نقل موقع ” عربي 21 ” عن مصادر خاصة أن الفصائل والقوى الفلسطينية في غزة تحضر ليوم غضب شعبي على الحدود في 21 أغسطس الحالي توافقا مع الذكري الثانية والخمسين لإشعال المتطرف الأسترالي دينيس روهان النار في المصلى القبلي في المسجد الأقصى الذي قالت جولدا مائير إنه ، الإشعال ، حرمها النوم رعبا وقلقا من غضب العرب والمسلمين ونقمتهم ، ولما لم ترَ شيئا من غضبهم ونقمتهم سوى البيانات الشاجبة قالت إنها أسرفت في تقدير قوة ردود فعلهم دفاعا عن أقصاهم . ووفق تقرير الموقع تنوي الفصائل والقوى الفلسطينية التدرج بعد يوم الغضب في التصعيد مع إسرائيل لعدم وفائها بأي من التزاماتها التي قطعتها للوسطاء تجاه غزة ، ولم تكتفِ بعدم الالتزام، فشددت حصارها عليها ، وتراجعت مؤخرا عن السماح بإدخال مجموعة من السلع مثل الحواسيب والهواتف المحمولة التي عادة لا تمنعها.
وغزة الآن أمام احتمالين : إما أن تسارع إسرائيل بعد الاطلاع على ما تحضر له الفصائل والقوى الفلسطينية ، وتخفف الحصار ، وإما أن تمضي هذه الفصائل والقوى في سبيلها إلى تنفيذ يوم غضبها المتوقع أن تكون له امتدادات في القدس والضفة لعلاقته المباشرة بذكرى تخص المسجد الأقصى الذي يتعرض مع الحرم الإبراهيمي في الخليل إلى ألوان من التعديات الإسرائيلية تهدد بقاءهما مسجدين إسلاميين .
وقد لا تخفف إسرائيل حصارها لغزة توافقا مع ما تحسه من ثقة في نفسها بعد تعميق تطبيعها العلني مع ست دول عربية سياسة وأمنا وتجارة واقتصادا وتكنولوجيا عدا تطبيعها السري مع دول أخرى ، واقتناعها المطمئن بأن هذه الدول لا تهمها أحوال غزة مهما ساءت وتردت ، وأنها ، الدول ، أكثر ودا لإسرائيل منها لغزة .
وتعهدت مصر لوفد إسرائيلي زارها منذ أيام بأنها ستحول دون مشاركة المقاومة في غزة في أي موجة قتال جديدة بين إسرائيل وبين حزب الله ،ولم نسمع عن أي حث من مصر لإسرائيل بالتخفيف من حصارها لغزة مقابل تعهدها الثمين لها.
ووزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد زار المغرب ، فلقي الألفة الصادقة والود المتين من القيادة المغربية ، وعقد اتفاقات لترسيخ التطبيع بين البلدين . وزعم أن الإسرائيليين قدموا إلى الفلسطينيين اقتراحات سخية ،ولكنهم ، مثلما كذب ، ” يفضلون أن يظلوا في الذل والفقر. ” ،ولم يلقَ من مضيفيه من يسأله عن هذه الاقتراحات السخية ، وهو الذي يرفض العودة إلى حدود 1967 ، ويرفض إزالة أي مستوطنة في الضفة .
وفي ذات زيارته عبر عن قلقه من التقارب بين الجزائر وإيران قاصدا بين أمور أخرى إرضاء مضيفيه وإبهاجهم ، فالمغرب قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران في 2018 متهما لحليفها حزب الله بمؤازرة البوليسارو عسكريا ! وقد تجنح إسرائيل لملاينة غزة وقاية لمستوطني غلافها الذين تسوء أحوالهم الأمنية ويخسرون اقتصاديا من أي توتر أمني بين الجانبين ، فتخفف الحصار وتسمح بإدخال ما منعته من البضائع ، وفوق تأمين مستوطنيها توضح أنها أرأف قلبا بغزة من العرب، وتكرر ما فعلته هي وأميركا في مايو 2018 حين ضغطتا على مصر لفتح معبر رفح للتخفيف من شدة مسيرات العودة والإرباك الليلي على مستوطني الغلاف.
إسرائيل تدور حول كل مشكلة تواجهها، وتنقب حذرة عن أسهل الحلول لها وأقلها تكلفة، وهي لا تكابر، وتركز على النتائج المفيدة الباقية لسلوكها مهما ظهر في هذا السلوك من إذلال لكبريائها، وفي حربها الأخيرة مع غزة سارعت بتوسيط أميركا ومصر وقطر لوقفها حفاظا على أمنها الداخلي، وتجنبا لتكلفة الحرب الاقتصادية ، وسترا لقصور قبتها الحديدية في إسقاط صواريخ المقاومة. مفهوم إسرائيل للكبرياء يختلف كليا عن المفهوم العربي الذي يركز على المظهر الخارجي العابر والشخصي، ويهمل الجوهر الحقيقي الباقي، ولهذا غالبا ما تكسب، والعرب الذين يعادونها غالبا ما يخسرون.
***
بعد كتابة المقال الساعة الخامسة عصر أمس، الجمعة، بثت بعض المواقع خبر إعلان غسان عليان منسق أعمال حكومة الاحتلال في الأراضي الفلسطينية أن إسرائيل وافقت على دخول 1000 تاجر و350 bmg إليها من غزة ، وذكر تال رام ليف مراسل ” معاريف ” العسكري أن هذا أكبر عدد من التجار الغزيين سمحت إسرائيل بدخوله إليها من عام ونصف .
وأضاف عليان القائد السابق للواء جولاني أنه سيتم توسيع الاستيراد إلى غزة بما في هذا وسائل المواصلات والاتصالات ، وأنه سيسمح بتصدير منتجات غزة من معبر كرم أبي سالم . ويضيف ليف أن كل هذا يجري في غياب الوساطة القطرية ، وأن الغاية منه الحفاظ على الهدوء في غزة . إذن إسرائيل اختارت المهادنة والمسالمة ، فماذا ستختار المقاومة الفلسطينية في غزة ؟! وهل تحيي ذكرى الاعتداء على الأقصى بما لا يؤدي إلى استئناف مسيرات العودة ؟! وهل ستقنع بهذه التسهيلات التي تلغيها إسرائيل عند أي احتكاك أمني مع غزة ؟! على كل حال ، وضَح دائما ورسَخ أن إسرائيل لا تستجيب إلا للعصا أو ” الناشفة ” باللهجة الفلسطينية .