المعادلة التي تقول ان لا انتخابات بدون مشاركة اهلنا في القدس انتخابا و ترشيحا هي معادلة صحيحة من حيث المبدأ. وبعيدا عن التشكيك في النوايا و بعيدا عن اصدار شهادات الوطنية لبعضنا البعض ، دعونا نعبر عن وجهة نظرنا بمنطق و موضوعية . و هنا اود قول التالي:
اولا: الاصرار على مشاركة اهل القدس في الانتخابات هو امر لا خلاف عليه ويجب ان يشاركوا في هذه الانتخابات سواء وافقت سلطات الاحتلال او رفضت ، وعلى الارجح ان الاحتلال سيرفض.
ثانيا: ربط موافقة الاحتلال باجراء الانتخابات في القدس و الا لن يكون هناك انتخابات هذا يعني اننا نعطي الاحتلال الحق في اجراء الانتخابات او عدمها وهذا يعني بالنتيجة اذا ما تم الاعتماد على موقف الاحتلال ان لا تجرى الانتخابات في السنوات القادمه.
ثالثا: اذا ما رفض الاحتلال اجراء الانتخابات في القدس وفقا لاتفاق اوسلو كما جرى في الانتخابات السابقة علينا ان نفرض هذه الانتخابات رغم انف الاحتلال. هذا هو الموقف الوطني و هذا هو الرد على تنصل الاحتلال من الاتفاقات الموقعه و التي لم يبق منها سوى ما يخدم مصلحته.
رابعا: يجب على كافة القوائم المشاركة في هذه الانتخابات و التي لا تخشى على نفسها من ان يكشف الناخب الفلسطيني ظهرها و التي لا تبحث عن مبرر للهروب من هذا الاستحقاق، يجب عليها ان تتداعى الى اجتماع عاجل و الاتفاق على ان تأجيل الانتخابات مرفوض تحت اي ذريعة كانت و ان الانتخابات ستجرى في القدس وافق الاحتلال او رفض .
خامسا: هناك طرق ابداعية و كفاحية لفرض الحق الفلسطيني في القدس بدل من الهروب و الاستسلام بالغاء الانتخابات، الخيار الاول ان تقدم لجنة الانتخابات المركزية افكار لكيفية اجراء الانتخابات في القدس في ظل رفض الاحتلال كأن يكون التصويت الكتروني على سبيل المثال، و الخيار الثاني ان توضع الصناديق في مدارس وكالة الغوث و في باحات المسجد الاقصى و كنيسة القيامة . و في حال اقدم الاحتلال على منع ذلك سيضع نفسه في موقف حرج امام المجتمع الدولي لرفضه وقمعه للحق الفلسطيني في اجراء انتخابات ديموقراطية حره و نزيهة.
التستر خلف رفض الاحتلال لمنع اجراء الانتخابات في القدس لتأجيل الانتخابات هو موقف ليس له علاقة بالوطنية او الدفاع عن الحقوق الفلسطينية في القدس لان الاحتلال يفعل كل يوم و كل ساعه ما يشاء في القدس في ظل عجز فلسطيني عن فعل اي شيء. الموقف الوطني هو اننا لن نعطي الاحتلال حق الفيتو في تعطيل العملية الانتخابية و سنفرض اجراء الانتخابات في القدس رغم انفه و لتكن معركة سياسية و دبلوماسية و معركة على الرأي العام الاقليمي و الدولي. الهروب من المسؤولية ليس له علاقة بالوطنية او الدفاع عن الحقوق المشروعه للشعب الفلسطيني. الغاء الانتخابات هو هدية مجانية لكل اعداء الشعب الفلسطيني وهي عملية قمع وحرمان واحباط لملايين الفلسطينيين الذين يريدون ان يمارسوا حقهم في اجراء هذه الانتخابات .