منذ الإعلان عن إنهاء حالة الانقسام، لا أزال أتعرض للسؤال ذاته، في الأماكن العامة التي أرتادها، ممن أعرفهم او يعرفونني عبر وسائل الإعلام، السؤال هو: هل ستنجح المصالحة وهل ستشكل حكومة وفاق وطني؟!! السؤال في حد ذاته، يحمل شكوكاً ومخاوف!! وعند سماع الجواب بالإيجاب، يستغرب السائل هذا الجواب!!
في الذاكرة الشعبية، ما يحمل على طرح هذا السؤال، وتلك الشكوك. وفي مخزون الذاكرة، العديد العديد من الأفكار الخاطئة التي بثتها وسائل الإعلام المختلفة، والتي تحمل المواطن على الشك في الواقع والمستقبل في آن.
مع تشكيل الحكومة، ستزول مقدمة الشكوك، ويصبح المواطن الفلسطيني، أمام حالة حية ماثلة، وهي حكومة وطنية ائتلافية، تمثل الفلسطينيين جميعاً، وبعد ذلك سيبدأ المشوار الميداني - العملي، لإنهاء حالة الانشقاق في مختلف أبعادها واتجاهاتها.
إنهاء الانقسام، ليس فكرة مجردة، ولا اجتهاد ذكي لحزب او هيئة بعينها، إنهاء الانقسام هو عملية سياسية، تطال المجتمع الفلسطيني بكافة مستوياته وهيئاته وقواه وأحزابه السياسية.
ما جاء به الانقسام من حالات وهيئات وتوجهات وبنى إدارية - وأمنية مختلفة، كان حالة طارئة على الفلسطينيين، لها مسبباتها بالتأكيد، لكن تلك المسببات هي أمر طارئ، وغير قابل للعيش والبقاء.
طال أمد الانقسام ٢٠٠٧ - ٢٠١٤، وتنوعت مظاهره، وكان أبشعها ما حدث في سفك الدماء، وفي التعبئة الإعلامية التحريضية ومن الطرفين على حد سواء. فيما اذا عدنا لتلك الحملات التحريضية، لوجدناها - الآن - حملات فارغة من المضامين الصحيحة، التي تصب في قنوات العمل الوطني السليم، تم تصوير م.ت.ف والسلطة الوطنية الفلسطينية، وكأنها ألعوبة بيد الولايات المتحدة وإسرائيل. وبأنها مسلوبة الإرادة، لا حول لها ولا قوة. جاءت أحداث ومواقف كثيرة، وبرهنت على عكس ذلك، لكن قوة الدعاية والإعلام، حالت دون رؤية تلك الحقيقة الساطعة، كان الرئيس محمود عباس يقول، جربونا وعند التجربة الأخيرة، استشاطت إسرائيل غضباً مهددة متوعدة، وكذلك فعلت الولايات المتحدة، لكن الإرادة الفلسطينية الصلبة، أنجحت إعلان إنهاء حالة الانقسام، كما أنجحت مباحثات تشكيل حكومة الائتلاف الوطني.
أظهرت الإرادة الوطنية الفلسطينية، مدى هشاشة المواقف الأميركية والإسرائيلية وعدم منطقية مواقفها.
الإرادة الوطنية الفلسطينية، تتعزز وتتصلب وتقوى في ظل إنهاء حالة الانقسام، وم.ت.ف تتعافى وتنشط وتتجدد في مسارات الوحدة والائتلاف.
إنهاء الانقسام مسار سياسي - إداري ومؤسساتي، وهذا المسار يحتاج الى جهود دؤوبة ومتواصلة، تتطلب إسقاط مصطلحات الخلاف والانشقاق، وإفراز مصطلحات ومفردات الوحدة وإنهاء الانقسام.