أخر الأخبار
ليبيا تدخل مرحلة الحرب على الإخوان
ليبيا تدخل مرحلة الحرب على الإخوان

طرابلس - الكاشف نيوز : قال شهود إن انفجارات ومعارك ضارية بأسلحة مضادة للطائرات سمعت بالقرب من معسكرين للجيش في العاصمة الليبية طرابلس في ساعة مبكرة يوم الأربعاء.

جاء ذلك بعد يومين من اقتحام مسلحين البرلمان في أسوأ عنف تشهده البلاد منذ شهور.

وقال سكان إن عدة انفجارات مدوية وقعت بالقرب من ثكنة اليرموك في حي صلاح الدين لكن لم يتضح السبب. ويبدو أن اطلاق النار والانفجارات خمدت فيما بعد.

ووقعت أيضا معارك ضارية بالقرب من معسكر للجيش في ضاحية تاجورا الشرقية. وقال أحد سكان تاجورا "اننا نسمع انفجارات مدوية وطلقات نارية بالقرب من المعسكر لكننا لا نعرف من يطلق النار."

ليبيا على موعد مع الحرب ضد الإخوان، خاصة بعد انضمام الداخلية الليبية لعملية "كرامة ليبيا" لوأد الإرهاب، فيما تداول نشطاء ليبيون على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، و"تويتر"، عددا من الصور والفيديوهات الخاصة بالعمليات العسكرية التى تشهدها طرابلس، وأدت إلى مقتل شخص وإصابة 5 آخرين بحسب شهود عيان حتى الآن.

يذكر أن شهود عيان أكدوا وقوع انفجارات وإطلاق نار قرب معسكر للجيش بالعاصمة الليبية طرابلس فجر اليوم الأربعاء.

وكانت وزارة الداخلية الليبية أصدرت بيانا أعلنت فيه انضمامها إلى عملية "كرامة ليبيا" التى أطلقها اللواء متقاعد خليفة حفتر، وأكدت انحيازها الكامل لإرادة الشعب وما ورد من بيانات الكثير من مكوناته تؤيد فيها حرب الإرهاب التى يقوم بها الجيش والشرطة ضد الخوارج والظلاميين الذين يغتالون شبابنا من حماة الوطن، حتى لا يكون هناك جيش وشرطة تحمى البلاد من التطرف والإرهاب، على حد قول البيان.

وأكد البيان أن الشعب الليبى صاحب القرار والسيادة فى هذه الأرض، مشيرا إلى أن الشرطة كانت على الدوام فى صفه وتسانده لتحقيق أمانيه فى بناء دولة مدنية لا تطرف فيها ولا إرهاب، وأن معركة الشرطة مع التكفيريين لم تتوقف حتى تبدأ.

وأوضح البيان أن الشرطة الليبية قد واجهت بكل قوة محاولات الإقصاء والتهميش والإذلال والاعتداء على مقراتها واتهامات باطلة، وحاربت كل ذلك من أجل حفظ الأمانة التى كلفها بها الشعب وهى حمايته وحفظ الأمن، وأكد البيان على أن الشرطة لن تخون الأمانة ولن تتراجع حينما يكون هناك خطر على حياة المواطن.

ودعا البيان كل منتسبى الوزارة من ضباط وضباط صف وأفراد وموظفين إلى الالتحاق بالعمل وعدم التغيب، من أجل تأمين مقار ومؤسسات الدولة وحماية الشعب، ووضع كل القوات التابعة للوزارة وجميع عناصر الشرطة فى حالة الجاهزية تحت أمر الشعب.

فيما قال السفير الليبى فى القاهرة، محمد فايز جبريل، إن المشهد فى ليبيا معقد بسبب وجود عدة أطراف على الساحة السياسية سواء الجيش أو كتائب الثوار أو المتطرفين أو عناصر النظام السابق التابعة لمعمر القذافى.

وأضاف السفير الليبى فى مُداخلة هاتفية لبرنامج "باختصار" على قناة "المحور"، "هناك مجموعات متطرفة جاءت من خارج حدود ليبيا لإرباك المشهد السياسى، وتعمل على تصفية أفراد الأمن الداخلى".

وأوضح السفير الليبى وجود عناصر تابعة لنظام معمر القذافى وتعمل على اغتيال الضباط المشاركين فى ثورة 17 فبراير، وكان لهم دور بارز فى إسقاط النظام.

وأشار "جبريل" إلى أنه لا يمكن الجزم بأن كل "القوى وكتائب الثوار مع العملية العسكرية التى يشنها خليفة حفتر، مضيفا: "الجيش الليبى له قيادتان، وهذه العملية لم يتم التشاور مع بعض القيادات فى الجيش بشأنها".

من جهتها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جنيفر بساكى أمس الثلاثاء، "نحن لا ندين أو ندعم" الحراك فى ليبيا على الأرض، و"لا ساعدنا فى هذه الأفعال" فى إشارة إلى ما يقوم اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

وأوضحت بساكى فى موجزها الصحفى الذى تعقده من مقر الوزارة فى العاصمة الأمريكية واشنطن، أن بلادها لم تجر اتصالاً مع حفتر منذ ما يزيد على 3 أسابيع، داعية كل الأطراف إلى "الامتناع عن العنف والسعى إلى حل من خلال الوسائل السلمية"، مشيرة إلى أن "بعض هذه الوسائل تتضمن مجموعة من الآليات لتحقيق ذلك من خلال المجتمع الدولى".

وأشارت بساكى إلى "اتصالات قد تمت مع الحكومة الانتقالية الليبية فى وقت سابق"، مشيرة إلى "عودة السفير السابق ديفيد ساترفيلد من ليبيا مؤخراً".

وأضافت ممثلة الخارجية الأمريكية أن بلادها كانت تراقب الأحداث الليبية عن كثب فى اليومين الأخيرين، مبينة أن "العديد من التحديات فى ليبيا تتطلب الحوار، وهو ما نعتقد أنه الطريقة الأمثل للمضى قدماً".

وأوضحت أن بلادها وعددا آخر من حلفائها من ضمنهم بريطانيا تدعم عملية التحول السياسى فى ليبيا التى حدثت منذ سقوط الرئيس الراحل معمر القذافى.

وتعيش مدينة بنغازى (شرق)، منذ الجمعة الماضية، على وقع اشتباكات مسلحة بين قوات تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر ومقاتلين من الثوار والإسلاميين، يتبعون رئاسة الأركان بالجيش، فى محاولة للسيطرة على المدينة مما خلف 75 قتيلا و136 جريحا، بحسب وزارة الصحة الليبية.

وكانت طرابلس أصبحت أهدأ في اليومين الماضيين بعد ان اقتحم رجال ميليشياالبرلمان واشتبكوا لساعات مع جماعات مسلحة أخرى على طريق المطار يوم الأحد. وقتل شخصان حسبما أوردته وسائل الإعلام الرسمية.

وتكافح ليبيا الفوضي مع عجز الحكومة المركزية عن السيطرة على الميليشيات التي ساعدت في الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011 لكنها تتحدى الآن سلطة الدولة.

ويوم الجمعة بدأ اللواء المنشق خليفة حفتر ما سماه حملة عسكرية على الإسلاميين في بنغازي بشرق البلاد وأعلن أيضا المسوؤلية عن الهجوم على البرلمان في طرابلس. وانضمت اليه عدة وحدات عسكرية الأمر الذي ينذر بانقسام القوات النظامية والميليشيات المختلفة.

وفي معركة سياسية بشأن من يسيطر على ليبيا زادت الحكومة الضغط على البرلمان ليوقف عمله الى حين إجراء انتخابات برلمانية.

ودعا مجلس الوزراء في بيان المجالس المحلية في انحاء البلاد الى مساندة اقتراح يطالب المؤتمر الوطني العام (البرلمان) بتجميد عمله الى حين إجراء انتخابات عامة واعادة التصويت على رئيس الوزراء.

وقال بيان مجلس الوزراء الذي صدر يوم الأربعاء "اننا نرجو من جميع رؤساء هذه المجالس دراسة المبادرة بأسرع وقت ممكن."

وكان حفتر وميليشيات أخرى طالبوا باستقالة البرلمان.

وكان البرلمان المنقسم بين إسلاميين وقوى مناهضة للإسلاميين قال في فبراير شباط إنه سيجري انتخابات مبكرة بسبب الضغوط التي فرضها الانتقال الفوضوي لليبيا إلى الديمقراطية منذ انتفاضة عام 2011 التي أطاحت بالقذافي.

واقتراح إجراء الانتخابات في 25 من يونيو حزيران هو محاولة فيما يبدو لتخفيف حدة التوتر بعد هجوم يوم الأحد.