فشل المحادثات بين مصر والسودان وبين إثيوبيا وعدم التوصل لحل بشان سد النهضة ، ما يوحي بأن هذه الأزمة وصلت إلى طريق مسدود . وتتمسك مصر والسودان بالدعوة لتوسيع الوساطة لتشمل أمريكا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي برئاسة الاتحاد الأفريقي، الأمر الذي ترفضه إثيوبيا، داعية لاختيار مراقبين حسب المسارات التفاوضية بواسطة الدول الثلاث. مما تسبب في فشل المفاوضات الحالية المنعقدة في كينشاسا، عاصمة الكونغو الديمقراطية.
المصريون أطلقوا هاشتاغ #الجيش_المصري_قد_التحدي أعلنوا من خلاله تمسكهم بحقهم في ما يسمى بحرب المياه، وهي التسمية الجديدة التي جاءت على اثر تصريحات المسئولين المصريين الذين كانوا قد وصفوا المفاوضات بأنها الفرصة الأخيرة، كما جاء على لسان وزير الخارجية المصري سامح شكري.
وأمام هذه المعطيات يطرح التساؤل عن الخيارات المتاحة لمصر والسودان للتعامل مع تداعيات أزمة سد النهضة. ان اللهجة الحادة التي تحدث بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على هامش زيارته لقناة السويس اثر أزمة السفينة غفرين التي علقت في قناة السويس ونجاح عملية تعويم السفينة الجانحة ، جاء تحذيره من أن المساس بحق مصر في مياه النيل سيؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار في المنطقة بكاملها يترك الباب مفتوحا أمام كل الاحتمالات ومنها خيار القوة أيضا، وأن السيسي استخدم عبارة «لا أحد بعيد عن قوتنا.
وبالرغم من أن الرئيس المصري عاد وأكد أنه لا يهدد أحدا بتصريحاته وأن مصر متمسكة بخيار التفاوض، إلا ان البعض رأى في تلك التصريحات قرعا لطبول الحرب ضد أثيوبيا وتهديدا بالخيار العسكري، خيار لا يستبعده المتابع للشأن المصري في ظل تعنت إثيوبيا وعدم قبولها كل الحلول المطروحة على طاولة الحوار
تصريحات الرئيس المصري لا تحمل اللبس أو الغموض أو ألمناوره تجاه ما يمس الأمن القومي المصري ،وهي تعبر عن حالة اليأس والطريق المسدود بفعل تعنت إثيوبيا لحل أزمة سد النهضة عبر الوساطات الأفريقية والأمريكية، وتوصل إلى قناعة بأن إثيوبيا تكسب الوقت، ولم يبق إلا شهران تقريبا على موعد المرحلة الثانية من بدء ملء خزانات السد، وأراد الرئيس المصري أن يوجه رسالة واضحة لأمريكا وأوروبا ومبعوثيهما بأنه لن يتردد في اللجوء للحل العسكري خاصة بعد أن اطمئن للأوضاع في ليبيا، وتوصل إلى اتفاقات مُصالحة مع تركيا، وبات السودان يقف بالكامل حكومة وشعبا في الخندق المصري لأنه يواجه تهديدا وجوديا أيضا.