اود الحديث عن قصة الانفلونزا عبر التاريخ، وهل سيصبح كورونا وباءاً. قبل كل شيء ارفع صوتي عالياً وكلي الم واقول اين المؤسسات الرسمية والخاصة العملاقة في العالم والوطن العربي والتي تصرف المليارات من الدولارات لتصنيع وشراء الاسلحة الفتاكة ورحلات الفضاء والاجهزة الالكترونية والصناعات التجميلية، اين هي اليوم من تصنيع لقاح وعلاج ضد فيروس يتسبب بوفاة 90% من المصابين به. مع الاسف لا نلاحظ جهوداً كافية تبذل في هذا المجال. فبئس البحوث ومراكز البحوث التي لا تعطى قيمة لصحة وحياة الانسان والتي هي اغلى شيء ولا تعمل بجد لإيجاد اللقاح والعلاج الذي سينقذ الملايين لو اصبح الفيروس وباء. لقد كان نفس الموقف تجاه استخراج مطعوم وعلاج ضد مرض الايدز الذي قتل الملايين. حذرت منظمة الصحة العالمية (WHO) في الاسابيع الماضية وحتى اليوم من خطورة انتشار فيروس كورونا وطالبت دول العالم رفع حالة التأهب القصوى، ودعت لتوخي الحذر الشديد من العدوى التنفسية الخطيرة التي يسببها فيروس كورونا (CORONAVIRIDAE) «الاكليلي» ، وهنا اود التذكير بمرض الانفلونزا الموسمية: فكلمة «انفلونزا» ايطالية الاصل وتعني تأثير (Influence) ويرجع تاريخه الى العصور الوسطى حيث اعتقد العلماء ان النجوم تؤثر على حالة المريض الصحية وتؤدي الى حمى غريبة مع اعراض الانفلونزا. كما اجتاحت العالم موجات وباء الانفلونزا في عام 1889 و1890 و1918وهناك ثلاثة انواع من الانفلونزا: (اولاً) نوع HIN3 ,HIN2, HIN1: الموسمية ويمكن علاج اعراضها بالأدوية المتاحة ضد الحرارة والسعال واستخدام المضادات الحيوية – كذلك هناك مطعوم وهو (VAXIGRIP) ويعطى في شهري (9-10) سنوياً. (ثانياً) انفلونزا الطيور المسبب عن فيروس (H5NI) وبدايته عامي (2003) (2004) واذكر بانه قد شكلت لجنة عليا برئاسة وزير الصحة وتم شراء (110) الاف حبة (TAMIFLU) لعلاجه لم تستعمل لعدم حدوث حالات لكن لا يوجد له مطعوم. وضعت حينها استراتيجية لمواجهة الوباء كما توفر الفحص المخبري المتطور للفيروس (RT-PCR). عقدت اجتماعات اهمها اجتماع استانبول في (15/2/2005) لدول منطقتنا وصدرت تعليمات (1) تقصي المرض في الطيور وطرق انتقاله. حجز الطيور والدواجن والتخلص من المصاب منها. (3) تدريب الكوادر لمواجهة المرض (4) التعاون بين الدول في البحوث. (5) وضع خطة لتنقل الناس اذا حدث المرض. (6) ايجاد تمويل لثمن العلاج. (7) توفير فحص (PCR) في كل المستشفيات والمراكز الطبية في الاردن واؤكد ان هذا الفحص المخبري موجود في وزارة الصحة الان. حدثت (146) حالة و (76) وفاة فقط. ولم تحدث اصابات في الاردن رغم ان (1) الاردن نقطة عبور نشطة بين الشرق والغرب. خاصة بجوار تركيا وكردستان اللتين اصيبتا. (2) العمالة الكثيفة والتلامس مع الطيور والدواجن. (3) اتساع الحدود وصعوبة السيطرة على الدواجن (4) قلة عدد المطعمين ضد الانفلونزا ب(VAXIGRIP) وعدم توفره للجميع والذي يعطي مناعة جزئية (5) تدني نظافة مزارع الدواجن وانعدام المحاذير كملامسة العمال للدواجن،. (ثالثاً) انفلونزا الخنازير (2009-2010) وتسببت بنصف مليون اصابة و 7000 وفاة وسببها فيروس (AHINI). اود هنا ان أذكر بتاريخ الفيروس الموسمي. فلقد كانت اكبر موجة وباء بين عامي (1918-1919) (الحرب العالمية الاولى) وسمي (SPANISH FLU) وقدرت الوفيات ب (40 مليون). ثم عام 1967 فيروس (A2N2) (ASIAN FLU) وقدرت الوفيات بين (2-4 ملايين ). ثم (HONG KONG FLU) بسبب فيروس (H3N2) عام 1968وقدرت الوفيات ب (3ملايين) وعام 1997 اصاب الفيروس (H5NI) بعض الطيور والدواجن في هونغ كونغ وانتشر في جورجيا وروسيا ودول اخرى. الاعتقاد السائد الان ان الاصل للفيروس غالباً الابل، وفي دراسة اخرى (الخفاش-الوطواط ) (BAT).
لقد سادت حالة من الرعب بين الناس بسبب التخبط المنقول عبر وسائل الاعلام الخارجي ونشره في اعلامنا مما زاد من حالة الهلع. كما لم تتخذ اجراءات حازمة تحسباً لاحتمال تحول كورونا الى وباء محلي وعدم اتخاذ الاحتياطات الجادة وغياب الشفافية. وخرجت اشاعات كثيرة حول الكورونا لكن مستشار معالي وزير الصحة د. باسم كسواني اكد ان معظم الاشاعات حول عدد المصابين غير صحيحة وحصلت (9) حالات فقط لذا اقترح (1) اطلاق حملة توعية وتثقيف واسعة النطاق بإشراف وزارة الصحة للتعريف بالمرض (2) تدريب الكوادر الطبية واختصاصي الوبائيات والبيئة في جميع المؤسسات العلاجية الاردنية والتأكيد على التزامهم بلبس الاقنعة والكفوف اثناء عملهم(3) عزل كل من يشتبه به باي اعراض الانفلونزا (4) استعداد جميع المراكز الطبية وكوادرها ووضع مراقبين على الحدود والمطارات لفحص الزائرين للأردن وخلوهم من الامراض ،اي اقامة اماكن حجر صحي. (5) واجب الاعلام ومؤسسات المجتمع المحلي والمدارس والجامعات بإعطاء النصح للمواطنين واعادة اعلان برنامج الوقاية الذي وضع من قبل وزارة الصحة. (6) الاكتفاء بالمصافحة في المناسبات بدل التقبيل والتقليل من التجمعات (7) الطلب من وزارة الصحة توفير مطعوم الانفلونزا (VAXIGRIP) واعطاءه مجاناً لجميع المواطنين الان وليس غداً كي يعطي جزءاً من الوقاية. كما انني ادعو جميع المؤسسات العلمية والبيئية والاقتصادية والمالية القيام بواجبها نحو الدعم الجدي في مجال التمويل اللازم للأجهزة المخبرية والوقائية والعلاجات والكوادر ودعم بحوث العلماء ووضع امكاناتها لإيجاد العلاج والمطعوم لفيروس كورونا. اخيراً: ما موقف (WHO) حذرتنا ثم طمأنتنا. نحن نعرف مواقفها في الكوارث الصحية. ففي معظمها اجتماعات وتوصيات ومواقف كلاسيكية. نحن نريد فزعة منهم، حضورا مكثفا ودعما جديا ، لا كلاما ، والا حدث وباء كورونا لا قدر الله.