نغّصت حكومة المستعمرة وأجهزتها الأمنية وإجراءاتها القمعية على المسيحيين المقدسيين احتفالهم بسبت النور وعيد الفصح المجيد، بالإجراءات والعقوبات والتضييق عليهم، رداً على مشاركة المسيحيين الوطنية للمسلمين في التصدي المشترك لمواجهة قوات الاحتلال التي عملت منذ بداية رمضان لفرض مظاهر الأسرلة والتهويد.
مظاهر الإيمان والانتماء والتمازج الديني مع الوطني، والتداخل ما بين شهر رمضان والمسجد الأقصى، شكلت دوافع قوات الاحتلال على التضييق على المسلمين خلال صلوات التراويح وإغلاق الدائرة الكهربائية بهدف منع نقل الصلاة عبر مكبرات الصوت.
مظاهر التمازج الديني مع الوطني، بالقدس وما تُمثل من رمزية وتاريخ وعنوان وهوية، صراع مكشوف بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بين العربية والعبرية، بين الإسلام والمسيحية من طرف واليهودية من طرف آخر، بين الشراكة والتعددية في مواجهة التسلط والأحادية وفرض اللون الإسرائيلي العبري اليهودي، صراع بين روايتين ومشروعين، بين الاستعمار والاستقلال.
مظاهر التمازج بين المسيحية والوطن، بين المسيحية والمسلمين، تأكيد على فلسطينية المسيحيين، وفي رفض تغييبهم وتقليص وجودهم، وطمس تراثهم، وهم أصل البلاد وأهلها وتاريخها منذ ولادة السيد المسيح الفلسطيني الأول، الشهيد الأول كما كان يُسميه زعيم الشعب الفلسطيني الراحل أبو عمار.
مظاهر التمازج والتماسك والوحدة والشراكة بين المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، مظهر منغص للإسرائيليين سياسة وواقعاً ومشروعاً، ونضالاً ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، وهذا ما يُفسر محاولات رد المستعمرة وقيادتها للتنغيص على المسيحيين بأعيادهم.
حنا عيسى رئيس الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، و دمتري دلياني رئيس التجمع الوطني للمسيحيين في القدس، يؤكدا أن وحدة الشعب الفلسطيني هو سلاحهم الأقوى، في مواجهة الاحتلال، وأن الشراكة في حماية الأقصى وكنيسة القيامة هي العنوان وحائط الصد للحفاظ على هوية القدس الفلسطينية العربية الإسلامية المسيحية، وأن ما تم إنجازه في إفشال مخططات حكومة نتنياهو في شهر تموز 2017 ورفض وضع البوابات الإلكترونية والجسور الحديدية والكاميرات الذكية، تم بشراكة إسلامية ومسيحية، مثلما تم إفشال مخططات حكومة نتنياهو في شهر شباط 2018 نحو كنيسة القيامة، ورفض مشروعه المالي الذي استهدف ممتلكات وعقار الكنائس المسيحية، شكل الحافز، للعمل نحو إحباط كل مخططات حكومة المستعمرة نحو القدس والتصدي لمشاريع الأسرلة والعبرنة والتهويد واحباطها.
شعب فلسطين ما زال على الطريق الصعب الطويل، نحو دحر الاحتلال، ونيل الاستقلال، يعمل متماسكاً موحداً كشعب، رغم مظاهر الإحباط والانقسام وتفوق قوة الاحتلال، ولكن مظاهر انتفاضة باب العمود يوم 22/4/2021 دلالة على قدرة هذا الشعب وجبروته وأنه لن يُهزم مهما تغول الاحتلال بالأساليب الهمجية القمعية الفاشية.
عيد فصح مجيد لكل أبناء شعبنا من أتباع السيد المسيح فالغد الأفضل لهم ، والانتصار الأكيد للشعب الذي يدفع ثمن صموده على أرضه.