت الحكم الإداري الذاتي، أو ايلاء إدارتها إلى الأردن في ظل واقع استيطاني سيتطور وبشكل خطير، أما بالنسبة للقدس فهي مستثناة أيا كان المشروع السياسي الفلسطيني.

وتحدث خضر عن الانتخابات القادمة قائلاً أنه بعد إجراء الانتخابات، فإن التغيرات التي سنشهدها ستكون دراماتيكة، ولن يكون فارق الأصوات بالشيء الكثير بين حركتي حماس وفتح، ولكن الأمر الأهم، هو هل تؤمن الحركتين بسيادة القانون والتعددية والشراكة السياسية، أم ان كل حزب سيعطل على الآخر. وعبر خضر صراحة عن عدم تفاؤله بالانتخابات، مشيراً الى أن أي حكومة ستلي الانتخابات ستبقى عاجزة عن تفكيك تداعيات الانقسام، وبالتالي عوامل الفشل تساوي عوامل النجاح، ومن الممكن أن تكون هذه الحكومة آخر مسمار في نعش المشروع السياسي الوطني الفلسطيني.

وختم خضر حديثه بمطالبة قيادات حركتي حماس وفتح، في إدراك خطورة المرحلة، والعمل السريع من أجل عدم السماح للوصول إلى النتائج المذكورة أعلاه.