أخر الأخبار
الملك: كلي ثقة بكم وبعزيمتكم.. (ومعاً أقوى)
الملك: كلي ثقة بكم وبعزيمتكم.. (ومعاً أقوى)

عمان - الكاشف نيوز : شرف جلالة الملك عبدالله الثاني في قصر رغدان العامر امس الأحد، الحفل الوطني الكبير بمناسبة عيد استقلال المملكة الثامن والستين بحضور جلالة الملكة رانيا العبدالله، وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد.
وكان في استقبال جلالته لدى وصوله إلى موقع الاحتفال سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ورئيس هيئة الأركان المشتركة.
وحيت جلالته ثلة من حرس الشرف وأطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيبا بقدومه، وعزفت الموسيقى السلام الملكي.
وكان جلالته هنأ أبناء وبنات الوطن، عبر صفحة الديوان الملكي الهاشمي على تويتر، بهذه المناسبة الوطنية الغالية، حيث قال «أبارك لكم مرور 68 عاماً على استقلال الأردن وتجسيد إرادتنا الوطنية الحرة، وكلي ثقة بكم وبعزيمتكم، «ومعاً أقوى».

وألقى رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور، ورئيس مجلس الأعيان الدكتور عبدالرؤوف الروابدة، ورئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة، ورئيس المجلس القضائي هشام التل، كلمات في الحفل تناولت المعاني السامية للاستقلال ومراحل البناء والإنجاز التي حققها الأردن في مختلف المجالات.
وأنعم جلالة الملك، خلال الحفل، على عدد من مؤسسات الوطن وكوكبة من رواد العطاء والإنجاز، بأوسمة ملكية تقديرا لجهودهم التي بذلوها في بناء الأردن وتعزيز مسيرته.
ويعد التكريم الملكي عرفا سنويا، بمناسبة الاحتفال بعيد الاستقلال تقديرا لمؤسسات وأبناء وبنات الوطن سواء أكانوا داخل الخدمة الرسمية أم خارجها.
وحضر الحفل عدد من أصحاب السمو الأمراء والأميرات، والسادة الأشراف، وكبار المسؤولين المدنيين والعسكريين، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى المملكة، وعدد من ممثلي الفعاليات الشعبية والأحزاب والهيئات والنقابات والإعلام ومؤسسات المجتمع المدني.
وتشرف الحضور بمصافحة جلالة الملك وجلالة الملكة وسمو ولي العهد، في قصر رغدان العامر.
وقال رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور في كلمته خلال الحفل، «إننا نقف في حضرة الوطن الاغلى، وهو يحتفل بيوم استقلاله بكل الفخر والاعتزاز بين يدي روح صانع هذا اليوم الاغرّ الملك المؤسس الشهيد عبد الله الاول ابن الحسين طيب الله ثراه وجزاه الله جنة الرضوان على ما حققه للأردن ولفلسطين وللامة كلهــــا، وبخاصة للقدس واقصاها الشريف وقيامتها المجيدة حتى الاستشهاد على عتباتها المقدسة راضياً مرضياً، حفاظاً على الأمانة التي حملها الهاشميون الأبرار جيلاً بعد جيل منذ الاسراء والمعراج وإلى يوم الدين، يفتدونها بالمهج والارواح ويطبقون عليها العيون والقلوب حتى تظل القدس، كما ينبغي لها ان تكون، مدينة الأيمان والسلام والمحبة».
وأضاف أننا نستمطر الرحمات في هذا الضحى المبارك على روح أبي الدستور، جلالة الملك طلال بن عبد الله، وباني الأردن الحديث جلالة الملك الحسين بن طلال ، طيب الله ثراهم أجمعين وجعل الجنة لهم المثوى مع الأنبياء والشهداء والصدّيقين.
وقال «والتحية الصادقة في يوم الاستقلال نرفعها الى قائد المسيرة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، الذي أدخلنا بحكمة وقوة واقتدار القرن الحادي والعشرين، وجعل العالم كله يصغي لما نقول وينظر بعين الرضا لما نفعل هنا في هذا الوطن الذي بارك الله فيه وحوله، وعلى امتداد الدنيا في كل الجهات بذلاً وعطاءً وتضحيات عزّ مثيلها عند الآخرين، فبوركت يا قائد الوطن وبورك هذا الحمى وأهله الطيبون الأوفياء، الذين أجاروا على مدى الأيام كل مستجير بهم من عواصف الألم وألم العواصف وأعاصير الظلم والقهر في هذا الزمان الاكثر غرابةً من أي زمان سواه».
وبين رئيس الوزراء أن الأردنيين لا يحتفلون بأعيادهم، كما غيرهم يحتفلون، وبخاصة عيد الاستقلال، الذي لا يعتبرونه مثل سائر الأعياد ذلك أن له في «القاموس الاردني» ثلاثة عناوين والكثير الكثير مما يندرج تحت هذه العناوين، وهي الأمن والاستقرار والإنجاز المستمر الذي لا يتوقف أبدا عند حدود الممكن، بل يتجاوزه شعبنا بإرادته وصبره وعزيمته، حتى يظن أنه المستحيل.
وتابع قائلا «ذلك ما علمتنا إياه قيادتنا منذ أول التأسيس، ليصبح الصعب سهلاً وليسأل من شاء أن يسأل، ألم نُطلع على مدى المئة عام (أو ما يقاربها) من الصخر كروماً ومن الرمال السمر في صحارينا نخيلاً ونجعل من زنود النشامى الأردنيين سيوفاً ومن أهداب النشميات الأردنيات ظلالاً دائمة الخضرة والجنى، بلى كنا قادرين على ما يشبه المعجزات بفضل قيادتنا الهاشمية الفذّة، التي نقول عنها، وبكل فخر، أن لها من الشرعية ما يرفع سقف الخيمة المباركة ويوسع لنا الرحاب ويثبت على مستوى الدنيا كلها لنا ولها الاطناب دينياً وقوميا ًوانسانيا ًونضاليا، حين يأتي الآخرون على ذكر هذا المصطلح ، في أي صفحة من صفحات الكتاب».
وأضاف رئيس الوزراء «فرسول الله هو الجد الأول ومفجّر الثورة الكبرى هو الجدّ الثاني وشهيد القدس هو المؤسس الذي أطلق من رغدان العامر أول الدولة الديمقراطية الحديثة، في هذا الجزء من وطننا العربي الكبير، ونحن من حول هؤلاء العظام جند يجمعون بين السيف والكتاب وبين الوردة والشوكة وبين الكلمة والمعنى، ويقيمون جسر التواصل الحقيقي بين الأمس واليوم والغد، بكل ما يمثله هذا الجسر من علاقة الزمان والمكان، وما تبدّل يوما ً لون اعيننا، ولا تغير يوما ً نبض القلوب ولا شكل القسمات والملامح».
وقال «نحن وقيادتنا، منذ أول التأسيس، نتقاسم الرغيف وغرفة الماء، سواء أكان من النهر الذي يحمل اسمه الوطن أو يحمل هو إسم الوطن أو من نبع راحوب او حسبان أوعين البنات وصولا ً إلى رأس العين، التي ما تزال تحرس بأهدابها ورموشها عمان ويرزقنا دائما، يرزقنا الله، والله خير الرازقين».
وأضاف رئيس الوزراء «نعتز يا مولاي ، كل الاعتزاز بأننا بقيادتكم الملهمة غيّرنا معادلة الفصل بين الدولة وبين الناس، لتصير الدولة عندنا هي الناس ويصير الناس هم الدولة، أخذا ً متبادلاً وعطاءً مشتركا ً باعتبار الكل في بلدنا طرفا ً واحدا ً، لا يقبل القسمة، ولهذا نحن نختلف عن سوانا كل ً الاختلاف سياسة ً واقتصاد ً ، وعلما ً وعملا ً وفكراً وثقافةً وكفاحا ً دائبا ً لا يكل ّ ولا يمل، في سبيل الحصول الى الأرقى والأنقى والأجمل والأنيل في هذه الحياة، نحن منك يا قائد المسيرة وأنت منّا، لا يحجبك عنا حاجب ولا يمنعنا من الوصول إليك والبوح الشفيف بين يديك، لأي مواطن موانع رأيناها عند غيرنا كثيرا، ولم نراها عندنا على الاطلاق».
واختتم رئيس الوزراء كلمته بأن «كتاب انجازاتنا كبير كبير ومليئة صفحاته بالحقائق والأرقام، ولكن على الذين يريدون أن يقرؤوه قراءة ً صحيحة أن يجيدوا القـــراءة أولا وأن يعرفوا المعنى بدقّة، وهو بكل تأكيد، كتاب مجد كتبه بالحرف الهاشميّ آل البيت الاطهار، الذين حكموا فعدلوا، وكانوا أقرب الينا منّا وسيظلون كذلك الى الأبد، فشكر لله على فضلـــه، وتحيةً لشعبنا الوفيّ، الذي يردّ التحية على من يحييه بمثلهــــا وزيادة وتحية ً في حجم الاستقلال إلى حامي حمى الوطن وقائد مسيرته الواثقة نحو المستقبل المرتجى، جلالة مليكنا المفدّى عبد الله الثاني ابن الحسين، وكل عام وجلالتكم وشعبكم الوفي والوطن في سائر جهاته بألف خير».
وقال رئيس مجلس الأعيان، الدكتور عبدالرؤوف الروابدة في كلمته، «إننا نستعيد في هذا اليوم المبارك ذكرى استقلال الأردن، ونحيي ذكرى جهاد الآباء والأجداد الذين بنوا بقيادة الصيد من بني هاشم الأخيار، هذا الوطن الأبهى والأغلى، ذكرى رجال طيبين مهروا الاستقلال بعرق الجهد ونجيع الفؤاد، فهنيئاً لنا بهم، وعسى أن يكون لهم الرضا بنا».
وأضاف «وفينا بالاستقلال لمبادئ الثورة العربية الكبرى، التي كان الهاشميون قادتها وكان الأردنيون أساس وحدتها وشاركنا جميعاً في صنع الاستقلال وصونه، سلطة وشعباً وأحزاباً وقوى وطنية وعشائر وفعاليات، ورسخنا بالاستقلال دور الأردن المحوري قاعدة لتحرير بلاد الشام من قوى الهيمنة التي خانت عهودها لشيخ الثوار الحسين بن علي رحمه الله، ووفاءً لهذا الهدف السامي، جعلنا الأردن محضناً لكل أحرار العرب، يفيء إليه من هجروا أوطانهم أو هجّرتهم أوطانهم فيجدون فيه الحضن الدافئ والملاذ الآمن، يقدمهم الأردنيون على أنفسهم ويوسدونهم كل المواقع ولو كانت بهم خصاصة».
وقال الروابدة «لم يعرف الأردنيون الإقليمية ولم يتقوقعوا على قطرية، بل مارسوا العروبة واقعاً والوحدوية التزاماً بصمت الكبار دون مزايدة أو إدعاء، يقفون مع كل أرض عربية ابتليت بالعدوان أو أصابها نكبة، وينتشون لكل نصر عربي. والمجتمع الأردني واحد متماسك، هويته الوطنية موحدة جامعة لا تقبل الاقصاء أو التهميش».
وأضاف أن المواطنة هي مرجعية الحكم الرشيد تضمن العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص وتراعي ظروف المناطق والأشخاص الأقل حظاً، ويوازي ذلك وطنية حقه تعتز بالوطن وتدافع عنه وتؤدي واجباته ونصوغ جبهة وطنية متماسكة موحدة والهويات الفرعية عناصر إغناء وعنوان تعددية تسهم في تجذير الهوية الوطنية ولا تكون نقيضاً أو بديلاً عنها.
وأشار الروابدة إلى «أننا نحتفل اليوم باستقلالنا، والأمة تعاني من زلازل تنتقل من بلد عربي لآخر، كان هدفها مقاومة الظلم والدكتاتورية، فإذا بشعوبنا تدفع الثمن دماً ودموعاً وحرية وكرامة وديموقراطية وتنمية، ويتحمل الأردن قسطه من هذا الثمن نتيجة التزامه القومي والإنساني، فيتقاسم لقمة العيش على قلتها وقطرة الماء على شحها مع إخوة فاءوا إلى هذا الحمى الأصيل، ويقصر العالم عن أداء دوره دعماً للأردن وهو يؤدي دوراً يتجاوز قدراته».
وقال «هذا هو الأردن، دماء شهدائه التي بذلها أبطالُ جيشنا العربي قادةً وضباطاً وأفراداً مشاعلُ حق على أسوار القدس وسائر أرض فلسطين السليبة، حافظ على الأعز منها وكلها عزيزة، ويعيش همَّ القضية على مدار اللحظة فهي قضيته المركزية».
وأضاف «إن جهد جلالتكم دفاعاً عن الحق الفلسطيني لا يدانيه جهد وأشرف من أن يتنكر له جاحد أو مدع أو متاجر، وسنبقى لفلسطين كما كنا دائماً، السند والداعم، حتى تتحرر بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتُها القدس، ويتمتع اللاجئون بحقهم في العودة والتعويض معاً».
وأكد الروابدة «أننا نفخر بوطننا، الذي بنيناه بالسهر والعرق والدم حتى غدا بحمد الله درّة بين سائر الأوطان برغم جسامة ما واجه وما زال يواجه من تحديات وحروب ونكبات، ولقد غدا الأردن وطن الانجاز والتميز وأبدعنا في العديد من المجالات، وكان الأردني ثروتنا فاستثمرنا فيه ما فاق قدراتنا، وبرغم ما انجزنا، وهو كثير، فنحن نطمح للمزيد ونطلب الأفضل وتحتاج منا هذه الانجازات إلى الحماية والتطوير باستمرار بإدارة كفؤة نظيفة ومشاركة واسعة في صنع القرار».
وقال «لقد استشرفنا بقيادتكم الحاجة للإصلاح والتطوير واستبقنا الربيع العربي بالعديد من المبادرات والتوجهات، وجاء الربيع العربي فحرك المياه الراكدة في كل المجتمعات العربية، وكان أثره في الأردن حراكاً شعبياً سلمياً وتعبيره منطقياً ومطالبه واقعية وإن تجاوزت القلة بعض الحدود، ولقد واكبنا الواقع المستجد بخطوات اصلاحية سياسية وتشريعية واقتصادية لتعزيز الديموقراطية والحريات العامة».
وبين الروابدة «أن طريق الاصلاح الشامل طويل وشاق، وهو بالضرورة متدرج لضمان القدرة المجتمعية على الاستيعاب وقبول تغيير المستقر من العادات والمفاهيم، إلا أنه كذلك يجب أن يكون عملية مستمرة لا ترتبط بزمن، حتى نستطيع مواكبة التطورات، ونَعد يا مولاي أن يكون جهدنا دائباً وبأفق منفتح لإقرار التشريعات الناظمة للحريات والحياة السياسية، وبخاصة في مجالات الانتخاب والاحزاب والادارة المحلية واختيار نموذج للامركزية الادارية يناسب واقعنا الوطني».
وأضاف في هذا الصدد «أننا سنعمل على الاستماع لكل ذي رأي وفتح حوارات حول جميع الأمور مع جميع الفعاليات، لأننا نرفض الاقصاء أو التهميش، وسيكون سقف حوارنا مفتوحاً لا يتجاوز ثوابتنا الوطنية، وسيكون التعاون بين جناحي مجلس الأمة، مؤسسياً متوازناً ليس له من غاية الا الارتقاء بالوطن وتجويد التشريع، وسيكون التعاون مع السلطة التنفيذية واسعاً تحكمه القاعدة الدستورية بالتعاون مع التوازن والرقابة بهدف انتاج الخير للأردن بعون الله».
وقال الروابدة «في هذا اليوم المبارك، نتقدم من مقامكم السامي بأصدق التهاني داعين المولى جلت قدرته أن يحفظكم القائد الرائد، رمزاً للوطن وعنوان عزه، كما نتقدم بالتهنئة إلى شعبنا الأردني الطيب، وواجبٌ علينا أنْ نخص بالتهنئة درعَ الوطن وسياجه، جيشنا العربي الأردني ومؤسساتنا الأمنية، مثلما هو واجبٌ علينا كذلك أن نخص بالتقدير والعرفان أرواح الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، من رجالنا الأوفياء، المدنيين منهم والعسكريين الذين ودّعوا الدنيا الفانية بعد رحلة عطاء جليلة في سبيل الوطن والأمة وفي مقدمتهم ملوك بني هاشم، عليهم رحمة الله ورضوانه».
وقال رئيس مجلس النواب المهندس، عاطف الطراونة، في كلمته، «إننا في ظلالِ العيد والذكرى، نستحضرُ يوما شاهدا على قصةِ الإنجازِ العظيم، قصةِ بناء مملكةٍ صيغت مبادؤها من امتدادِ فكرِ الثورة العربية الكبرى، التي حررت العربَ من كل أسر؛ ومن كلِ خطر؛ ومن كلِ شر، فهو يومٌ فاصل يا مولاي، عندما تركنا خلفنا الانتدابَ والتبعية، وصرنا دولةً مستقلة، تبِعَنا من تبِعَنا من أمةِ العرب، ولم يسبقنا أحدٌ في محيطنا ببناءِ الدولة والاستقرار».
وأضاف «أنها مناسبة ندين بفضلِها لأصحابِ الفضل ونقِر بجميلِهم وعرفانهم، وهم من كَـبُـرنا معهم وعلى حبِـهم، الهاشميون ملوكا يتصدرون العرب والأشراف بفضلِ نسبهم الطاهر لسيدِ الخلق عليه الصلاة والسلام، كما بفضلِ أثرهم الطيب أينما كانوا وحيثُما حلوا».
وقال الطراونة «ليس لنا في مثل هذه المناسبات، إلا أن نعيشَ فخر الذكرى ونستأنس شرف المناسبة ونستفيءَ ظلال التاريخ وحاضرَ العيد بفرحته، كما أننا في مثل هذه الذكرى من كل عام، نستحضرُ شريط ماضي تأسيسِ الإمارة وتحقيقِ الاستقلال، مرورا بحاضر الكرامة والعزة والمهابة، وصولا لمستقبل الأجيال وحصتهم من البناء والإنجاز».
وأضاف «إننا يا مولاي في هذه الذكرى العزيزة، نُؤكد على أن العزيمة ما استسلمت، والهمةَ لن تستكين والإصرار لن يتوقف دون تحصين مملكتنا بمجدِ المُنجز وشرعيةِ النظام ومشروعيةِ التطوير والتحديث».
وتابع قائلا «إننا في هذه الذكرى الوطنية نؤكد مجددا، وكما عهِدتَنا دوما، على أن نكونَ جنودك في خنادقِ الوطن وكل منا على ثغرهِ صامد، فمنا جنودُ معركتك في الثبات ومنا جنود مسيرتك في الإصلاح ومنا جنودُ حمايتك من كلِ شر يتربص بمملَكتِنا، التي اكتسبت شرعيةَ الثبات وسطَ إقليم أكلت نيرانه دولا ومدنا وأنظمة، لذلك سيدي، لن نخذلكَ ولن نكون إلا مزيدا من جذورِ عز مملكتك، وصمودِ جبهتك، في حماية وطننا وحفظِ سلامة أبنائه، وسنبقى يا مولاي عند العهدِ وصادقَ الوعد في تجديد البيعة، كلما استفاقَ الفجر على جباهنا، وكلما اقتربنا من نصرِ بلوغ المستقبل بمعركتنا اليوم».
وبين الطراونة «أننا نقف في حضرتك وحضرة الذكرى، مُصرين على أن نكون النموذجَ الريادي في عالمنا العربي مؤكدين التِزامنا بأولوية الإصلاحاتِ الشاملة التي ترعاها جلالتُكم، وهي أولوياتٌ اهتدينا لها وسط إقليم أثخنته المصاعب والمصائب، فإذا كان أمنَ الإقليم مفقود فإن أمنَنا الداخليَ مقدس ومصان بهِمتِك مولاي وهِمةِ أجهزتنا الأمنية التي نفاخرُ بأدائها دول العالم، لذلك سيدي، علينا أن لا نخذل َرؤاك، وأن نلتزمَ بروحِ كلماتِك ونكونَ عونكَ على الإصلاح، لا مُعيقين لجهودك».وقال «إننا يا سيدي في مجلس النواب شركاؤكَ في التشريع وذِراعُك في الرقابة، نُؤكد حِرصَنا على أن نكون معك في جهودك الموصولة نحو التحديث والتطويرِ بمعاصرة، والتجذيرِ بالأصالة، وهو ما يتطلبُ منا أن نراجعَ كل تشريعٍ له اتصال بالإصلاح، وقد قطعنا في مجلس النواب شوطا مُهِما في إقرارِ التشريعاتِ الجديدة لتتوافقَ مع التعديلاتِ الدستورية الأخيرة، التي صيغت على هدي رؤاك، كما كان لنا أن حاولنا كسبَ المزيد من ثقة الشارع وعقلنةِ حراكهِ وتهذيبِ خِطابه وهو ما استطعنا أن ننجزهُ في قليلِ المدة وذلك كنتيجةٍ حتمية لتعاملِ القيادةِ مع ربيعِنا الأردني الذي باتَ يُزهرُ في كل موسم خطوة نحو الإصلاح الشامل».وأضاف الطراونة «نعاهدك بمواصلة مسيرةِ الإصلاح التشريعي، خلال الدورةِ الاستثنائية المُقبِلة، بما تضمَنَتهُ من مشاريعِ إصلاحٍ اقتصادي، والتي نسألُ الله أن لا نَخذِلَكَ في أن تكون متماهيةً مع فكركِ التنمويِ في تحقيقِ معدلاتٍ معيشية كريمة للمواطن، وهو هاجسُ الإصلاحِ الأول ومحركُ التَغيير الإيجابي للأفضل».
وقال «علينا أن لا ننقطعَ عن استكمالِ مسيرةِ الإصلاح السياسي متمنينَ أن نقتربَ أكثر من التوصلِ لنقطةِ لقاءٍ جامعة وتوافقٍ عريض على قانوني الأحزاب والانتخاب، وهو ما يتطلبُ منا أن نغادر مربعَ قانون الصوت الواحد وأن نسعى لتكريس أجواءِ الحرياتِ العامة، لكن المسؤولةَ، التي إن أَخذت حقا فعليها تقديمُ الواجب وتلك واحدةٌ من قيم المواطنة الصالحة».
وبين «هذا عيدُك وعيدنا وذكرى خيرِ ما ورِثًتَه وعطرُ اِنجازِنا الوطني الذي كَبُرنا على الفخرِ به وعَظُمَ موقِعَنا بين الأمم كُلما تمسكنا بقيمهِ ومبادئه، ففينا ومنا اليوم، من يريدُ أن يجعلَ من الاستقلالِ مبدأ حياةٍ عابر لا تُلغيه مِحنَة ولا يثنيهِ عن طموحه تحدٍ حتى نستفيءَ ظلالَ العيد ونحن نتغنى بقائد همام وشعب عظيم، وتراب عزيز».
وقال رئيس المجلس القضائي هشام التل في كلمته إن ذكرى الاستقلال تبقى العلامة الفارقة في تاريخ الشعب الأردني، فللأردن مع الاستقلال حكاية طويلة وتاريخ مشرف من إنجازات وبطولات سُطرت على أيدي العظماء من بني هاشم لتصنع من المجد عنواناً ومن الانتماء انتصارات لم تكن وليدة الصدفة أو منحة القدر، وإنما جاءت مخاضاً لجهود جبارة ومسيرة طويلة وسلسلة من التضحيات دقت باب المجد بقوة لتتوج الأردن مكاناً مرموقاً بين الدول متجاوزاً كل العقبات متحدياً كل الصعوبات في النهوض بالوطن وبنائه والوصول إلى استقلال تام شامل في مناحٍ شتى تحقيقاً لكرامة الأردنيين وعزة نفوسهم وتجسيداً لبطولاتهم ومجدهم التليد وتضحياتهم على مدى حقبة طويلة من الزمن.
وأضاف «وقد كنتم القيادة الحكيمة للنهوض بالأردن بلداً وشعباً نحو تحقيق الاستقلال فأنتم يا سيدي سياج هذا الوطن وعنوان صموده ومنعته وكان لكم الدور الجلي والواضح في حماية وجهته السياسية والدفاع عن سيادته».
وقال التل «بدأتم يا سيدي على خُطى القادة من بني هاشم في بناء الدولة وإرساء دعائمها وترسيخ معالم الحرية والديمقراطية وتوقيع العديد من الاتفاقيات الدولية حتى غدا الأردن إنموذجاً للعمل الجاد في دعم التعاون وحل قضايا الأمة العربية، ولا يخفى أن ما حققتموه من تطور مسّ مجالات التنمية السياسية والإصلاح الشامل بما يعزز نتائج الحوار الوطني ويرسخ قيم العدالة ويدعم النزاهة ويحقق الشفافية».
وفي ظل الحديث عن إنجازات الدولة بين «أن إنجازات القضاء تتجلى واضحة، فقد تولى المجلس القضائي تأهيل وتدريب وتوسيع مدارك المورد البشري من خلال التواصل مع الجسم القضائي بشكل مباشر ومن خلال دورات شاملة ومكثفة للقضاة وندوات وإيفاد وتأكيد على أن القاضي مستقل في أحكامه إلاّ أنه رغم ذلك يقتضي منه المتابعة والاجتهاد ليكون في حكمه خلاقاً ومبدعاً ومحققاً للعدالة الناجزة وملتزماً بأحكام المدونة القضائية التي صدرت هذا العام».
وأشار التل إلى أن هذه المدونة تراوحت أهدافها ما بين تعزيز استقلال القضاء وسيادة القانون وإرساء العدالة الناجزة والنزاهة ومراعاة القضاء لمعايير المحاكمات العادلة بعيداً عن أي مؤثرات أو إغراءات كما أشارت إلى مواكبة القضاة للاجتهادات القضائية وتنمية وتحسين القدرات والمهارات من خلال دورات متخصصة لما لكل ذلك من دعم لاستقلال القضاء.وقال «إنه تنفيذاً لنزاهة الحكم الذي أكدتم جلالتكم عليه بتوجيهاتكم ورسائلكم وتشكيل لجنة ملكية لهذه الغاية شارك القضاء فيها، فإنّ المجلس القضائي يستلهم من خطى جلالتكم في هذا المجال فيما يصدره من قرارات وتوجيهات للقضاة باعتماد أسس ومعايير موضوعية وعادلة في الاختيار والترفيع وإنهاء الخدمات وفق أعلى درجات النزاهة والشفافية، وإذا احتاج الأمر إلى تدخل تشريعي فيتم اقتراحه على الحكومة ليأخذ مساره الدستوري».
ولفت التل إلى «أنه تم توقيع اتفاقيات توأمة مع عدد من محاكم التمييز لتبادل التجربة والخبرات والاطلاع على منجزات قضائنا، كما أنه يتم رفد الدول العربية الشقيقة بكادر من قضاتنا ليلتحقوا بمؤسساتهم القضائية، كما أصبح المعهد القضائي الأردني مركز تدريب عربي يستقطب الوفود القضائية العربية والأجنبية لتنهل من التجربة الأردنية أحكاماً وإدارة مما يؤكد على المستوى الرفيع الذي وصل إليه قضاؤنا الأردني، كما أنه يتم نشر قرارات المحاكم الأردنية على العديد من المواقع الإلكترونية مما يؤدي لاطلاع الجمهور عليها ويشكل في الحالة هذه رقابة شعبية على ما يصدر من أحكام واجتهاد وإنجاز دون إبطاء، كما يشكل إطلاع ذوي الاهتمام المهني بالاجتهاد القضائي الأردني ليصار إلى الاسترشاد به أو التعليق عليه، كما نقوم بتوزيع الاجتهادات الخاصة بقرارات الهيئة العامة لمحكمة التمييز على جميع السفارات العربية والأجنبية لإيصالها إلى الجهات المعنية مما يحقق الغرض ذاته».
وقال «لقد كان لدعم جلالتكم وِقفة مسؤولة في بناء القضاء، وجاء استقلال القضاء داعماً لهذه المسيرة ومسانداً لها، إذ يبقى ليوم الاستقلال مكانته الخاصة ومعانيه العميقة وبهذه المناسبة نؤكد على ولائنا لهذا البلد قيادة وشعباً، وسنحث الخُطى ماضون قُدُماً للارتقاء بمرفق القضاء ما كان إلى ذلك سبيل وهنيئاً للأردن بعيد استقلالها متمنين للأسرة الأردنية مزيداً من التقدم والازدهار».