حكومة نتنياهو منذ احتلالها لما تبقى من فلسطين بعد نكسة الرابع من حزيران 67 وهي تسعى على تنفيذ مخطط إسرائيل الكبرى من خلال بناء مزيد من المستوطنات ومصادرة الأراضي وتهويد القدس والتضييق على حياة الفلسطينيين لدفعهم إلى الرحيل.
تركزت سياسة الاحتلال في مدينة القدس من خلال سحب هويات المقدسيين وتجريدهم من مواطنتهم والسيطرة على عقارات الفلسطينيين المهجرين والنازحين عنها قسرا، وهدم المباني بحجة البناء بدون ترخيص وعدم منح ابناء القدس رخص بناء لمواكبة الزيادة الطبيعية في عدد السكان.
لم تتوقف حكومة نتنياهو عند هذا الحد بل قامت بتجاوز كل الخطوط الحمراء في الاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى والسماح لعصابات المستوطنين بتدنيس المسجد وأداء صلوات تلمودية في حين يمنع الفلسطينيون من الدخول في أي وقت وتصدر أوامر بمنع الفلسطينيين من الاقتراب من المسجد لفترات طويلة، كما سمح لحركات المستوطنين بتنظيم مظاهرات مثل المظاهرة التي نظمتها حركة لاهافا مؤخرا حيث انطلقت خلالها هتافات عنصرية ضد العرب.
تصريحات غلاة المتطرفين عن حق اليهود بالصلاة في المسجد الأقصى بمثابة دعوى صريحة للتقسيم ألزماني والمكاني للمسجد الاقصى وهو أمر يرفضه كل المسلمين في كافة أنحاء العالم، وفي تصريحات سابقه لوزير الأمن الداخلي غلعاد اردان: «أعتقد أن هناك ظلما لليهود في الوضع القائم السائد منذ عام 1967، ويجب العمل على تغييره حتى يتمكن اليهود في المستقبل أيضا من الصلاة في جبل الهيكل (الحرم القدسي)». مضيفا أنه «يجب اتخاذ خطوات للوصول إلى وضع يمكن اليهود من الصلاة فيه أيضا، لكن يجب تحقيق ذلك من خلال اتفاقات سياسية وليس بالقوة».
ان الإجراءات الداعمة لأمناء جبل الهيكل واليمين المتطرف للصلاة في المسجد الأقصى ودعم مظاهرات مثل المظاهرة التي نظمتها حركة لاهافا مؤخرا حيث انطلقت خلالها هتافات عنصرية ضد العرب. يشعل حربا دينية في المنطقة وتعتبر امتداد للحملات الصليبية وتهدد امن واستقرار المنطقة،
انتفاضة المقدسيين ضد الاحتلال حق مشروع كفلته كافة القوانين والمواثيق الدولية وتضمنته اتفاقية جنيف ولائحة لاهاي وأعطت لسكان الإقليم المحتل حق مقاومة الاحتلال بكل الوسائل المشروعة، أمام هذا الواقع الذي تحاول حكومة الاحتلال الصهيوني من خلال دعمها لغلاة المتطرفين يشعر المقدسيون بخطر يتهدد وجودهم مع ازدياد اعتداءات المستوطنين، هبوا ليدافعوا عن حقهم في مدينتهم ومقدساتهم معلنين رفضهم للسياسات القمعية والعنصريه وسياسة التطهير العرقي التي تنتهجها حكومة الاحتلال بحقهم، وتصديا لحركات المستوطنين الآخذة بالتمدد وتهدد الوجود الفلسطيني في القدس
واجهت قوات الاحتلال الصهيوني الاحتجاجات السلمية بالقمع الوحشي والاعتداء بالضرب والسحل وإطلاق الرصاص ومسيل الدموع مما أدى إلى سقوط شهداء وعشرات الجرحى كما جرى اعتقال العشرات من النساء والاطفال.
الوصاية الهاشمية على القدس والمقدسات التي تحاول حكومة نتنياهو التنصل منها، متأصلة وحق مكتسب للهاشميين وان الأردن له شرعية قانونية في القدس وأي إجراء إسرائيلي لتغيير الوضع القائم سيضع العلاقات بين الأردن وإسرائيل والعرب جميعا والمسلمين على المحك خاصة وان الأردن متمسك بثوابته تجاه القدس والقضية الفلسطينية وان الأردن لن يفرط في حقوقه المكتسبة في ولايته على المقدسات في القدس. والقدس خط احمر
إن حكومة الاحتلال الصهيوني بقيادة نتنياهو تقوم بإشعال فتيل حرب دينية من خلال ممارسات غلاة المتطرفين من المستوطنين ومحاولات التغيير الديموغرافي على الأرض وخاصة في مدينة القدس وتعمدها للمس بمكانة الأقصى والعمل على تقسيمه زمانيا ومكانيا وهذا الاستهداف وهذه الإجراءات التي تستهدف المسجد الأقصى لبناء ما يسمى الهيكل.
إن ما شجع حكومة نتنياهو على السير على هذا الطريق بكل عزم وتصميم اتفاقيات التطبيع التي أنجزها مع بعض الدول العربية وموقف الإدارة الأمريكية السابقة والحالية الداعم لمخططات الضم والاستيطان.
إن المجتمع الدولي اليوم مطالب أكثر من أي وقت مضى للجم ووقف إجراءات حكومة نتنياهو العدوانية والعمل على توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني في كامل الأراضي المحتلة لصد اعتداءات المستوطنين من غلاة المتطرفين الإرهابيين لمجموعات شبية التلال وتد فيع الثمن ولها وهي منظمات إرهابيه تعاظمت وأصبحت أكثر تنظيما يهدد وجود الفلسطينيين وتشعل نيران حرب دينيه في المنطقة إن اندلعت يصعب إطفاؤها والسيطرة عليها وتصبح خطر يتهدد امن وسلامة المنطقة.