رسائل عديدة سبقت ومهّدت للقاء جلالة الملك عبدالله الثاني بالرئيس الامريكي جو بايدن المرتقب اليوم الاثنين، كان آخر تلك الرسائل تسلسلا، وصول شحنة لقاحات كورونا من الولايات المتحدة تحتوي على 500 ألف جرعة الى مطار الملكة علياء الدولي يوم امس. وسبق ذلك ايضا يوم أمس الاول تحويل 600 مليون دولار امريكي دفعة أولى من المنحة الامريكية للاردن.
واذا عدنا للتسلسل الزمني فان جلالة الملك عبدالله الثاني هو اول زعيم عربي يتصل به الرئيس الامريكي جو بايدن بعد فوزه بالانتخابات نوفمبر / تشرين الثاني الماضي، حيث كان جلالة الملك عبدالله الثاني أيضا من اوائل زعماء العالم الذين هنأوا الرئيس بايدن بالفوز مع بدايات ظهور النتائج النهائية للانتخابات الامريكية.
أكثر من ذلك، فقد شملت زيارة وزير الخارجية الامريكي أنتوني بلينكن الاردن في اول زيارة له للشرق الاوسط (ايار/ مايو) الماضي، كما كان اول اتصال لوزيرة المالية (الخزانة) الامريكية مع وزير في الشرق الاوسط بين الوزيرة جانيت ييلن ووزير مالية الاردن د. محمد العسعس،.. وغير ذلك العديد من الامثلة التي كانت بمثابة رسائل واضحة ليس فقط للاردن بل للمنطقة والعالم، بمكانة الاردن وقائده جلالة الملك عبدالله الثاني والعلاقة الوطيدة مع الولايات المتحدة ورئيسها جو بايدن وكافة اركان صنع القرار، وانه قد تم تجاوز مرحلة كانت «صعبة» بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، تعرض خلالها الاردن الى صعوبات كبيرة على مدى أربع سنوات عجاف من علاقة مضطربة اربك خلالها الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب المنطقة بمشاريعه الكارثية، من نقل للسفارة الامريكية الى القدس، ومن قطع المساعدات عن «الاونروا» والمساعدات عن الفلسطينيين، واعتراف بالمستوطنات، وصولا الى «صفقة القرن».
العلاقات الاردنية الامريكية اليوم في احسن حالاتها، وستتوج اليوم بلقاء جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الامريكي جو بايدن، والمؤمل ان يسفر اللقاء وان تكون مخرجات الزيارة على قدر رفيع من الطموحات، سواء في الملفات السياسية التي ابدى الرئيس بايدن تقاربا كبيرا فيها مع الموقف الاردني سواء ما يتعلق بحل الدولتين او الوصاية الهاشمية او المستوطنات، اضافة الى توافق في العديد من قضايا الاقليم في ملفات محاربة الارهاب، والتعاون الاردني العراقي المصري، وملفات سوريا واليمن وليبيا ولبنان،.. وغيرها.
في الملف الاقتصادي هناك أمل كبير بمواصلة الدعم الامريكي وزيادة المساعدات وتفاؤل كبير بتجديد مذكرة التفاهم (2018- 2022) والتي تنتهي في العام المقبل، حيث يحصل الاردن على منح ومساعدات امريكية بنحو 1.5 مليار دولار سنويا، اضافة لزيادة التبادل التجاري من خلال اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين التي يحتفل هذا العام بالذكرى العشرين لبدء سريانها، اضافة الى ان الامل معقود بزيادة حجم الاستثمارات الامريكية في الاردن والتي تبلغ نحو 2.2 مليار دولار.
آمال كبيرة معقودة اليوم على لقاء الزعيمين جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس جو بايدن، وهو لقاء ترصده دول المنطقة والعالم، كما الاردن والولايات المتحدة لخصوصيته ولاهميته وللقناعة بأنه لقاء (له ما بعده) من زيادة التعاون السياسي والاقتصادي بين الاردن والولايات المتحدة، و(له ما بعده) من حيث دور الاردن الفاعل والاكثر اهمية في الاقليم والعالم لخصوصية العلاقة في مرحلة رئيس ديمقراطي للولايات المتحدة الامريكية بحجم خبرة وحنكة وقدرة الرئيس جو بايدن الذي يسعى لاعادة الألق لدور الولايات المتحدة وحضورها عالميا واقليميا واحترام تحالفاتها التي قطّع اوصالها الرئيس السابق دونالد ترامب.