الاردن ليس وطنا نسكنه فحسب بل هو آية مباركة يسكن فينا حيث فيه نهر الحياة وعنوان الرسالة واماكن الرسل والصحابة وفيه اليرموك ومؤتة فيه باب الفتوحات المقدسية المعرفة بعجلون الكرك وفيه مدن الديكابولس باربد وجرش وفيه ايلات مدين ومعان المنطلق وفيه مفرق المرتكز وزرقاء الامويين وفيه عاصمتا يحيى والانباط مكاور والبترا وفيه تيفيلوس بصيرا حكام الشام وتدمر وفيه بلقاء الخير وعقدة الرباط وفيه عمان حاضنة الهاشميين بعد مكة والمدينة ودمشق وبغداد والقدس وفيه شعب قاد وسيقود الامة للتحرر والسلام.
فالاردن شكل نموذجا يقوم على الاصالة والحداثة حيث قيادته الهاشمية الاعرق بالتاريخ وشعبه الاكثر تعلما وتعليما فاخذ هذا النموذج ليكون حالة فريدة بين المجتمعات لتمسكة بموروثه التليد وانفتاحا العصري على العلوم الحداثية ومشاركته في بناء اغلب العواصم العربية فشكل الاردني في الوطن العربي كما في بلاد المهجر علامة فارقة ميزت جديته في العمل ونهجه في التعايش وسلوك الحياة.
ومن الثورة للدولة كانت المسيرة ومن اجل التحرر والاستقلال تعنونت السيرة ووفق نهج عمل وحدوي وقويم ارتفعت الراية ومن اجل نهضة الامة وتعزيز مكانتها الجيوسياسية تم كتابة مضامين الرسالة التي حملها بنو هاشم ضمن خطوط سياسية جلية حملت قيم الانسانية كما حملت سياسته منارة فكرية رسمت الخطوط العربية التي لا يحيد عنها وخاض معارك الدفاع عن الامة وقضاياها وعنون بوصلة واضحة للامة وقضاياها وسعى من اجل نهضته وتنمية موارده ونماء شعبه.
والاردن اذ يحتفل في مئوية الانجاز انما ليعمل على صياغة مفردة سياسية جديدة ترتكز للمنجزات التي تحققت وترنو لتحقيق تطلعات الدولة تجاه المستقبل المنشود وضمن ميثاق جديد يشكل منطلقا قويما لرسالة البناء الوطني التي تعتمد التقييم في العقد وسياسة تراكم الانجاز، من اجل تتفيذ الرؤية التي حملتها الاوراق الملكية ووفق نهج عمل يقوم على المعرفة والانجاز.