الفقراء اكثر مستهلكي اوراق اليانصيب. ويقفون امام لوحات اوراق اليانصيب يسيل لعابهم وشهوتهم وغزائزهم ودموعهم لجوائز بارقام مليونية.
من طريف اليانصيب الاردني ان ورق يانصيب يباع في الشوارع والحارات ولا نسمع عن رابحين واغنياء جدد انتقلوا من مربع الفقر الى اليسر والغنى بفعل اليانصيب.
ومن منتجات الفقر ايضا.. تفشي ظاهرة خرافات الثراء والغنى السهل والسريع، وتنتشر كتب وكلشيهات لكيف تصبح مليونيرا في 24 ساعة واسبوع وشهر وسنة ؟ على غرار كتب كيف تتقن اللغة الصنية والكورية واليابانية في اسبوع ؟
وهذا المرض انتقل الى الدراما والسينما العربية. وتجلت في شخصية الفنان محمد رمضان ومقاطع من شخصية اللمبي « محمد سعد « بياع الحشيش والحرامي وسارق البنوك، وزعيم العصابة والمطارد من رجل الامن.
صور اكشن وكلشيهات سينمائية سرقت خيال جيل من المراهقين والشباب. واصبحوا يقلدون محمد رمضان باللباس والحركات والمشي واللغة والافيهات، ومهووسون في عقدة الثراء والغنى السريع. ويحلمون في حقائب الاموال التي تظهر في المشاهد السينمائية والسيارات الفارهة والنساء الجميلات والسيجار والفنادق الفارهة والقصور.. ودون ان يفكروا ماذا وراء ذلك ؟
و العن ما ينتج الفقر الشعوذة والطوطمية والخرافة والعودة الى السحر والتنجيم والعرافات، وقراءة الكف وبقايا حثرر فنجان قهوته مستوردة من اردى انواع البن البرازيلي.
وحين يعم الوباء والامراض والفايروسات المعدية على اختلاف مصادرها وتنوع خرائطها الجينية الفايروسية وتفشيها في المجتمع وكما يحدث في ايامنا هذه، ايام كورونا اللعينة يزدهر موسم خبراء الصحة العامة وخبراء كورونا، والذين تستضيفهم الفضائيات بالمئات وليس العشرات، ولو كان عندنا في الاردن مثل هولاء الخبراء، لماذا استفحل الفايروس في حياتنا ؟
ولماذا نعجز عن صناعة لقاح ؟ ولماذا كل خطط صد ومنع تفشي الفايروس فشلت ؟ ولماذا حصد الفايروس القذر كل هذه الارواح ؟ ولماذا خرب الفايروس بيت الاقتصاد وحياة وعيش الناس ؟
اليسوا خبراء ومحللين، وينطقون بحكم ومواعظ وكلام علمي ومسؤول.. فلماذا لا يترجم، ولماذا لا تأخذ الحكومة ومركز ادرة الازمات بتوصياتهم وملاحظاتهم، وتقييمهم للوباء ؟
على شاشة اردنية مساعد ممرض في مستشفى خاص « لابس ربطة « تحول الى خبير اوبئة، وممرض عاطل عن العمل لمختص في علم الفايروسات، ومن امريكا كانت شاشة تستضيف ممرض غير ممارس وتعرف على انه خبير اوبئة وعالم فايروسات.
كيف تصبح خبير اوبئة.. عنوان كتاب افكر بكتابته وتوزيعه في العالم العربي والعالم لتعميم الفائدة على البشرية، للاستفادة من التجربة الاردنية الرائدة في انتاج خبراء ومختصصي ومحللي كورونا.
الطامة ان خبيرا اردنيا على شاشة تلفزيون لا يميز بين الفايروس والبكتيريا. ومن وصفات خبراء كورونا ان خبيرا انتقل من التحليل الاستراتيجي والسياسي والعسكري الى كورونا، وصار ضيفا على شاشات التلفزيون والاذاعات حافظ الكلشيهات ويرددها، وذات مرة نسي نفسه انه يتحدث عن كورونا، قال ان المعركة في سورية محسومة لمعارضي النظام.
ليس خوفا من كورونا، ولكن ادعو الله بان ينقشع الفايروس سريعا لنخلص من مقاولي الاوبئة والفايروسات، ويكفي استخفافا واستهتارا وتنكيلا بعقول ووعي وحياة الاردنيين والبشرية.. فارحموا اشوي، ولو يغيروا الموضوع عن كورونا فيكون افضل كثيرا.