عقدة الاجنبي، توصف هذه العقدة بأنها حالة نفسية عامة لدى الشعوب العربية بأن كل ما هو اجنبي هو الافضل, بما يلحق ذلك الإستهانة بمصداقية كل ما هو وطني وتجريده من جودته وأهليته مقابل الـ الأجنبي، سواء كان منتجا او موهبة او فكرة أو كفاءة. ومن توابع هذه الفكر محاولة الكثيرين تعويض ما يشعرون به من نقص بـ تقليد الغرب و إتباعهم ،سواء في الأمور السطحية كـ طريقة الكلام و اللبس والأكل أو تقليدهم فكريا وإجتماعيا، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلنا وراءهم مقلدين، كما ورد في حديث المصطفى صلوات الله وسلامه عليه. تلك حالة نفسة تعكس هزيمة معنويه لا يمكن انكارها بما تحمله من الاحساس بالتقزيم والعدمية. تعمقت الفكرة وانتشرت عبر الزمن في اذهان العرب فمثلا عقدة الشهادات الاجنبية ! لقد كانت صورة الشهادة الاجنبية في أذهان الاردنيين خاصة والعرب عامة صورة زاهية مشرقة دائما وابداً؛ ذلك أنه يفترض ان من حصل على الشهادة من امريكا او احدى الدول الاوربية يمتلك قدرات غير عادية، علماً بأن الهدف الاساسي من جلب الشهادات الاجنبية ليس تعزيز افضلية الغرب او تفوقه، وانما يهدف الى مشاركة المعرفة ونقل كل ما هو جديد من علوم الى العالم العربي .
حقيقه أن أفضلية الغرب اضحت من الأعراف المتكلسة في سلوك الافراد وهى تتطور بأشكال كثيرة وانماط اجتماعية وسياسية مختلفة، فأي منتج حتى لو برغيا صغيرا له قيمة وجوده اعلى اذا كان من احدى الدول الغربية، كل ذلك ساهم في زرع الإنهزام الفكري و المعنوي واعاق مبادرات الابداع والتطور، وعزز في نهاية المطاف الحضور الاجنبي بكل شكل من الاشكال ، احدها وليس اخرها عرض شركة تصنيع اثاث عالمية فيديو لمنتج جديد عباره عن خيم تم تصنيعها للاجئين الثورات العربية تبقى لعدة اشهر وتتحمل الظروف الجوية الصعبة، لبعض الشعوب التي تعاني من التهجير، القهر، والفقر. كم هائل من الارباح المالية والمكاسب يحققها الغرب نتيجه لنكباتنا وظروفنا الصعبة ، واصبح ذلك واقع حال لا مجال لرفضة، وعلى المدى البعيد قد يزعزع ولاء الفرد إتجاه ثقافته و تراثه و منتوجاته وماضيه ولغته.
لقد بتنا نعتقد انهم اهل الالتزام والصدق بالمواعيد والوفاء والموضوعية،وباتت صناعاتهم لها الاولوية والافضلية، على الرغم من أن الكثير من المصانع الاردنية والعربية تعمل وفق معاير جوده عالمية . كنا وما زلنا نحتفظ بعقدة الشعور بالنقص المعرفي والعلمي امام الغرب، مما الحق الاذى بالمجال الصناعي، والاقتصادي.
الى متى سنبقى مبهورين لدرجة زغللة العيون بكل ما هو غربي! والى متى سنبقى ننظر وننتظر استيراد كل ما نحتاج من الخارج! وهل ارتضينا أن نكون على هامش الأمم في مختلف المجالات! والحديث هنا يطول الا أن الموضوع مهم ولا بد من التركيز عليه، وهى مسؤولية جماعية تتطلب الاهتمام بالجيل الجديد وربطه بثقافتة العربية وغرس حب الاوطان والعلم والعمل في عقلة وقلبة وروحة.. انهي بمقولة محمود درويش .. سجل انا عربي