كل المؤشرات تتحدث عن نية اسرائيلية مؤكدة لتقسيم الحرم القدسي، والتقسيم الذي تسعى اليه اسرائيل،سيعيد انموذج الحرم الابراهيمي في الخليل اي التقسيم المكاني والزمني.
في اسرائيل اكثر من وجهة نظر ازاء الاقصى،اذ ان هناك من يريد هدم مسجدي الاقصى وقبة الصخرة معا،وهناك من يرى ان التوقيت غير مناسب اساسا لاي تصرف تجاه هذه المنطقة حاليا، واعضاء في الكنيست طرحوا سابقا مشروع التقسيم المكاني والزمني باعتباره حلا مؤقتا قد يكون اقل كلفة على اسرائيل امام العالم.
الجديد في كل القصة ارتفاع منسوب الاقتحامات اليومية للاقصى لتطويع الفلسطينيين والعرب والمسلمين على فكرة الدخول اليومي للحرم القدسي، وهذا التطويع وجعل التواجد اليومي مألوفا توطئة للتقسيم، خصوصا،ان ماجرى في الحرم الابراهيمي في الخليل جرى منذ عشرات السنين دون اي ردود فعل، وفي حرم الخليل انبياء لهم مكانتهم عند المسلمين،والاعتراض لم تقف عنده اسرائيل اساسا.
الكلفة هنا في ملف الاقصى متعددة،شعبيا هناك واجب وكلفة على الشعب الفلسطيني خصوصا اهل القدس وفلسطيني الثمانية والاربعين،وهناك واجب على سلطة رام الله،وهي ضعيفة ،امام حدة هذا المشهد،وهناك دور مهم على عاتق الاردن باعتباره يتولى رعاية هذه المقدسات،وهي رعاية يتفرد بها الاردن من دون الدول العربية والاسلامية، في سياق دور تاريخي معروف.
قلنا سابقا ان هذه كلفة خطيرة جدا،لان اسرائيل في لحظة ما لن تقف عند اي اعتبارات تخص الاردن واحراجه وستقوم باكمال مخططها،ونرقب اليوم،تهويد كل المنطقة المحيطة بالاقصى،عبر نزع اي ملامح عربية واسلامية،على المستوى السكاني،ومستوى المعالم التاريخية،وعند اكتمال هذه المرحلة،فأن تاج المشروع الاسرائيلي يرتبط فعليا بهذه المنطقة المقدسة،وهذا المشروع سيبقى ناقصا اذا لم يتم تتويجه بهيكل سليمان.
احد الاراء الغريبة التي سمعتها تقول اننا نبالغ في مخاوفنا،لان الكعبة تزلزلت مرات وتمت اعادة بنائها،وهدم المسجد الاقصى لايعني شيئا،بل قد يكون سببا في تحريك هذه الشعوب النائمة،لان الاقصى يعني فعليا المنطقة المقام فيها المسجد وليس مجرد البناء،واصحاب هذا الرأي يتمنون ان تقدم اسرائيل على الهدم حتى تنقلب الدنيا وتقوم قيامتها امام الفعلة،وهم يهونون اساسا من قيمة الهدم،باعتباره لا يلغي قداسة الارض،ولاينزع عنها صفة الاقصى.
والرأي انتحاري بصراحة، و ينزع الى اسوأ الحلول،ويريد ان يتخلص من كلفة هدم المسجد،او تقاسمه،باعتبار ان هذا كله قدر مكتوب،ولابد من التسريع به!.
في كل الحالات فأن الاردن امام استحقاقات كبيرة ابرزها تقسيم الحرم مكانيا وزمانيا،والسؤال مفرود حول الذي سيفعله الاردن في تلك اللحظة خصوصا،انها لحظة مقبلة ولايمكن تجنبها ابدا،ولااطفاء شرورها باجراءات دبلوماسية وببيانات تنديد وشجب؟!.