الوضع الإقتصادي، ربما هو العنوان الأهم لأي حديث أو طرح محلي، وربما عالمي، لجهته السلبية بطبيعة الحال، فلم يعد هناك ما يتغلب عليه في التحديات التي تواجه أيّ سياسات، وكما أسلفت هو حال عالمي وليس فقط محلي، ذلك أن جائحة كورونا جاءت لتزيد من أزماته وتشابك تحدياته.
كثيرة هي مشاكل وتحديات الوضع الاقتصادي، والتي دون أدنى شكّ يقدر على تفصيلها خبراء الإقتصاد، ولكن بلغة بيضاء قريبة من فكر أيّ منّا هو وضع يواجه الكثير من التحديات والصعوبات، وتقودنا أي قراءة له بأنه وضع متأزّم دربه مليئة بالتحديات والصعوبات، التي تتطلب جهودا كبيرة والأهم مختلفة للخروج من هذا الواقع الذي بات يهدد قطاعات بأكملها بالإغلاق، ويجعل من جيوت مواطنين في كثير من الأحيان شبه فارغة، أو فارغة إذا ما ابتعدنا عن زخرف القول.
وفي التقاطات ملكية سامية دائمة، يؤشّر جلالة الملك عبدالله الثاني على هذه التحديات بكل وضوح، وطالما رأى بها جلالته أنها من التحديات الكبيرة التي على كافة مؤسسات الوطن الرسمية والخاصة أن تتشابك وتسعى جاهدة لإيجاد طوق إن لم يكن أطواق نجاة للخروج من كافة المآزق الاقتصادية التي باتت تنهك المواطن، ففي توجيهات جلالته دوما يعدّ المواطن الأساس لإدارة أيّ قطاع وعبور أيّ اشكالية وتحدّ.
وتحديدا في الوضع الإقتصادي تعددت التوجيهات الملكية، بل الدروس التي من شأنها ايجاد حلول عملية ناضجة تحقق نجاحات يمكن أن يلمسها الجميع، ومن بين هذه التوجيهات الهامة التي أشّر لها جلالة الملك في تأكيده عن «أهمية التعاون بين المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص لتوفير السلع للمواطنين، والمحافظة على الأسعار وتوفير كميات السلع بالأسواق خاصة في شهر رمضان»، نعم ففي هذا التعاون وضع الاقتصاد برمته في مكان مختلف، مكان ايجابي مثالي، يقود لحلول عملية للكثير من التحديات والتي من أبرزها اليوم وخلال شهر رمضان تحديدا الأسعار وارتفاعها على المواطنين، اضافة لتوفّر السلع.
في اختيار جلالة الملك لأسواق السلام التي زارها يوم الأحد الماضي في زيارة هدفت الإطمئنان على توفر السلع للمواطنين في الأسواق، والإطمئنان على أحوالهم، رسائل عديدة، أولها وآخرها حرص جلالته على الإطمئنان على حال المواطنين وتفقّد احتياجاتهم كعادة جلالته ميدانيا، ليرى ويسمع من المواطنين وليرى بعينه طبيعة ما يقدّم للمواطن، والوقوف على حقيقة توفّر السلع والإطمئنان على توفّر السلع، من الميدان، مؤشّر في الوقت ذاته إلى جانب غاية في الأهمية باشارة عبقرية بضرورة تحقيق تعاون عملي بين الحكومة والقطاع الخاص في الشأن الاقتصادي وتحديدا في توفير السلع وبأسعار مناسبة للمواطنين.
الزيارة بحدّ ذاتها شكّلت حالة هامة جدا، ففي الاختيار للذهاب إلى مكان حتما مليء بالمواطنين من ذوي الدخل المحدود والمتدني، والإطمئنان على احتياجاتهم من جلالته مباشرة، والوقوف على طبيعة السلع والأسعار، كلها رسائل هامة وتحكي تفاصيل اهتمام جلالته بالمواطنين والوقوف على تفاصيل حياتهم الرمضانية وتوفير ما يحقق لهم احتياجاتهم الرمضانية، ناهيك لما أشّر له جلالته أيضا بوجود مؤسسة مهمة وتفتح أبوابها للمواطنين وتوفّر كافة السلع وبأسعار مناسبة، فقد لجأ كثير من المواطنين لهذه المؤسسة لغايات التسوّق وشراء احتياجاتهم بأسعار مناسبة بعد زيارة جلالته، ففي هذا المكان الذي يلقى عناية كبيرة من إدارته يجد المواطنون ضالتهم من السلع والسعر المناسب.
زيارة حملت جملا من الدلالات الهامة، اضافة لكونها منحت المواطن جرعات ثقة بأن جلالة الملك يتابع شؤونهم بل أدق شؤونهم، ويرعاها بنفسه بوقوفه بالميدان والإستماع منهم مباشرة، اضافة لما تحدث به جلالته في الجولة من دروس اقتصادية هامة على الجميع التقاطها والأخذ بها على محمل التطبيق، فهي جولة حملت الكثير وأكثر بكثير من ما قرأته أعيننا، فمن مؤسسة «السلام» أكد جلالته على حالة اقتصادية مهمة.