قبل اعوام اقيم مؤتمر للاردنيين المغتربين ومن بعد انقطعت الاخبار عن المؤتمر والمغتربين . لربما انه تم نسيان المؤتمر وحذفه من ذاكرة الحكومة وزارة الخارجية لان وزير خارجية سابق كان مندفعا ومتحمسا للفكرة ، وهي مطروقة من قبل ، ولكن المؤتمرات على تفاوت ازمنة اقامتها مصيرها كان الموت والنسيان .
وزارة الخارجية اضيف اليها قبل اعوام ، ولربما تزامنت الإضافة مع اقامة المؤتمر « الخارجية وشؤون المغتربين» . الاردن بلد منتج للمهاجرين ،و هجرة الاردنيين الى بلاد الله الواسعة ضاربة في التاريخ المعاصر ، واردنيو الخارج يسهمون في تغذية الاقتصاد الوطني بحوالات مالية وسيولة تقدر سنويا بملياري دولار .
المعلومات عن اردني المهجر والاغتراب محدودة .. فلا احصاءات دقيقة عن اعدادهم والدول التي يقيمون بها . بداية هجرة الاردنيين كانت الى امريكا وكندا وامريكا الجنوبية واوروبا . ومن ثم توالت الهجرات بحثا عن العمل ولقمة العيش وتفاصيل اخرى الى دول الخليج العربي.
الهجرة مازالت تجلب الاف من الاردنيين سنويا ، ولو ان ابواب الهجرة مفتوحة وميسرة بسهولة لرأينا افواجا وطوابير امام السفارات ينتظرون الحصول على فيز وتاشيرات للسفر .
دواعي ودوافع السفر اردنيا كثيرة ، وتزاد كل عام الحاحا وقسوة ، وتجبر الاف من الاردنيين بالتفكير بالهجرة باعتبارها حلا وخلاصا ، وبحثا عن نجاة ومصير ومستقبل افضل .
و فوق الدافع الاقتصادي والمعيشي الضنك ، هناك اسباب اضافية محرضة على الهجرة وغيرها من منغصات الحياة اليومية الاردنية .
المهاجرون الاردنيون الجدد من طبقة متعلمة ، من مهندسين واطباء وفنيين وخبراء ، سافروا الى امريكا وكندا واستراليا اوروبا ، واصبح هناك جاليات اردنية يزداد تعدادها يزداد سنويا .
و في طبيعة المهاجر الاردني فانه غير منقطع بالاتصال عن اهله ووطنه . وبعيدا عن جفاء بعض مكونات مجتمعات الاغتراب الاردني ، ومقابلتها للاردن بالتعامل النفعي البحت ، فان اردنيي الخارج حريصون على العودة والاستثمار والبقاء على جسور التواصل ، وتصل علاقتهم للاستثمار في الارض والبيت والعمران .
وهذه علاقة فطرية واعتباطية بين اردني الخارج ووطنهم .. ولكن اين دور وزارة الخارجية ؟ وهل هناك سياسة وخطة عمل واضحة للتواصل مع اردني الخارج ، ولابقاء خطوط التماس والتواصل مع الوطن ، وللاستفادة من رأسمال الاردني في الخارج وتوجيه نحو الاستثمار الوطني .
و اغلب ما يشكو اردنيو الخارج من السفارات في تعاملها بابسط الحاجات والخدمات القنصلية . السفارات يقع عليها دور كبير جدا ، وفي ازمة كورونا كنت اتمنى لو ان سفيرا حاول ان ينفتح على اي جالية اردنية في الاغتراب وخصوصا في الدول الثرية كامريكا وبريطانيا وكندا لكي يجلب مساعدات وتمويلا لمشاريع صحية طارئة وخدمات ومعونات اجتماعية .
صندوق همة وطن لم يتدفق اليه فلس واحد من اردنيي المهجر ، وهناك اردنيون في امريكا واوروبا كانوا مندفعين للتبرع وتقديم العون والمساعدة في غمرة ازمة كورونا . من المهم ان مراجعة دور السفارات الاردنية في ازمة كورونا وخارجها ، والسؤال عن دورهم وعلاقتهم مع الجالية والمغتربين الاردنيين .