فوز آية ألله إبراهيم الرئيسي برئاسة إيران (من المحافظين) وحصوله على 62%من الأصوات يؤشر على أن الدولة والنظام السياسي والامني في قبضة المتشددين وأن مرحلة التمدد والهيمنة الإقليمية لن تتوقف، وأن دوامات الحروب المفتوحة ستبقى على حالها وربما تتوسع، وإليكم الأسباب:-
إيران كلها في قبضة المحافظين (المتشددين)من الرئيس المنتخب إلى المرشد إلى جنرالات الجيش إلى الساسة أصحاب القرار، وأن ما يسمى بالاصلاحيين الذين جرى استبعادهم من الحياة السياسية والاقتصار على المعتدلين الأقل نفوذا أمثال الرئيس الحالي حسن روحاني باتوا خارج المعادلة، ولهؤلاء اجندات متشددة في ملفات الإقليم وخاصة في العراق وسوريا ولبنان واليمن وغزة و...إلخ، ولا يتوانون عن تعبيد الطريق أمام نفوذ بلادهم في القارة الأفريقية، وربما نشهد ميليشيات موالية لإيران في ليبيا ودول أخرى أفريقية، فالتمدد والهيمنة والنفوذ هما سمات المتشددين في إعادة بناء أمجاد الإمبراطورية الفارسية.
--الفوارق بين اجندات المحافظين والاصلاحيين محدودة، وتكاد تختفي في جوانب عديدة، لكن أليوم وبعد بروز نجم المحافظين الجدد، فهؤلاء لديهم رؤية سياسية قائمة على التوسع في الجوار، ففي الملفات الإقليمية والدولية لن تجد مكانا للجلوس وقبول الحوار، ففي الملف النووي والعقوبات الأمريكية والاوروبية فإن رؤية المتشددين قائمة على عدم تقديم تنازلات للغرب وأمريكا، وأن امتلاك القوة النووية هو الأساس في صون وحماية مصالح إيران الدولية، وفي ملفات الحروب المفتوحة في العراق واليمن وسوريا فإن رؤية المتشددين قائمة على ابقائها مشتعلة لانهاك الخصوم ودفع القوى الإقليمية للتسليم بدور ومصالح إيران فيهما.
--لا مكان للاصلاحيين ولا للمعتدلين ممن يرغبون بالحوار مع الآخر وإنهاء الحروب المفتوحة في الإقليم أليوم، فقد خرجوا من معادلة النظام السياسي في إيران، وأن المرشد بما يتمتع به من صلاحيات يمكنه فرملة قرارات المتشددين لكنه لا يستطيع ادامة المواجهات في مختلف ساحات الاشتباك الأمني والسياسي، والمحصلة نراها في توجهات الدولة بعد إستلام رئاسي الحكم بعد منتصف اب المقبل .
واشنطن تعي أن المتشددين غير معنيين بالوصول إلى إتفاق نووي معها، ولهذا اتخذت قرارها السياسي بالعودة إلى الإتفاق النووي السابق دون شروط قبيل تسلم الإدارة الإيرانية الجديدة مقاليد السلطة، وأن ذلك يعني صعوبة في تغيير السلوك والنهج الجديدين لإيران على الساحتين الإقليمية والدولية.
إيران اتجهت إلى التشدد وذات الأمر إسرائيل التي ما زالت تنتقل من اليمين المتطرف إلى اليمين المتعجرف، فهاتين القوتين مع تركيا تتوحشان في العربدة على دول وشعوب المنطقة، وكلاهما يتطلع إلى انتزاع الحصة الأكبر بالاستثمار السياسي والعلاقات الدولية أو بالاستثمار الديني ألذي افرزته الانتخابات الإيرانية الأخيرة، وما يمكن اسقاطه على المنطقة هو عدم الاستقرار السياسي والامني الإقليمي واستمرار معاناة الشعوب العربية والإسلامية.
إيران في قبضة المتشددين وبما يعني تشدد في الداخل وسياسات قمعية ضد الآخر على غرار نظام كوريا الشمالية، وسياسات خارجية ساخنة مع الجوار وفي جل ساحات الاشتباك الأمني والسياسي وحتى الإعلامي، وسياسات متشددة مع الغرب وأمريكا، فالسنوات الأربع القادمة سوف تكون أكثر ايلاما من سابقاتها على شعوب المنطقة والعالم.