نكهة العيد الوطني أو يوم اﻻستقلال أنها تجذر لدى كل جيل مفهوم العلاقة بين المواطن والمكان الذي ينتمي إليه والزمان أو الأزمنة التي يرتبط بها الإنسان والأرض.
إنه جزء من الهوية وهو قيمة لأن مشكلة أي دولة في أولئك الذين ﻻ ينتمون لأرضها وﻻ لتاريخها وﻻ لأي زمن من أزمانها حتى وإن حملوا كل أنواع الوثائق التي تصدرها الحكومات للجنسية والإقامة...
وفي زمن الربيع العربي فإن لأيام اﻻستقلال نكهة ومعنى جديدين لأن الجهد المنظم ممن عبثوا بالربيع ووجهوه واستغلوا صدق الناس هذا الجهد كان مركزاً على تفكيك الدول تماماً مثلما يقول تجار السيارات والخردة.. بيعها قطع فالدول قد تتحول إلى قطع طائفية أو عرقية أو إلى مناطق نفوذ لميليشيات أو تطرف يختلط بقبلية أو ساحات لبيع السلاح والمقاتلين من كل أصناف التطرف أو الإرتزاق.
اﻻستقلال اليوم وعي نقي يجب أن ﻻ يقبل أي خلط لأن بعض من حولنا فقدوا الوعي أو مارسوه مخلوطاً بغباء أو تجارة أو أطماع أو كانت آذانهم وأيديهم ممتدة لخارج الحدود فكان الربيع ورشة لتفكيك الدول وبيعها بالقطعة حيث يأتي إليها كل طرف يريد منها ما يحتاج والبعض أشترى أجزاء ورماها في البحر حتى ﻻ تستعيد تلك الدولة عافيتها.
ما نحتاجه نحن الأردنيين مزيدا من الوعي على وعي وحكمة عبرنا بها مرحلة التفكيك والبيع بالقطعة عبرنا لكن الطريق لم تكن سهلة ولأن من حولنا ما زالوا يدفعون ثمن نيران الربيع فإن الخطر قائم والغيظ لم يغادر قلوباً أرادت الأردن غير ما أراد الأردنيون.
اﻻستقلال وعي وحكمة لأن لكل مرحلة تجارها وشياطينها ولكل جغرافيا من يبيعون أو يشترون التضليل حتى لو كان الثمن حرق البيت بحجة أن فيه بعض الخراب..
نفرح في يوم استقلال بلادنا ونتذكر كل من عمل وصنع الوطن لكن فرحنا الأكبر كلما استطعنا أن نحافظ على استقلالنا من مراحل العبث وعمليات الفك للدول دون إعادة بناء وكلما امتلكنا وعياً يضعف ويهزم أي تضليل أو شهوة فوضى.
كل عام والأردن وأهله وقيادته بألف خير وكل عام ونحن نزداد وعياً وإدراكاً لمعنى الأرض والدولة والحياة الطبيعية وأن ﻻ نكرر ما فعله آخرون عندما اعتقدوا أن الفوضى وإدخال السلاح والمرتزقة أو تحويل شعب إلى سكان مخيمات هو البوابة لحرية وأمان، فالحياة التي ﻻ تستطيع فيها اﻻطمئنان على ابنك في مدرسته ﻻ يمكن أن تكون بوابة لديمقراطية واصلاح.