أخر الأخبار
هل يستقيل الإبراهيمي؟
هل يستقيل الإبراهيمي؟

 

كتب محمد خروب : 
سيعود الأخضر الإبراهيمي مع نهاية الشهر الجاري واختتام احتفالات تنصيب باراك حسين أوباما للمرة الثانية، إلى دائرة الأضواء وخصوصاً عندما يُقدّم تقريره إلى مجلس الأمن حول الأوضاع في سوريا وسيكون هذه المرة حاضراً أمام أعضاء المجلس الخمسة عشر، على عكس ما كانت عليه تقاريره السابقة من جنيف (عبر الفيديوكونفرس).
وبصرف النظر عمّا سيقوله التقرير ومدى جرعة التفاؤل أو الانتقاد الذي ربما سيكون لاذعاً للنظام السوري، الذي يبدو أن السيد الإبراهيمي لا يكن له ودّاً، بعد أن خرج على تقاليد الوساطة وأقحم نفسه في مواقف وتقييمات كان الأحرى بدبلوماسي مخضرم مثله، يدرك بحسّه السياسي والشخصي عمق وتشعب وتعقيدات الأزمة السورية التي لا يتحمل النظام المسؤولية الأولى في ما آلت إليه الأوضاع ورأى الجميع (بمن فيهم بعض المُمولين والمُسلّحين والمُدربين والداعمين إعلامياً ولوجستياً) أن المتربصين بسوريا والطامعين بدورها وموقعها «كثر» وكيف تكالبت القوى الإقليمية والدولية، كي تنهض بمهمة تدمير هذا البلد وشعبه العظيم تحت ذرائع برّاقة وشعارات جاذبة لكنها تخفي حقداً وشراهة وتستبطن أهدافاً خبيثة ليس أقلها «إراحة» إسرائيل وطمأنتها بأن لا جيش نظامياً عربياً سيكون في مواجهتها بعد الآن (أي بعد تدمير سوريا وإخراجها من المعادلة الإقليمية) وان الذين وقعوا في حبائل الدعاية وغسيل الدماغ والتحريض الإقليمي والعربي وخصوصاً التركي كذلك الدولي، سيكونون في منأى عن «إزعاج» إسرائيل أو الاهتمام بقضية فلسطين، تستطيع الدولة العبرية ومَنْ حالفها من العرب، ان يواصلوا مهمة تهويد القدس وتصفية القضية الفلسطينية، وايصال سلطة رام الله (وليس الشعب الفلسطيني) الى مرحلة لا رجعة عنها من اليأس والاستسلام بالتالي الى الحلول المعروضة اسرائيلياً والمدعومة عربياً واميركياً على نحو يضع حداً للصراع ممهوراً بتوقيع «أصحاب» القضية او النظام الفلسطيني (ان صحت التسمية) على عدم وجود اي مطالب للفلسطينيين من اسرائيل، وهو شرط طرحه بنيامين نتنياهو، العائد في ما يبدو الى موقعه على ما تقول استطلاعات الرأي حول نتائج انتخابات يوم غد الثلاثاء التي ستمنح كتل اليمين الصهيوني الحديدي المتطرفة اغلبية تصل الى 64-66 مقعداً من اصل 120 هي عدد مقاعد الكنيست.. اضافة بالطبع الى الشرط الاسرائيلي اللازب وهو اعتراف الفلسطينيين (اقرأ السلطة) باسرائيل، دولة يهودية ديمقراطية، بكل ما يعنيه ذلك من شطب للقضية ودفن لحق العودة والتشريد النهائي لملايين اللاجئين الفلسطينيين حيث تتولى الدول المانحة وربما تخرج الى العلن مؤتمرات تحمل اسم «اصدقاء الشعب الفلسطيني» لمساعدته في التوطين (حيث يقيم الآن) والتعويض وتأمين تأشيرات الهجرة الى استراليا وكندا وربما الى دول اميركا اللاتينية، بعد ان نجحت تجربة استقبالهم في البرازيل وتشيلي (المقصود الأُسر الفلسطينية التي اجبرت على الرحيل من العراق بعد الغزو الاميركي قبل عشر سنوات)..
ما علينا ..
اوساط السيد الابراهيمي بدأت تُشيع ان الرجل بات في حال يأس آخذة في التفاقم وخصوصاً بعد أن لم يحقق اجتماع جنيف «الثاني» (بين المندوبَيْن الروسي والاميركي بحضور الابراهيمي) اي اختراق لجهة توافق موسكو وواشنطن على تطبيق اتفاق جنيف (30/6/2012) بل هناك من يُسرّب عن الابراهيمي ان الاجتماع كان «سلبياً جداً»، ما يعني ان الهوة ما تزال واسعة بين البلدين اضافة الى موقف دمشق من شخص الابراهيمي بعد تصريحه الشهير (لم يلبث ان تراجع عنه) والذي قال فيه: إن لا مكان للرئيس السوري في المرحلة الانتقالية.
سواء استقال الابراهيمي ام واصل مهمته (التي ستنتهي في كل الاحوال آواخر الشهر المقبل) فان المشهد السوري بات أكثر وضوحاً، إن لجهة سقوط أو استبعاد أي حل عسكري على ما طمعت أو أمِلَت أوساط ائتلاف الدوحة (وقبلها مجلس أسطنبول) الذي يلتقي قادته هذه الأيام في أسطنبول لاستيلاد حكومة مؤقتة تستدرج اعتراف عواصم إقليمية ودولية أو لممارسة المزيد من الضغط على دمشق كي تقبل بالشروط الأميركية التركية ومَنْ حالفهم من العربان، أم لجهة تبدّد الأوهام حول سقوط النظام السوري الذي تحرز قواته مزيداً من النجاحات في مواجهة الجماعات المتمردة...
ربما يكون لأحداث مالي وتداعيات أزمة احتجاز الرهائن في المنشأة الغاز الجزائرية في عين أميناس، بعض التأثير على مواقف الدول الغربية والعربية من مسألة مواصلة دعم الجماعات المتطرفة في سوريا التي بدأت ممارساتها على الأرض «تقلق» عواصم إقليمية ودولية، وإن كان بعضها الآخر لا يُبدي مثل هذا القلق، كما عبر عن ذلك وزير خارجية النظام المصري (الإخواني)..
ما هي خطوة الإبراهيمي .. التالية؟
الأيام الوشيكة ستقول.
عن الرأي الاردنية

كتب محمد خروب : 
سيعود الأخضر الإبراهيمي مع نهاية الشهر الجاري واختتام احتفالات تنصيب باراك حسين أوباما للمرة الثانية، إلى دائرة الأضواء وخصوصاً عندما يُقدّم تقريره إلى مجلس الأمن حول الأوضاع في سوريا وسيكون هذه المرة حاضراً أمام أعضاء المجلس الخمسة عشر، على عكس ما كانت عليه تقاريره السابقة من جنيف (عبر الفيديوكونفرس).
وبصرف النظر عمّا سيقوله التقرير ومدى جرعة التفاؤل أو الانتقاد الذي ربما سيكون لاذعاً للنظام السوري، الذي يبدو أن السيد الإبراهيمي لا يكن له ودّاً، بعد أن خرج على تقاليد الوساطة وأقحم نفسه في مواقف وتقييمات كان الأحرى بدبلوماسي مخضرم مثله، يدرك بحسّه السياسي والشخصي عمق وتشعب وتعقيدات الأزمة السورية التي لا يتحمل النظام المسؤولية الأولى في ما آلت إليه الأوضاع ورأى الجميع (بمن فيهم بعض المُمولين والمُسلّحين والمُدربين والداعمين إعلامياً ولوجستياً) أن المتربصين بسوريا والطامعين بدورها وموقعها «كثر» وكيف تكالبت القوى الإقليمية والدولية، كي تنهض بمهمة تدمير هذا البلد وشعبه العظيم تحت ذرائع برّاقة وشعارات جاذبة لكنها تخفي حقداً وشراهة وتستبطن أهدافاً خبيثة ليس أقلها «إراحة» إسرائيل وطمأنتها بأن لا جيش نظامياً عربياً سيكون في مواجهتها بعد الآن (أي بعد تدمير سوريا وإخراجها من المعادلة الإقليمية) وان الذين وقعوا في حبائل الدعاية وغسيل الدماغ والتحريض الإقليمي والعربي وخصوصاً التركي كذلك الدولي، سيكونون في منأى عن «إزعاج» إسرائيل أو الاهتمام بقضية فلسطين، تستطيع الدولة العبرية ومَنْ حالفها من العرب، ان يواصلوا مهمة تهويد القدس وتصفية القضية الفلسطينية، وايصال سلطة رام الله (وليس الشعب الفلسطيني) الى مرحلة لا رجعة عنها من اليأس والاستسلام بالتالي الى الحلول المعروضة اسرائيلياً والمدعومة عربياً واميركياً على نحو يضع حداً للصراع ممهوراً بتوقيع «أصحاب» القضية او النظام الفلسطيني (ان صحت التسمية) على عدم وجود اي مطالب للفلسطينيين من اسرائيل، وهو شرط طرحه بنيامين نتنياهو، العائد في ما يبدو الى موقعه على ما تقول استطلاعات الرأي حول نتائج انتخابات يوم غد الثلاثاء التي ستمنح كتل اليمين الصهيوني الحديدي المتطرفة اغلبية تصل الى 64-66 مقعداً من اصل 120 هي عدد مقاعد الكنيست.. اضافة بالطبع الى الشرط الاسرائيلي اللازب وهو اعتراف الفلسطينيين (اقرأ السلطة) باسرائيل، دولة يهودية ديمقراطية، بكل ما يعنيه ذلك من شطب للقضية ودفن لحق العودة والتشريد النهائي لملايين اللاجئين الفلسطينيين حيث تتولى الدول المانحة وربما تخرج الى العلن مؤتمرات تحمل اسم «اصدقاء الشعب الفلسطيني» لمساعدته في التوطين (حيث يقيم الآن) والتعويض وتأمين تأشيرات الهجرة الى استراليا وكندا وربما الى دول اميركا اللاتينية، بعد ان نجحت تجربة استقبالهم في البرازيل وتشيلي (المقصود الأُسر الفلسطينية التي اجبرت على الرحيل من العراق بعد الغزو الاميركي قبل عشر سنوات)..
ما علينا ..
اوساط السيد الابراهيمي بدأت تُشيع ان الرجل بات في حال يأس آخذة في التفاقم وخصوصاً بعد أن لم يحقق اجتماع جنيف «الثاني» (بين المندوبَيْن الروسي والاميركي بحضور الابراهيمي) اي اختراق لجهة توافق موسكو وواشنطن على تطبيق اتفاق جنيف (30/6/2012) بل هناك من يُسرّب عن الابراهيمي ان الاجتماع كان «سلبياً جداً»، ما يعني ان الهوة ما تزال واسعة بين البلدين اضافة الى موقف دمشق من شخص الابراهيمي بعد تصريحه الشهير (لم يلبث ان تراجع عنه) والذي قال فيه: إن لا مكان للرئيس السوري في المرحلة الانتقالية.
سواء استقال الابراهيمي ام واصل مهمته (التي ستنتهي في كل الاحوال آواخر الشهر المقبل) فان المشهد السوري بات أكثر وضوحاً، إن لجهة سقوط أو استبعاد أي حل عسكري على ما طمعت أو أمِلَت أوساط ائتلاف الدوحة (وقبلها مجلس أسطنبول) الذي يلتقي قادته هذه الأيام في أسطنبول لاستيلاد حكومة مؤقتة تستدرج اعتراف عواصم إقليمية ودولية أو لممارسة المزيد من الضغط على دمشق كي تقبل بالشروط الأميركية التركية ومَنْ حالفهم من العربان، أم لجهة تبدّد الأوهام حول سقوط النظام السوري الذي تحرز قواته مزيداً من النجاحات في مواجهة الجماعات المتمردة...
ربما يكون لأحداث مالي وتداعيات أزمة احتجاز الرهائن في المنشأة الغاز الجزائرية في عين أميناس، بعض التأثير على مواقف الدول الغربية والعربية من مسألة مواصلة دعم الجماعات المتطرفة في سوريا التي بدأت ممارساتها على الأرض «تقلق» عواصم إقليمية ودولية، وإن كان بعضها الآخر لا يُبدي مثل هذا القلق، كما عبر عن ذلك وزير خارجية النظام المصري (الإخواني)..
ما هي خطوة الإبراهيمي .. التالية؟
الأيام الوشيكة ستقول.
عن الرأي الاردنية