ما أشبه اليوم بالبارحة.. مثلما نصح هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الرئيس المصري أنور السادات في مطلع السبعينات بالقيام «بحرب تحريكية» مع إسرائيل.. ها هي واشنطن نفسها تنصح الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالقيام «بإنتفاضة تحريكية»..!
في الأخبار.. رأى موظفون أميريكيون كبار رفضوا الكشف عن أسمائهم في حديث مع صحيفة ( أديعوت أحرونوت ) الإسرائيلية: «إن الإنتفاضة الفلسطينية الثالثة المقبلة ستكون ضرورية لإيجاد «ظروف أخرى» من شأنها ( تحريك ) المسيرة السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين» (الأخبار اللبنانية 2014/5/1)
حتى كتابة هذه السطور لم نقرأ أي رد للرئيس الفلسطيني أبو مازن على ( النصيحة ) الأمريكية هذه، فهو لا يستطيع الضرب على الطاولة كنتنياهو المسنود من واشنطن وأخواتها إضافة إلى أنه لا يستطيع الإعتماد على أشقائه العرب الذين هم في وضع لا يحسدون عليه.. وإن كان يستند على نحو 4 ملايين فلسطيني على أرضهم في الجليل والضفة الغربية وقطاع غزة..
إسرائيل من جانبها أخذت إمكانية إنطلاقة الإنتفاضة الفلسطينية الثالثة محمل الجد.. فمنذ العام 2011 وبمناسبة ذكرى النكبة عبر فلسطينيون يعيشون في سورية حدود الجولان أستشهد من أستشهد وجرح من جرح إلا أن عدداً منهم وصلوا مدنهم وقراهم الأصلية في فلسطين المحتلة.. كل هذا دفع إسرائيل إلى تكثيف الإستعدادت (لإنتفاضة فلسطينية ثالثة).. فقد قامت وزارة الدفاع برصد 75 مليون شيكل لشراء أسلحة ( غير قاتلة ) لتفريق المظاهرات المتوقعة في الضفة الغربية وداخل الخط الأخضر أي فلسطين المحتلة العام 1948..
كما جاء في صحيفة ( أديعوت أحرونوت ) الإسرائيلية أن اللواء إحتياط ( أوري شني ) مدير عام وزارة الدفاع بادر بتخصيص الميزانيات من المساعدات الخارجية لشراء أسلحة ومعدات قتالية بـ (35) مليون دولار وقد وصلت هذه الأسلحة إلى إسرائيل فعلاً ووزعت على الجيش والشرطة.. !
ومن بين هذه الأسلحة الإسرائيلية الجديدة قنابل غاز مسيل للدموع.. ومدفع متعدد الفوهات لإطلاق كمية كبيرة من قنابل الغاز المسيل للدموع وصهاريج مياه سعة ( 2500 ) لتر من المياه عليها مدافع مائية قوية لتفريق المظاهرات ومسددسات كهربائية لإستخدامها ضد اللاجئين الفلسطينيين، وكمية كبيرة من قنابل الغاز والخوذ والدروع، وقد اشترت وزارة الدفاع الإسرائيلية جهازا يشل حركة من يقف قبالته ولو على مساحة 100 م وقد تم بناء أكثر من جدار إسرائيلي في هضبة الجولان ونهر الأردن والحدود المصرية ولنفس الهدف والغاية... ستكون هناك مفاجآت إسرائيلية كبيرة.. كما تكون هناك مفاجآت فلسطينية كبرى إذا انطلقت هذه الإنتفاضة الفلسطينية التحريكية.. !!
نتمنى أن لا تكون نتائج هذه الإنتفاضة الفلسطينية الثالثة كنتيجة الحرب التحريكية التي قام بها السادات العام 1973.. ونتمنى أن لا تكون هذه الإنتفاضة التحريكية التي تنصح بها واشنطن هدفها تفريق ما أمكن من الفلسطينيين في الأرض المحتلة وهجرتهم إلى الخارج وهذا يهدف إلى ما تخشاه إسرائيل من القنبلة الديمغرافية للشعب الفلسطيني..