أخر الأخبار
الاردن.. اجتماع سري اطاح بالسفير السوري سليمان
الاردن.. اجتماع سري اطاح بالسفير السوري سليمان

عمان - الكاشف نيوز : نشرت صحيفة "المقر" الاردنية الالكترونية تقريرا مفصلا عن حيثيات وكواليس الساعات الاخيرة لقرار طرد السفير السوري في الاردن بهجت سليمان.

واكد التقرير ان معلومات توفرت للاجهزة الامنية الاردنية اكدت ان تحركات السفارة السورية ممثلة بسفيرها بدأت تتخذ منحى يتخطى فيه الأردن إلى الدخول في معارك مع دول خليجية، وتحديدا المملكة العربية السعودية.

ووفق مصادر الصحيفة فإن معلومات أمنية وصلت إلى الأجهزة الأمنية والتي بدورها رفعتها إلى جهات عليا تتحدث عن اجتماع عقده السفير سليمان في دار السفارة مع شخصيات أردنية موالية للنظام السوري بعمان.

وتاليا نص التقرير :

ما أن فاجأت الحكومة الاردنية الجميع بقرارها طرد السفير السوري في عمان بهجت سليمان حتى بدأ السياسيون والمحللون والإعلاميون يتتبعون حيثيات القرار ومآلاته.

التكهنات وصلت حدودا متطرفة في التفسير، لكن ما توقف عنده من معلومات تؤكد ان الإجراء الاردني اتخذ بعد ان وصلت تحركات السفير السوري خطوطا حمراء لم يكن بالإمكان السكوت عنها.
السؤال الأكبر اليوم هو: هل سيتبع هذا القرار الدبلوماسي قرارات سياسية وميدانية على الأرض؟
ما يخشاه الأردنيون ان يكون للقرار الاردني تبعات أمنية خاصة وان أحدا لا يستطيع التكهن بردود فعل النظام السوري. لكن ما يراه بعض من استمعت إليهم يؤكد ان نظام الأسد غير مستعد لفتح جبهة جديدة له عنوانها الأردن.
في كل حال وحتى الآن يعاني اليوم المحللون السياسيون من ضبابية في قراءتهم الدقيقة للأسباب الداعية لطرد السفير السوري في عمان بهجت سليمان.

السفير مثير الجدل والإشكالي بكل المقاييس الذي لم يكد يترك سياسيا أردنيا يعلن تعاطفه مع الثورة السورية إلا وخاض معه معركة كلامية وصلت في بعض الأحيان إلى خروجه – أي السفير – عن الأعراف الدبلوماسية.

سليمان لم يترك حتى المسؤولين الأردنيين وشأنهم. لقد اشتبك مع الكثير منهم، وعلى رأسهم وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة.

أليس من السذاجة الاعتقاد ان التحرك الدبلوماسي الأردني جاء لكون السفير سليمان خارج عن الأعراف الدبلوماسية.

فلم يقم سليمان خلال الفترة الماضية بفعل غير الذي اعتادت الحكومة الاردنية ان يقوم به، فما الذي تطور حتى وقع ما وقع.

إذا كان ذلك صحيحا لماذا الآن وقد سبق وأن خاض السفير السوري معارك أشد مع نواب وسياسيين وخرج منها من دون إي رد فعل رسمي كبير بحجم طرده.

اجتماع سري

المعلومات التي توفرت تؤكد ان تحركات السفارة السورية ممثلة بسفيرها بدأت تتخذ منحى يتخطى فيه الأردن إلى الدخول في معارك مع دول خليجية، وتحديدا المملكة العربية السعودية.

ووفق مصادر فإن معلومات أمنية وصلت إلى الأجهزة الأمنية التي بدورها رفعتها إلى جهات عليا تتحدث عن اجتماع عقده السفير سليمان في دار السفارة مع شخصيات أردنية موالية للنظام السوري بعمان.

المصادر ذاتها تؤكد ان الاجتماع انتهى بطلب السفير السوري من هذه الشخصيات إعداد خطة واضحة لشن هجوم على دول خليجية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.

ويدعم هذه المعلومات ما ورد في بيان وزارة الخارجية الاردنية التي قالت فيه ان هذه الإساءات الموجهة للأردن ولأشقائه العرب من الاراضي الاردنية تعتبر خروجا سافرا على كل الأعراف والمواثيق الدبلوماسية، الأمر الذي يرفضه الأردن رفضا تاما.

ووفق مصادر فان هذه المعلومات وضعت في حضن الأمن بعيد اللقاء بدقائق والتي رفعتها بشكل عاجل إلى جهات عليا في الدولة الاردنية. وهو ما استدعى اتخاذ قرار عاجل بطرد السفير.

هذه المعلومات تعززها السلوك السياسي والدبلوماسي الاردني طوال اكثر من عامين مع السفير الجدلي، فلم تتخط الإجراءات الرسمية الاردنية حدود الاشتباك الكلامي معه. لكن من الواضح ان السفير وقد حول السفارة السورية في عمان إلى خلية عمل إقليمية لا بد وأن تؤثر في العلاقات الاردنية الخليجية، لم يدع مجالا للسلطات الاردنية إلا لاتخاذ موقف حازم وعاجل منه.

"ليس مفاجئا"

وفي أية حال يضف الدكتور موسى شتيوي مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في تعليقه على طرد الحكومة الاردنية للسفير سليمان بأنه متوقع وليس مفاجئا". هذا ما يراه الدكتور اشتيوي الذي قال ان تجاوز السفير الاعراف الدبلوماسية مع الجانب الاردني لم يدع مجالا للحكومة الاردنية إلا لاتخاذ موقف حازم منه.

ولا يعتقد مدير مركز الدراسات الاستراتيجية أن يكون هناك تداعيات أخرى للقرار باستثناء إجراء سوري مماثل، وقال: اعتقد ان السوريين سيكتفون بالرد بالمثل، وقد فعلوا.

أما أستاذ العلوم السياسية الدكتور احمد سعيد نوفل فيرى ان الأردن بهذا الاجراء يبدو وكأنه يأخذ موقف مباشر من الأزمة السورية بعد موقفه الدبلوماسي السليم سابقا، خاصة إبان الانتقادات الحادة من قبل السفير السوري إلى الأردن.

اعتقد نوفل انه كان من مصلحة الأردن بقاء السفير حيث ان طرده يعني ان الأردن اتخذ موقف مباشر من لازمة السورية وطرد السفير يعني أننا لا نعترف بالنظام السوري عكس السياسية الاردنية المعتدلة سابقا مع الأزمة السورية.

تغير دبلوماسي.. هل يتبعه تغير ميداني؟

ما يخشاه أستاذ العلوم السياسية ان يكون لهذا القرار تداعيات جديدة أخرى، فيكون الأردن قد دخل مرحلة جديدة مع المعارضة السورية ضد النظام السوري.

وهو ما تميل اليه العديد من الشخصيات السياسية الاردنية التي توقعت إعلان المملكة الائتلاف السوري ممثلا رسمي لسوريا والشعب السوري، وهو ما ينسجم مع الموقف السياسي للموقف السياسي للمملكة العربية السعودية.

كل ذلك سيكون في سياق التحركات الدبلوماسية، لكن هل يؤشر هذا السلوك الدبلوماسي على سلوك ميداني مغاير للأردن حيال أطراف الصراع في سوريا، ما يعني انحيازه لصالح القوى المناوئة للنظام السوري بصورة علنية؟ "المقر- ربى كراسنة"