جدد الملك عبدالله الثاني التأكيد على موقف بلاده الداعم والمساند للفلسطينيين في نيل حقوقهم العادلة والمشروعة، وقيام دولتهم المستقلة، ذات السيادة والقابلة للحياة، على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
جاء ذلك، خلال استقباله (الأربعاء)، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وفي أعقاب القمة الثلاثية الأردنية المصرية العراقية التي عقدت في بغداد أخيراً، ضمن اللقاءات والأنشطة الدبلوماسية الأردنية التي يقودها الملك عبد الله الثاني قبيل زيارة عمل مقبلة إلى واشنطن وفق ما أفاد بيان للديوان الملكي الأردني .
زيارة الملك عبد الله الثاني للولايات المتحدة تكتسب ، أهمية استثنائية من حيث التوقيت والنشاطات الأردنية التي سبقت الزيارة والأطراف التي قابلها، والموضوعات التي تم التطرق إليها.
التوقيت مهم في ظل التغيرات التي تشهدها المنطقة ، إذ تأتي الزيارة بعد التغير الحكومي في الكيان الإسرائيلي وتشكيل حكومة جديدة يرأسها لبيد وبينت ، وقال مسؤول إن محادثات الملك مع بايدن ستكون في وقت ما بعد منتصف يوليو 2021. وأضاف أن الأردن، الحليف القوي للولايات المتحدة، سيسعى للحصول على دعم كبار المسئولين لتمديد حزمة مساعدات قيمتها 6.4 مليار دولار مدتها خمسة أعوام تنتهي في العام المقبل للمساعدة في إنعاش اقتصاد الأردن.
وقال دبلوماسيون أمريكيون إن واشنطن هي أكبر مصدر مساعدات فردي للأردن وتقدم له أكثر من 1.5 مليار دولار سنويا، والمملكة الأردنية ضمن أهم متلقي المساعدات الخارجية الأمريكية. وأكد بايدن دعم بلاده القوي لعاهل الأردن
وعارض الملك عبد الله بشدة خطة الرئيس السابق دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط، إذ رأى أنها تهديد للأمن القومي الاردني وأنها ستقوض أيضا الوصاية الهاشمية على المواقع الإسلامية والمسيحية في القدس.
ويقول مسئولون إن تغير السياسة الأمريكية بعد تولي بايدن الرئاسة نحو التزام تقليدي بحل الدولتين للصراع العربي الإسرائيلي خفف الضغط على الأردن. اللقاءات التي عقدها الأردن حيث شارك في قمة بغداد والتقى الرئيس محمود عباس هذه اللقاءات ستمكن من نقل وجهة النظر العربية حول مجمل القضايا الإقليمية في هذه اللقاءات، ويمكن اعتبار زيارة الملك للولايات المتحدة في هذا الوقت، زيارة تاريخية بكل المقاييس، ودليلا آخر على المكانة التي يتمتع بها الملك عبدالله الثاني لدى أركان الإدارة الأميركية، والمكانة التي يحظى بها وبدوره المتزن والمتوازن في القضايا الإقليمية.
المرحلة المقبلة سوف تكون صعبة على المنطقة، ومن الضروري الإدراك بأن تلك المرحلة تتطلب حوارات ونقاشات عريضة حول المخاطر السياسية الداخلية والخارجية، التي يمكن أن تعترض الأردن والمنطقة برمتها واهمية الشروع لحل القضية الفلسطينية حلا عادلا على اعتبار أنها تشكل مفتاح الأمن والاستقرار في المنطقة ، ما يتطلب حواراً واسعاً لهذه المخاطر، وكيفية معالجتها.
ففي مقالة للكاتب الأمريكي ديفيد إغناتيوس في صحيفة Washington Post الأمريكية، في 11 يونيو/حزيران الماضي، قال فيها إن صفقة القرن التي روج لها دونالد ترامب قد واجهتها عثرات كبيرة، بسبب أن الملك عبدا لله الثاني لم يخضع للضغوط الأمريكية، التي كانت تستهدف إرغامه على تقديم تنازلات بشأن وضع القدس والقضايا الأخرى التي تمسُّ الفلسطينيين ، وهذه المواقف والثوابت في السياسة الأردنية دفعت ببعض الأطراف الإقليمية لمحاولات التأثير وممارسة الضغوط على الأردن وقد تصدى لها الأردنيون ببسالة والتفافهم ودعمهم لقرار القيادة الأردنية السيادي برفضه لهذه المخططات وتصديه لصفقة القرن وفي الأساس القضية الفلسطينية قضية الأردن الأولى
وبعد أن كان الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني لا يمثل أولوية لإدارة بايدن ولا القوى الإقليمية في الشرق الأوسط، قلبَ عدوان إسرائيل على القدس وغزة المعادلةَ رأساً على عقب. وتأتي الملك عبدالله الثاني لواشنطن وفي هذا التوقيت تكتسب أهمية كبرى في تحريك المياه الساكنة ، وتمكنه من تقديم وجهات النظر والرؤية العربية لأسس الحل المستند للشرعية الدولية ورؤيا الدولتين وضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة لحدود الرابع من حزيران 67