سبق للواء المتقاعد حفتر ان انقلب على السلطة ثم غاب عن الصورة!!. الآن كما يبدو تحركت قوات عسكرية يقودها اللواء المتقاعد لتضرب في اتجاهين:
1- تجميد المجلس الوطني المنتهية مدته وتجميد الحكومة.
2- وقتال ميليشيات يقال إنها سلفية، وإنها قاعدة، وإنها اخوانية.
كان هذا في بنغازي عاصمة الشرق الليبي. وفي الوقت ذاته، اعلن قائد الشرطة العسكرية في طرابلس باسم الجيش تسلم السلطة.. كأي انقلاب عسكري عادي. ولكن أحداً لا يعرف حتى الآن إذا كان التحرك العسكري في بنغازي، هو ذاته التحرك في طرابلس!!.
الذين يصفون التحرك العسكري بأنه «انقلاب»، لا يقولون لنا: انقلاب على أي شيء؟!. فلا يوجد في ليبيا دولة، وهناك حكومة لها رئيس، وحكومة مؤلفة من رئيس يقال إن المجلس الوطني انتخبه، ويقال إن انتخابه..باطل!!. ونظن، رغم كل الكلام المنمق، انه لا مخرج للوضع الليبي إلا سيطرة أي قوة مسلحة على الوضع.. سواء أكان الجيش هو هذه القوة، أو احدى الميليشيات التي تتجاوز المدينة او القبيلة او التنظيم الحزبي، لأن الوضع اصبح يستدعي التدخل الخارجي.. وقرار مجلس الأمن الذي اتاح لقوات الاطلسي والقوات الجوية لبعض الدول العربية حزب نظام القذافي من الجو.. واطلاق ثوار من الطلبة والمسيسين، وعملاء المخابرات للاجهاز على القذافي وعائلته ونظامه!!.
لم يبنَ القذافي طيلة الاربعين عاماً هياكل للدولة، ولم يبنِ جيشاً حقيقياً، ولم يحول دخول النفط الاسطورية الى اقتصاد وتعليم وخدمات وصحة.. فقد اكتشفنا ان كل بنغازي ومناطقها فيها مستشفى واحد اقامه الاحتلال الايطالي وحين فتحت ابواب البلد الشقيق تدفق عشرات آلاف المرضى الليبيين الى عمان، للاستشفاء في مراكزها الطبية..
الجيش كان وحدات موزعة لا قيادة حقيقية له تدريبا، وتسليحاً، وقوة نارية، وحين اصطدمت خطط القذافي بجاره الجنوبي تشاد وحشد على حدوده مئات الدبابات والمدافع، استطاع الحفاة على «بيكبات» التويوتا التمثيل بحثة القوة الليبية المدججة!! فالقوة الوحيدة التي كانت قوة السيطرة في النظام كانت قوة المخابرات الداخلية والخارجية، وقد استطاعت هذه المخابرات بالمال الكثير وليس بالعقل تخويف الكثيرين في العالم العربي.. والعالم!!.
اذا استطاع الجيش الليبي السيطرة على الوضع ولو في المدن الثلاث الكبرى، فانه يكون قد قدم لليبيا وللشمال الافريقي خدمة عظيمة، فقد كنا نتابع التحركات الدولية التي تتوجس من ان تتحول ليبيا الى معسكر ارهاب وقاعدة اخرى، ومن ان تكون منصة لتدفق مئات آلاف الافريقيين او السوريين المهاجرين الى اوروبا، ونظن ان هناك تشجيعاً دولياً لتحرك الجيش.
القوة المسلحة هي التي تصنع الفوضى في ليبيا وتعيث فساداً في القطر الشقيق.. والقوة المسلحة هي الحل. ونتمنى ان يكون قريباً وأقل وجعاً!!.