تحت وطأة تجفيف المنابع الاقتصادية وتضييق للحالة المعيشية وتدهور فى سعر الليرة اللبنانية ترزح المناخات اللبنانية المعيشية ومن على وقع انفصال فى التوجه والاتجاه بين الفرقاء فى لبنان يتكون المشهد السياسي بعد ازمة تشكيل الحكومة التى جاءت اثر خلافات عميقة على المناصب الرئيسية فيها للتيار العوني الذى يريد المشاركة فى الحكومة بمناصب سيادية ومراكز ذات أهمية دون اعطاء ثقة للحكومة المشاركة بها اثر الازمة التى ما زالت قائمة بين وزير الخارجية الاسبق وزعيم التيار الحر مع جبران باسيل ورئيس الوزراء الاسبق الحريري.
ومع تفجير خط الحميمة عكار النفطى يكون خط الامتداد البترولى بين ايران لبنان مرورا بسوريا قد قطع وهذا ما جعل من الازمة المعيشية اللبنانية تتفاقم الى منازل غير مسبوقة لا سيما بعد حادثة تفجير مرفأ بيروت الذى تبين ان تفجيره تم بذات الايدى التى نالت من خط الامداد النفطى فى عكار، فلا خط الامداد النفطى مرغوب فيه ولا امداد السلاح مسموح وهى الجملة التى تم ارسالها فى مضمون الاحداث الدائرة هناك.
الحصار البرى على لبنان جاء مع حصار بحري تقوم به اسرائيل تجاه خطوط النقل والامداد القادمة من ايران وهذا يفسره البعض لاستفراد الشركات الاسرائيلية بمخزون ابار الغاز فى غرب لبنان البحري هذا اضافة الى رغبة اسرائيل فى تجفيف منابع حزب الله القادمة من ايران بعد التحالف السياسي الذى شكله الرئيس ميشيل عون مع حزب الله فى المشهد السياسي اللبناني بهدف اعادة خلط اوراق ميزان المشهد السياسي بما يقوده الى اعادة تموضع مقبول يمكن التعاطي معه والى ذلك الحين ينتظر ان تبقى لبنان تعيش حالة مناخات غير امنة وغير مستقرة.
ورغم محاولة رؤساء الحكومات السابقة من تشكيل حكومة لبنانية برئاسة نجيب ميقاتي الا ان هذه المحاولات لم تحظ بشرعة قبول وهذا ما جعل من لبنان تبحث عن رافعة الخلاص فكان الاتجاه نحو الاردن والذى جسده لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني مع نائبة رئيس الحكومة البنانية زينة عكر والذى اعرب فية جلالة الملك على ضرورة دعم مؤسسات الدولة الاردنية والجيش فى لبنان للحفاظ على امن لبنان واستقراره ووحدة وبين جلالته اهمية تظافر الجهود الدولية والعمل لاستحداث خطة شاملة وواضحة المعالم للعبور فى لبنان الى بر الامان.
جلالة الملك كان قد اكد للرئيس ماكرون قبل اندلاع الازمة الاخيرة وتفاقم الاوضاع فى لبنان على ارساء منهجية عمل واضحة تقوم بترسيخ معاني الامن والاستقرار بحيث تسهم فى رفع المعاناة عن الشعب اللبنانى وفى ابعاد لبنان على الاسقاطات الاقليمية جاء ذلك لقاء دولى كانت قد نظمته باريس لغاية دعم لبنان.
الاردن الذى يقوم بدور طليعي فى المنطقة تعول عليه مجتمعاتها فى الدعم والاسناد لما يتمتع به جلالة الملك من مكانة سياسية كبيرة جعلته يمتلك نفوذا واسعا على مسرح الاحداث لذا تتطلع اليه مجتمعات المنطقة بالدعم والاسناد والاردن سيبقى يعمل من وحى منطلقاته الرامية لتعزيز مناخات الامن والاستقرار للتخفيف من وطأة الاحتقان التى فرضتها التجاذبات السياسية والتباينات الاقليمية جراء عملية الاستقطابات السياسية التى ما زالت تخيم على مجريات الاحداث فهذا هو ديدن الاردن وهذه هى رسالته.