حكومة نفتالي بينيت - لابيد وفي أولى خطواتها قررت تشكيل لجنة برئاسة وزير الاستيطان تساحي هينجفي لإنشاء طواقم لمراقبة البناء الفلسطيني في منطقة» c», بمشاركة مجالس المستوطنات في الضفة الغربية وتزويدهم بطائرات درونز «دون طيار» مهمتها إبلاغ الجيش والشرطة والشباك.
منطقة c كما هو معلوم تضم نحو 60 % من أراضي الضفة الغربية ومنها الاغوار ذات الموقع الاستراتيجي، واللجنة باشرت عملها بعمليات مسح جوية لكل منطقة c وحددت المواقع المصنفة ذات صفة أمنية، كما وضعت خطط للتعامل مع أي بناء فلسطيني جديد ليصار إلى منعه، وازالته بالقوة إذا قاوم ذلك صاحب الأرض، وهذا المستوى الرسمي يقابله مستوى شعبي صهيوني يضم شبيبة التلال المتطرفة والتي تمثل الجيل الثاني من المستوطنين وتتبنى شعار «أرض إسرائيل التوراتية».
حكومة بينيت اختارت أن تكون في وجهها الخارجي متناغمة مع دعوات واشنطن لاستئناف مفاوضات السلام، وفي الوجه الآخر أن تواصل سياسة فرض الأمر الواقع في الاغوار الفلسطينية ومنع أي بناء جديد في منطقة c وتلبية رغبات مجالس المستوطنات تمهيدا لاغتنام الفرصة المناسبة لضم مناطق الاغوار وما جرى التوافق عليه في خطة صفقة القرن.
الحكومة توفر الغطاء السياسي والامني والعمل المنظم لمحاصرة التمدد الفلسطيني في أرضه، بمعاونة الجيش والشرطة والشاباك، وشبيبة التلال تقوم بدورها في احتلال التلال الفلسطينية وإقامة بؤر استيطانية عليها تمهيدا لمصادرة الأرض وسلبها عنوة من أصحابها، وفي ذلك تطبيق لسياسة قائمة لدى اليمين المتطرف باسرائيل.
قبل أيام وأثناء مطاردة الشرطة الإسرائيلية لأحد شبيبة التلال المدعو اهوفيا سندك انقلبت مركبته وقتل بداخلها، فقامت ببناء بؤرة استيطانية في المكان قرب قرية دير جرير شرق رام الله، وطبعا تؤشر الشرطة الإسرائيلية على عنف وارهاب شبيبة التلال دون أن تفعل شيئا، بمبرر أن الشبيبة لها غطاء في الكنيست منهم بتسلئيل سموترتيس والحاخام الكبير شموئيل الياهو، وكل ذلك من أجل هدف استراتيجي بعيد يتمثل في منع أي حكومة إسرائيلية من تنفيذ أي انسحابات من الضفة الغربية.
حكومة بينيت.. هي الوجه المتجدد في ممارسة سياسات إرهابية جديدة ضد الأرض والشعب الفلسطيني، فهي تتناغم وحركة المتطرفين في مجالس المستوطنات، وتسعى للتورية على حركات شعبية مناهضة للفلسطينيين وتسعى إلى سرقة أرضهم وإقامة بؤر استيطانية جديدة تتركز في مناطق مرتفعة كالتلال وبغطاء أمني شامل.
حكومة بينيت - لابيد هي الوجه الآخر لحكومات يمينية سابقة، وبرنامجها السياسي تجاه الفلسطينيين معلن ومكشوف ويتمثل في قضم أراضي c ومواصلة البناء الاستيطاني والتمهيد لضم الاغوار بالتنسيق مع مجالس المستوطنات وتنظيمات إرهابية تتزعمها شبيبة التلال المتطرفة.