زيارة البابا فرنسيس الى المنطقة، كشفت بقوة عن مقدار التحدي الكامن خلف استفراد اسرائيل في التحكم بالمدينة المقدسة، وبغيرها من المناطق التي تضم مقدسات اسلامية ومسحية، علاوة على كشفها عن التحديات التي تفرضها السياسة العنصرية الاسرائيلية تجاه أتباع الديانتين المسيحية والاسلامية في فلسطين وخارجها..
جرى تعديل على برنامج زيارة البابا الى فلسطين، وهو التعديل المتعلق بزيارته الى اسرائيل، وتناولت وسائل الإعلام جانبا من الحديث عن هذه التعديلات، التي جاءت بعد عدة تصرفات مشينة قام بها المتطرفون الاسرائيليون، تحت غطاء اسرائيلي رسمي، حين اعتصم بعض حاخامات اليهود في مسجد النبي داوود رفضا للزيارة البابوية، وهو المكان الذي يقول عنه المسلمون بأنه وقف اسلامي، بينما يقول اليهود بأنه قبر النبي داود عليه السلام، ويدعون بأنه مكان يهودي مقدس، بينما يقول المسيحيون بأنه منطقة مسيحية مقدسة، يقع في طابقها الثاني مكان العشاء الأخير للنبي عيسى عليه السلام، وقد قام المتطرفون اليهود بإقامة اعتصام في المكان رفضا للزيارة البابوية، التي قيل بأن واحد من شروطها أن يتم تنفيذ اتفاقية تؤكد ضم موقع العشاء الأخيرة الى المناطق التابعة للفاتيكان..
التصرفات المشينة التي أقدم عليها المتطرفون اليهود، تحت سمع وبصر أجهزتهم الأمنية وجيش دفاعهم، تمثلت بمهاجمة المسيحيين والمسلميين، والإساءة الى الديانتين ورموزهما، حيث نقلت وسائل الاعلام أمس الأحد صورا وأخبارا عن قيام المتطرفين بكتابة عبارات مسيئة للنبيين محمد وعيسى عليهما الصلاة والسلام، بالإضافة الى إساءات الى البابا فرنسيس والفاتيكان، والتهديد بقتل البابا، وهو الموضوع الذي قالت عنه إحدى الناطقات الأمنيات بأنه «موضوع عفوي، يقوم به قاصرون ولا يوجد جهة تنظمه او تخطط له، الأمر الذي يصعب معه السيطرة عليه ومتابعته..»!.
الصهيونية بشكلها العنصري التوسعي، هي وريثة الحقد والكراهية ضد المسيحيين والمسلمين، وهذه حقيقه نعرفها نحن المسلمون كما يعرفها المسيحيون، وفي فلسطين تتجلى مظاهر الحقد والكراهية التي تسيطر على متطرفي اليهود وسياسيي الحركة الصهيونية، وعلى الرغم من أن القدس وفلسطين تضم أهم المقدسات المسيحية وأقدمها، إلا أن الصهيونية تتجاوز عن هذه الحقائق، وتتنكر تماما للمسيحية ومقدساتها، وتفعل كل شيء لتهجير ما تبقى من مسيحيين في القدس وسائر فلسطين..
هناك اعتقادات اسلامية مسيحية تؤكد أن تحالفا تاريخيا سيتم بين أتباع الديانتين ضد الحركة الصهيونية، وضد مشاعر الحقد والكراهية والعنصرية التي تقوم على أساسها تلك الحركة..وهو بلا شك سيكون التحالف الحاسم في وقف التغلغل الصهيوني في مراكز القوة والنفوذ الدوليين.
المطلوب الآن يتعلق بتفعيل دور الكنيسة الشرقية للقيام بدورها تجاه أتباعها خصوصا في فلسطين، لمنع تهجيرهم ومنع الصهاينة من السيطرة على مقدساتهم في القدس وخارجها .