تأكيدات عربية وعالمية أطلقها رؤساء وسياسيون من عدد من دول العالم وعواصم صنع القرار بعودة العراق أمس ليأخذ دوره التاريخي ليكون إحدى ركائز السلام في المنطقة وكذلك صنع القرار العربي، في خطوة رمزية بمشاركتهم في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، وفي خطوات عملية جسدوها في كلمات حملت في مضامينها خططا ستجعل من العراق حاضرا وبقوة عربيا ودوليا.
بالأمس، شكّل مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة حالة سياسية، حملت بداية دعما عربيا وعالميا بأن العراق عاد حاضرا على الخريطة العالمية، اضافة لتقديم كل ما هم ممكن عربيا ودوليا لدعمه في مواجهة التطرف والإرهاب، وفي تمكينه ليعود دارا للسلام كما كان دائما، بعد سنين عجاف من حروب أخذت منه الكثير من ركائز الحياة في مواجهات لم تتوقف ضد الارهاب والتطرف، ليأتي العالم ويقدّم لبغداد في دارها عهدا بأنها ستعود عاصمة للسلام.
جلالة الملك عبد الله الثاني في كلمة له بالمؤتمر، حملت مضامين غاية في الأهمية، يمكن تلخيصها بأن جلالته قدّم للعالم الموقف الأردني حيال العراق بكل وضوح، وما هو المطلوب من العالم اليوم ليقدّمه للعراق الذي انتهكته حروبه ضد الإرهاب حتى ينعم العالم بسلام، اضافة لرسائل مهمة بأن الأردن مع العراق، بكل ما يملك من امكانيات، مع تأكيد جلالته «أن دعم البلد الشقيق في هذه الجهود أولوية لنا جميعا».
فيما حدد جلالة الملك بشكل غاية في الأهمية الحضور العراقي المهم اقتصاديا وضرورة المساهمة عربيا ودوليا ليكون ركيزة بهذا الإطار، وذلك من خلال جعله بلدا قويا، حيث أكد جلالته «فالعراق القوي يشكل ركيزة للتكامل الاقتصادي الإقليمي وبيئة إيجابية لتعزيز التعاون بين دول المنطقة»، وفي ذلك وصفة لتحريك عجلة الاقتصاد بشكل مثالي، يشترك به العراق بل ويكون إحدى ركائزة التي ستجعل من القادم نموذجا.
وفي رسالة مهمة أيضا رأى جلالة الملك أهمية الحوار في مواجهة تحديات المرحلة والتي حددها جلالته بقوله «يأتي انعقاد هذا المؤتمر في وقت دقيق، يشهد فيه العالم الكثير من التطورات السياسية والأمنية والاقتصادية، والتي سلطت الضوء على طبيعة الأزمات والتحديات العابرة للحدود، مثل نقص الأمن الغذائي وتبعات وباء كورونا»، حيث أكد جلالته ان كل ذلك يمكن تجاوزه بوجود أرضية مشتركة، «تقرب وجهات النظر وتؤسس لحوار جاد وتعزز سبل التعاون والشراكة لمواجهتها»، جاعلا جلالته بذلك الحلول في متناول يد صانع القرار الدولي، ففي الشراكة والحوار حتما الحلول التي يسعى لها العالم بشكل عملي وحقيقي.
علامات فارقة في شكل المنطقة تضمنتها كلمة جلالة الملك ولقاءاته في بغداد أمس، واضعا جلالته واقع الحال في حالة تشخيصية واقعية، مع تقديم الحلول يرافقها أدوات التنفيذ التي من شأنها الخروج من كافة التحديات لفضاء واسع من تجاوز التحديات والعقبات، ليطلق جلالته من بغداد رسائل مهمة جدا رأى بها العالم دليلا عمليا للانتقال من مرحلة العيش وسط تحديات لمواجهتها وصولا لتجاوزها.