أخر الأخبار
قمة الملك عبد الله الثاني مع الرئيس بوتين رؤية مشتركة تجاه قضايا المنطقة
قمة الملك عبد الله الثاني مع الرئيس بوتين رؤية مشتركة تجاه قضايا المنطقة

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال لقائه مع الملك عبد الله الثاني خلال زيارته موسكو، أنهما تباحثا بشأن المشكلة السورية والوضع في أفغانستان والقضية الفلسطينية . وقال بوتين خلال اللقاء: « نتطلع إلى تبادل وجهات النظر حول القضايا الأكثر إلحاحا، بما في ذلك ما نقوم به معكم على مدار عدة سنوات- تطبيع الوضع في سورية، والوضع المتدهور في أفغانستان» ومحاولة لجسر الهوة بين الفلسطينيين وإسرائيل لعودة المفاوضات.

الأمن الإقليمي يشكل أولوية للزعيمين. وقد ارتبطت الزيارة الثانية التي قام بها الملك عبد الله الثاني إلى روسيا في نوفمبر 2001 بهجمات 11 سبتمبر الإرهابية وبداية عملية التحالف الدولي ضد طالبان في أفغانستان. وها هو الموضوع الأفغاني يعود بعد عشرين عاما. وعشية المحادثات بين الزعيمين، أُعلن عن موافقة الأردن على نقل 2500 أفغاني تم إجلاؤهم من كابول عبر أراضيه، على أمل ترحيلهم في أسرع وقت ممكن إلى الولايات المتحدة.

الملك عبد الله الثاني، الذي زار واشنطن قبل شهر، يعرف جيداً الخطط الأمريكية. ويكاد يكون من المؤكد أنه شاركها مع الرئيس بوتين.، وفي ما يخص سوريا، تحاول روسيا منع بدء عملية عسكرية واسعة النطاق في درعا. والتنسيق حول ذلك موضوع الساعة، بما في ذلك مع الأردن.

الأردن نقطة الارتكاز في السياسة الإقليمية وتحظى الأزمة السورية والقضية الفلسطينية والأزمة التي تعصف بلبنان اهتمامات الأردن وتم تناولها بتوسع وبرؤية مفتوحة مع الرئيس الروسي بوتين. دائما ما يبحث جلالته مع بوتين القضية الفلسطينية والأزمة السورية في أي مباحثات تتعلق بالمنطقة فهما مفاتيح الحل إن شاءت الأقدار أن ينعم الشرق الأوسط بالاستقرار وهما على أجندة التحركات السياسية الجارية.

العلاقات الاقتصادية والتجارية بين عمّان وموسكو شهدت خلال السنوات الماضية تطورات ملموسة، ويرتبط البلدان باتفاقيات سياسية واقتصادية وثقافية وسياحية متعددة، كان لها دور كبير في تمتين العلاقات بينهما وبناء شراكة حقيقية واستراتيجية في المجالات المختلفة، وهناك لجنة أردنية روسية مشتركة تجتمع بشكل دوري لمتابعة مجالات التعاون المشترك، خاصة في مجالات الزراعة والسياحة والنقل والطاقة، وتطوير التعاون بين البلدين في المجال السياحي، وقد شيدت روسيا على قطعة أرض قرب منطقة المغطس، كنيسة أسهمت في زيادة أعداد الحجاج المسيحيين لهذا الموقع الديني التاريخي، وكان الأردن - ولا زال - يعوّل على عودة السياح الروس الى المملكة وتحديدا العقبة ومأدبا لتعويض ما لحق بقطاع السياحة من أضرار جرّاء جائحة كورونا.

الأردن لديه رغبةٌ علنية في إنهاء الأزمة السورية، من خلال وضع أسس مبدئية لإيجاد حل عملي؛ فكانت خطوة الملك باتجاه تسويق هذه الرغبة داخل أروقة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، باعتبار أن واشنطن هي المؤثر الدولي الأكبر في الملف السوري، لاسيما فيما يتعلق أيضاً بملف العقوبات الأمريكية وتأثير قانون قيصر على تقييد التحركات السياسية والاقتصادية الدولية نحو دمشق.

ويذكر أن عمّان لم تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق منذ بداية الحرب السورية، وبقيت السفارة السورية في عمّان تعمل، كما لم يتم الإعلان عن إغلاق السفارة الأردنية في دمشق، رغم أن عملها تأثر بالأوضاع الأمنية في العاصمة السورية. وانتهج الأردن سياسة بقاء سوريا دولة متماسكة موحدة، لا توجد على أراضيها مليشيات إرهابية متطرفة من التابعين لتنظيم القاعدة و»داعش» وبقية القوى الجهادية المتطرفة، أو الجماعات الطائفية المرتبطة بإيران ونفوذها في المنطقة، والتي يُمكن أن تهدد أمن الأردن ومصالحه، في أي فترة من الفترات.

زيارة الملك عبد الله الثاني لروسيا مهمة وحملت نتائج المباحثات كسر الجمود في حل القضايا العالقة ونجحت جهود الملك عبد الله الثاني في مباحثاته مع بوتين في احداث اختراق في الملف السوري وتؤسس الى تأطير لاستراتيجية واشنطن الجديدة في سوريا في فترة حكم إدارة الرئيس بايدن، بعد أكثر من 7 شهور على وصولها إلى البيت الأبيض.