بطل العالم في سرعة التطعيم أصبح الآن في قبضة فيروس كورونا، فقد سجلت إسرائيل يوم الثلاثاء الموافق 31/8/2021 حوالي 11 الف حالة جديدة مصابة بالكوفيد 19، وهذا اعلى ثاني رقم يتم تسجيله منذ بدء الجائحة، كما تم تسجيل 185 حالة وفاة خلال أسبوع، وهذه الأرقام تعتبر مرتفعة في بلد كان من أوائل الدول في العالم من ناحية البدء في إعطاء المطعوم والسرعة الكبيرة في تطعيم المواطنين البالغين والأطفال فوق سن 12 عاما، وقد تم تطعيم 60% من المواطنين.
الوضع الحالي أدى ايضاً الى ارتفاع اعداد الادخالات الى المستشفيات وخاصة اقسام العناية الحثيثة. ان تفاقم الوضع الوبائي سيؤدي حتماً الى انهيار النظام الصحي بالكامل؛ ما سيؤدي الى الاغلاق التام. لقد دعت الحكومة الى تطعيم النسبة المتبقية ممن لم يتلقوا اللقاح، ولكن المعلومات الأولية أظهرت ان النسبة ليست بالقليلة من المصابين الذين قد تلقوا مطعوم فايزر بيونتيك بالكامل، وان آخر جرعة لم يمر على اخذها اكثر من 8 اشهر، وهذا ما يجعل التخوف اكبر بأن سلالة دلتا ربما اكتسبت مناعة ضد اللقاح.
لا احد يستطيع توضيح هذا الامر؛ فدخول إسرائيل الموجة الرابعة بهذه الشدة له تبعات خطرة على الدول المجاورة؛ ما سيجعل انتشار فيروس كورونا يمضي بوتيرة أسرع ويغطي نطاقا اوسع، وربما سيؤدي الى نشوء سلالات جديدة لديها مناعة ضد اللقاحات. هذا الوضع دعا دول الوحدة الأوروبية لوضع قيود جديدة على السفر الى منطقة الشرق الأوسط والتي قد تقوم لاحقا بإيقاف حركة التنقل الى بعض الدول.
ان إعادة فتح المدارس والجامعات في معظم دول العالم سيكون له مخاطر كبيرة؛ فعلى سبيل المثال بلغ عدد الحالات النشطة الآن في إسرائيل 83 الف حالة منها 35 الف طالب مدرسة، وبذلك فإن احد أسباب انتشار المرض بهذه الحدة هو التسرع في تخفيف قيود الوقاية حيث تم التخلي عن الكمامات بشكل مبكر وتم فتح جميع مرافق الحياة دون مراعاةٍ للتباعد الاجتماعي ودون الاكتراث لوضع بعض الناس المصابين بأمراض مزمنة كالسكري ونقص المناعة وامراض أخرى.
ان ما يبعث الامل هو ان حالات المرضى الذين تلقوا اللقاح ويدخلون للمستشفيات تكون اقل حدة من المرضى غير المطعمين ولكن التطعيم في المحصلة لا يحمي الناس مئة بالمئة من المرض.